۷۳
غزة الوثنية
كانت غزة في الزمن القديم معقلا للوثنية . ولقد ذكرنا في بحثنا عن غزة في عهد الرومان أن الإمبراطور (هادريانوس) كان يكره المسيحيين (١) كما كان يكره اليهود ، وانه بنى في البلاد هياكل من شأنها أن تغيظ المسيحيين . فتكونت في البلاد ثلاثة مراكز للديانات المختلفة : ( قيسارية ( مركزاً للديانة المسيحية، و (طبرية) مركزاً للديانة اليهودية ، و ( غزة ( مركزاً للديانة الوثنية ( ١٣٤ م ) . ويظهر من هذا أن غزة كانت وثنية قبل أن تكون مسيحية ، وأن الصراع بين هذه وتلك بعد ذلك ( ٣٩٥ م ) كان عنيفاً للغاية
٢ - كان في غزة يومئذ ثمانية هياكل للوثنيين ، وكان الغزيون يتعبدون آلهتهم في هذه الهياكل عبادة صادقة . ويظهر أن هذا هو سبب آخر من الأسباب التي جعلت العرب بوجه عام وبني قريش بوجه خاص يؤثرون غزة على غيرها من المدن المجاورة للحجاز . إذ كانوا إليها يشدون رحالهم في ( رحلة الصيف المشهورة وفيها يبيعون ما تحمله قوافلهم التجارية. ذلك لأنها كانت مركزاً مهماً على طريق القوافل ، وكانت وثنية ؛ كما أن العرب كانوا يومئذ وثنيين (٢)
٣ - وإليك اسماء (۳) الهياكل الثمانية التي كان الغزيون يتعبدون آلهتهم فيها : -١ هيليوس ( elios) (٤) بعل ، إله الشمس
(۱) تاریخ كنيسة اورشليم الارثوذكسية
(۲) إسمع ما يقوله الاستاذ محمد حسين هيكل في كتابه ( حياة محمد ) : وكانت للعرب في عبادة الأوثان أفانين بشتى يصعب على باحث اليوم أن يحيطها . وكان لهذه الأوثان قبل الاسلام مكانة جليلة ، وكان لكل قبيلة صنم تدين له بالعبادة . ومن هذه الأصنام اللات والعزى وهبل ) . وكان هبل هذا كبير آلهة العرب، فكان الناس يحجون إليه من كل فج عميق .
(۳) تدل أسماء هذه الأصنام على أنها من أصل يوناني
(٤) جاء ذكر هذا الصم في الأساطير اليونانية ، يوم كانت الشمس معبودة الجماهير، وكان لالهتها المقام الاول . ويزعم قوندر ( Condor ) وسايس ( Sayce ) أن بعل معبود البكنعانيين والبابليين وبعض الشعوب السامية الأخرى ، ومعناه السيد ، ليس إلا إله الشمس هذا . وأنما هي اسماء سميتموها .
