-٨٦- . كان في بادىء الامر يتعاطى صناعة السكافين : يغسل جلوداً ونعالا، ويحيطها. ثم أقامه ابرائيليوس بطريرك اورشليم قساً ، وله من العمر خمس واربعون سنة. وكان طعامه الخبز والخضار ، يفطر بها بعد غروب الشمس . كان برفيريوس رجلا باراً ، وكان متضلعاً في المعرفة والحكمة ؛ وكان يفحم اليهود واليونان الوثنيين والهراقطة في مناظراته . ويروون عن كيفية اقامته أسقفاً لغزة الحكاية التالية :
كان ( ايرينيون ) أسقفاً في غزة ، وكان يسير في أسقفيته سيرة الملائكة. وبعد وفاته تولى كرسي الاسقفية (أنياس ) . ولكن هذا لم يكد يتولى كرسي الاسقفية حتى قضى نحبه ، فاجتمع على أثر ذلك المسيحيون في غزة ، وكانوا اقلاء جداً . ولبثوا أياماً عديدة يتذاكرون في من يقيمون أسقفاً عليها . فلم يتفقوا ، بل انقسموا حزبين : أحدها أراد ان ينتخب واحداً من الاكليريكيين ، والآخر واحداً من العلمانيين . فانه كان بين العلمانيين رجال ذوو لياقة بسيرتهم الفاضلة . وإذ اشتد الجدال بينهم ، ولم يتموا الانتخاب ، أجمعوا على أن يتوجه خمسة من الاكليريكيين وخمسة من وجهاء العلمانيين إلى رئيس الأساقفة . ويطلبوا منه اسقفاً . وكان رئيس الاساقفة إذ ذاك يوحنا . فلما حضره وقد غزة ، قالوا له : إنا تريد أسقفاً قادراً على مصادمة عبادة الأوثان قولا وفعلا . فأمرهم هذا بالصيام ثلاثة أيام . وقد ألهمه الله بعد ذلك أن ينتخب برفيريوس أسقفاً لهم. فبعث في الحال بكتاب إلى ابرائيليوس بطريرك اورشليم . وقد تم الامير ، واقيم أسقفاً على غزة بعد مساع حمة . » الفريس برفير بوس وإليك حديث الشماس ( مرقس ) عن كيفية دخوله مع الاسقف برفيريوس