صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/95

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٩٤- وقصارى القول فان النزاع بين الطوائف المسيحية والطوائف الإسلامية من جهة ، وبين الطوائف المسيحية نفسها من جهة أخرى دام طيلة السنين التي كانت نيران الحروب الدينية فيها مشتعلة .

٢٥ - ولما انقشع تأثير تلك الحروب الدينية خفت وطأة الحصام بين المسلمين والمسيحيين . وائتلف الفريقان ائتلافاً عجيباً . وها هم المسيحيون يعيشون وإخوانهم المسلمين جنباً إلى جنب . وأود أن أخص بالذكر مدينة غزة . فانك لا تستطيع أن تميز بين الواحد منهم والآخر هنا : لا في أكله وشربه ، ولا في لباسه (۱) وما كله، ولا في منامه وعاداته . ولا فرق بين المسلم والسيحي في هذا المضمار .

كان مجلس الادارة في العهد التركي الأنفاً من عضوين مسلمین و آخرین مسيحيين. وكان منتي المسلمين والرئيس الروحي للمسيحيين يعتبران عضوين طبيعيين في المجلس المذكور. وكذلك كان الحال في ( محكمة البداية ) في العهد التركي . وفي اوائل الاحتلال تألفت في غزة جمعية إسلامية - مسيحية كان قوامها اعضاء من المسلمين والمسيحيين .

وكانت اللجنة القومية التي أشرفت على الاضراب في غزة عام ١٩٣٦م، مؤلفة أعضاء مسلمين وآخرين مسيحيين. والمظاهرات التي قامت في بدء عهد الثورة الفلسطينية الأخيرة ، اشترك فيها المسيحيون كما اشترك فيها المسلمون . وكانت كل مره تبتدىء عند المسجد الكبير وتنتهي عند الكنية ، أو العكس بالعكس.

وقد حضرت بنفسي استغاثة للمطر قام بها الغزيون عام ١٩٤٠واشترك فيها المسلمون والمسيحيون معاً . حتى أن المسلمين لم يدخنوا أية سيجارة طيلة الطربتي لان المسيحيين كانوا معهم ، ولا يجوز في شريف السيحيين التدخين أثناء الاستغاء ،لانها ضرب من ضروب العبادة . ولا يزال عدد كبير من سيدات غزة المسيحيات يعشن في منازلهن كالمسلمات ، ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو ذوي القربى منهن،كما أن ( الحجاب ) سائد بينهن .

وكانت قضايا الارث بين المسيحيين تحل وفقاً لقواعد الشرع الاسلامي . كما كان حصر الإرث تدهم ينظم في المحكمة الشرعية . وظل الحال كذلك حتى عام ١٩٢٥

(1) تستعمل المرأة المسحية بغزة ( الحجاب ) و ( الازار ) كما تستعمله المرأة المسلمة. وم يشد بعض المسيحيات عن هذه المساعدة إلا بعد الاحتلال