صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/96

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٩٥- حيث نفذ القانون البيزنطي الذي يقر الانثى كالذكر من حيث الارث . وتألفت محكمة كنائسية في غزة لهذه الغاية .

إنه وإن كان للمسلمين مساجد وللمسيحيين كنائس ، يذهبون إليها متفرقين اثناء الصلاة والعبادة ، إلا أنني كثيراً ما رأيت للمسيحيين يشاطرون إخوانهم المسلمين في مساجدهم أثناء قرأءة المولد النبوي ، ويغاتمون متاجرهم . ليس هذا فحسب ، بل يقوم اثناء الاحتفال بالمولد النبوي شاب من شبان المسيحيين المثقفين تثقيفاً عالياً -ألا وهو حنا افندي بن المرحوم داود افندي فرح الملقب بدهده - ويخطب المسلمين الذين اجتمعوا في دار المجلس البلدي في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول لسنة اثنين وستين وثلاثمئة بعد الألف المهجرة ( ١٩٤٣ م ) ويقول :

إنني باسم العروبة أقف هذه الوقفة في هذا العيد السعيد لا مدح واحيي رسول العرب ، وبطلهم وجامع شملهم ، وموطد كيانهم ، وباني مجدهم ، ومؤسس وحدتهم . وإنني لارجو أن لا يحمل قولي محمل المواربة والمراياة فيقول البعض ما لهذا النصراني يقف وقفة الخطيب بين المسلمين في يوم عيدهم فيمدح نبيهم ؟ أو ليس ذلك استخذاء ومحاباة منه دفعه اليهما غرض في نفسه أو مرض في قلبه ؟ كلا أيها السادة. بل إنها القومية الصرفة ، والعروبة الصرفة المتوطنة في قرارة نفسي ؛ هي المحبة الخالصة لعروبتي، والتي يتبدد أمامها كل اعتبار آخر ، دفعتني لاقول كلمتي هذه. فأنتم مسلمون تحتفلون بهذا العيد من وجهة دينية ، وأما أنا فانني احتفل به من وجهة قومية . إنني بهذا اليوم أحي البطولة العربية، والعظمة العربية ، والنبوغ العربي؛ فقبل أن يكون محمد نبياً كان بطلاً عربياً، وقبل أن أكون مسيحياً كنت في عربياً . وإنني كفتى عربي أقف لأمدح البطل العربي ، إبن جلدتي ودمي ، و ، وباني مجدي وسؤددي. لقد طبع الناس على أن يعظموا البطولة مهما كان شكلها ، فاذا كنا من هذه الناحية، نعظم لويس الرابع عشر ونابوليون وباستور وهم فرنسيون ؛ ونكبر موسی و داود وسليمان وهم يهود ؛ ونعظم شكسبير وبيرون وتشرشل وهم إنكليز ؛ ونكبر كونفوشيوس وبوذا الهنديين ، وزرادشت الفارسي ، وهم وثنيون ؛ فكيف لا نعظم ابن الجزيرة الأوحد محمداً البطل العربي. وهو كما تعلمون أعظم الأبطال خطراً وأجلهم شأنا وأسماهم خلقا وأعلاهم قدراً ...(( ولقد رأيت المسلمين يرتادون الكنية في عيد الفصح ، وليلة جناز المسيح ،