-٩٧- ٢٦ - غير أن الاغيار الذين لا يرضيهم هذا الاتفاق ، يحاولون أن يفتحوا ثغرة في جسم هذه الامة. فتراهم يعملون على إحباط هذا الإتحاد، وإيجاد شتى المخاوف في أفئدة الجهلة من الفريقين . ويساعدهم في تنفيذ خطتهم هذه بعض الجهلاء الذين يتخوفون من (استقلال العرب ) الذي تنشده الأكثرية ، لظنهم أن المسلمين إذا استقلوا هضموا حقوق المسيحيين في وظائف الدولة ومناصبها ، وفي مصالح البلاد ومرافقها العامة . هكذا يفعل الدساسون للتفريق بين أبناء الوطن الواحد وفوق كل نسيه علم عليم .
۲۷ - وقبل أن اختتم هذا الفصل ، أود أن أقول كلمة في موضوع الكنيسة التي بناها الأسقف برفيريوس ، والتي سماها «افدوكسية » إذ قد اختلف في تعيين موقعها بالضبط. فهناك من يقول : إنها بنيت في نفس المكان الذي بني فيه معبد مارنا ، إذ أن برفيريوس هو الذي استحصل على الأمر الملكي بهدم هذا المعبد ، وهو الذي عمل على إنشاء الكنيسة المذكورة . فلا بد وأن يكون قد بني الكنية على أنقاض المعبد ، واستعمل البلاط والحجارة والأعمدة التي كانت فيه ، مضيفاً إليها الأعمدة التي ارسلت إليه من مدينة كارستوس بأمر من الإمبراطورة. وهناك من يقول : إن برفيريوس بنی کنیسته هذه في المكان الذي فيه كنيسة الروم الارثوذكس في يومنا هذا ، لا في المكان الذي كان فيه معبد مارنا ؛ وإنه نقل البلاط والحجارة والأعمدة التي كانت في المعبد المذكور إلى المكان الذي بنيت فيه الكنيسة ، وهو لا يبعد عنه كثيراً . ويستدل على قوله هذا بالكتابة التالية التي يراها الداخل إلى كنيسة الروم، منقوشة على بلاطة من رخام فوق الباب :
« بسم الله الحي الواحد الاله القدوس إبتدأ عمارة الكنيسة بسعي الأب برفيريوس مطران غزة سنة ٤٢٥ بأيام الملك اركاديوس . وقد جرى قصارتها أيام البطريرك الأورشليمي كر المبوس بمسعى الأب فليموس ومناظرة المهندس بلاشوتي بشاريوس . الكاين مصروفها من القيامة المقدسة ومن بعض المسيحيين بغزة سنة ١٨٥٦ مسيحية بشهر آذار » .
وأما الاستاذ كليرمان غانو ، فانه يعتقد أن كنيسة الروم الحالية بنيت من قبل الصليبيين ، وأنها كانت على عهدهم كابلا (أي كنيسة صغيرة ) وقد استعمل في بنائها عدد كبير من الأعمدة الرخامية التي كانت في غزة قبل الصليبيين . ويهزأ الاستاذ