صفحة:Qaṭf al-zuhūr fī tārīkh al-duhūr (1885).pdf/165

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تاريخ الهند

ثم قصد الهند شعوب المغول وأخصهم تيمورلنك وخلفاؤه ، واشهر ملوكهم عود بابير زحف على هندستان سنة 1505 وبعد ما اخضع كندهار وكابول ودلهي وإغرا اسس سلطنة الهند المغولية وبقيت في ايدي ذريته الى سنة ١٧٦٠ اما مدة ولاية المسلمين في تلك البلاد من زمن محمد الغزني الى انقراض دولة المغول فكانت ٧٥٠ سنة وعدد ولا تهم 65 ومن اشهر ملوك المسلمين من العائلة المغولية الملك اورنزيب كان رجلا انيسا شجاعا ذا دراية وسياسة وكان هذه الأوصاف دينا ورعا زاهدا كثير الصلاة والصوم استولى على هذه الملكة من سنة 1660 الى ١٧٠٧ وتغلب على كل أقاليها وجعلها ولاية واحدة وبعد وفاته استولى نسله عليها مدة خمسين سنة وفي ايامهم غزا نادرشاه ملك الفرس تلك البلاد فاضر باهلها ضررا جسيما وسلب أموالهم حتى قيل انه خرج منها بنحو عشرة ملايين من الليرات الانكليزية ما عدا الجواهر والامتعة الثمينة التي لم تكن أقل قيمة من المبلغ المذكور ، وكان المستولي وقتئذي على الهند من ذرية اورنزیب محمد شاه فاستدعاه نادر شاه اليه بعد ان كان قد استولى على تلك الغنائم واجلسه على كرسي الملكة بحضور اشراف الهنود وعظمائهم . ثم التفت بعد ذلك إلى الحاضرين وقال لهم اعلموا اني راحل عنكم الى بلادي فيجب عليكم ان تكونوا في طاعة ملككم ولا تخالفوا له امرا وليكن عندكم معلوما اني قد صرت لكم من الآن وصاعدا محبا وصديقا فاعتدوا على كلامي هذا وتحققوه وكان في اثناء خطابه لهم ابصر على رأس محمد شاه جوهرة ثمينة من نفيس الماس ( وفي المعروفة بالكوهينور التي هي الآن في قبضة ملكة الكلارا ) فانجبته وطمع في اخذها فجعل يؤكد لهم مزيد صداقته واستعداده لمساعدتهم ولكي يجعلهم واثقين بكلامه اراد ان يثبت ذلك العهد بعلامة ظاهرة حسب عوائد الشرق فنزع عامته عن رأسه ووضعها على رأس محمد شاه بعد ان اخذ عن راس محمد شاه عامته ووضعها على راسه فكان ذلك التبادل نهاية سلبي ۱۶۲