صفحة:Qaṭf al-zuhūr fī tārīkh al-duhūr (1885).pdf/299

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

القسم الثالث

للاراضي المذكورة . اما حدودها فكانت الى الشمال ايليريا المعروفة الان بوسنيا اي البوشناق وميسيا العليا وهي الان بلاد السرب وشرقا تراقيا وهي الجزء الشرقي من الروملي والارخيل الرومي وجنوبا بحر الروم وغربا خليج البندقية وقد انقسمت هذه البلاد طبيعيا الى اربعة اقسام كبرى وكل من هذه الاقسام القسم ايضا الى اقسام صغار قائمة على حدتها. القسم الأول الشمالي وهو يشمل إقليمي ايبيروس وتساليا وهما الان من املاك الترك باوروبا . الثاني مكدونية وهو الجزء الشمالي من بلاد الارناوط والجزء الغربي من بلاد الروملي : ومن مدنها فيلبي وتسالونيكي وقاعدتها بلأ وهي وطن اسكندر بن فيلبس المكدوني الشهير وهذه أيضا من أملاك الترك في اوروبا . الثالث بلاد اليونان الاصلية وقيل لها ملاس المسماة الآن بلاد الروم . الرابع باليونيسوس المسماة بشبه جزيرة المورة وكان تابعا لها خلاف هذه الاقسام جزائر الارخيل الرومي التي كانت وقتئذ زاهية خضراء وليست فاحلة كالآن وجزائر البندقية وجزيرة كديا اي كريت وكان لليونانيين منازل في اسيا الصغرى وسيسوايا وإيطاليا واماكن اخر اما الآن فتنحصر الملكة اليونانية بالقسم الثالث من الاقسام المار ذكرها ويحدها بلاد الترك شمالاً ومن باقي الجهات البحر المتوسط وعدد سكانها يبلغ نحو مليون ونصف وقصتها مدينة اثينا التي لا تزال مستملة على اثار نشهد على عظمتها القديمة وبراعة اهلها وحذاقتهم لاسيما في فني النقش والتصوير وأحسن جزرها جزيرة سيرا . اما هواره ها فجيد واراضيها مخصبة. واهلها موصوفون بالنباهة والذكاء والشجاعة ولكنهم لم يصلوا بعد الى أعلى درجات التمدن . وقد انقسم تاريخ هذه البلاد قديما الى قسمين أحدهما يتضمن تاريخ الازمنة المجهولة اي من أول نشأنها الى حين هاجمها الفرس في زمن تملك داريوس بن هستاسب سنة 490 ق م وسميت ايضا الاعصر الخرافية والثاني منذ مهاجمة الفرس الى فقدانها عنان الملك وخضوعها للرومان