صفحة:Qaṭf al-zuhūr fī tārīkh al-duhūr (1885).pdf/399

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

القسم الثالث وشرقية بعد أن شرحنا اخبار الدولة الأولى وحوادث ملوكها الى زمن انقراضها وتذكر الآن اخبار السلطنة الثانية وما يتعلق بها من أهم الحوادث والاخبار على وجه الاختصار فنقول انه بعد وفاة ثيودوسيوس الاول جلس ابنة اركاديوس سنة ٢٩٥ على كرسي السلطنة الشرقية . وكان من جملة مالكها وملحقاتها الخارجية مصر وسوريا واسيا الصغرى ثم ثراكيا وفي قسم كبير من بلاد الروملي ثم داسيا أي مولدافيا وفلاخيا وما يليها من النواحي. وكان هذا الملك ضعيف الراي ٤٠٠ عديم التدبير لم يحدث في ايامي ما يستحق الذكر فكانت البلاد في راحة وسلام ومات اركاديوس بعد ثلاث عشرة سنة من حكمي وخلفه ابنه ثيودوسيوس الثاني سة 408 وكان عمره يومئذ تسع سنين وكان كابيه في ضعف العقل وقلة الادراك فلهذا كانت مدة أيامه تحت طاعة وزرائه واخته بوليكريا فكانت متسلطة عليه وقائمة بتدبير الملكة . وحدث في زمانه ان قبائل الهونيين أي المجر اغاروا على القسطنطينية فحاصروها وضيقوا على الاها لي بعد ان استولوا على سبعين مدينة ونهبوها فالتزم ثيودوسيوس أن يعقد صلحا مع قائدهم تخت شروط مبينة للسلطنة وبعد موت ثيودوسيوس المذكور خلفته اخنة بوليكريا فكانت ذات حكمة وفراسة موصوفة بالعقل والاداب وهي اول انتي جلست على سرير السلطنة الرومانية . وكان السبب في انتخابها انحطاط مقام الدولة الرومانية والامانة التي لحقت بها في ايام اخيها وابيها فاقتضى الحال رفع شان الدولة وتقوية شوكنها فاختار اكابر المملكة هذه الاميرة لتكون ملكة عليهم وذلك لما يعهدونه من حكمتها وحسن تدبيرها فبايعوها بالملك . ولكن لماكان حكم النساء عند الروم على خلاف العادة خافت من ان يخلعوها بعد ذلك عن الكرسي فتزوجت برجل متقدم في السن من أكابر المجلس يدعى مارسيان وفوضت اليه امور الملكة فكانت احكامها منفردة ومتحدة مع زوجها ثلاث سنين ثم انفرد زوجها بالملك الى سنة 457 وبموت الملكة المذكورة انقرضت عائلة ثيودوسيوس الاول . وبعد