ضرب الأرض فانتهب

​ضرب الأرض فانتهب​ المؤلف جبران خليل جبران


ضرب الأرض فانتهب
وكإيماضة ذهب
آية العصر جائب
بينما لاح إذ عزب
ضاق بالسرعة الفضاء
ولم يبق مغترب
يدرك الشأو أو يكاد
متى أزمع الطلب
أرز لبنان هاكسة
حلب هذه حلب
أيها الجائز المجاهل
لا يعرف النصب
يصل المدن والقرى
بمتين من السبب
أفعوان إذا التوى
في صعود أو في صبب
إن ترامى بين الربى
خلت فلكا بين الحبب
وإذا شيم موقدا
فهو كالنجم ذي الذنب
إن في هذه الضلوع
لكالمارج التهب
ذاك حس من الكمون
وروى زنده فهب
هو شوق إلى حمى
كل ما فيه مستحب
ميل شجرائه حنان
وفي طوده حدب
أيهذي الشهباء
والحسن في ذلك الشهب


حبذا في ثراك ما فيه من عنصر الشهب

ذلك العنصر الذي
ظل حرا ولم يشب


عنصر قد أصاب منه ابن حمدان ما أحب

وبه أحمد ارتقى
ذروة الشعر في العرب


حبذا الجديد وما فيه من رحب

حبذا الجانب القديم نبت دونه الحقب

ألسويقات عقدها
من حجار أو من خشب
والبساتين من جناها
الأفانين تهتدب


والمباني بها الحلي البديعات والقبب

يا لها من زيارة
قضيت وهي لي أرب


تم سعدي بمن رأيت بها اليوم عن كثب

وبأني قضيت من
حقهم بعض ما وجب
إن من قال فيهم
أعذب المدح ما كذب
جئتهم والفؤاد بي
خافق كلما اقترب
جئتهم والفؤاد بي
خافق كلما اقترب
فالتقوني كعائد
للحمى بعد ما اغترب
تلك والله ساعة
أنست المتعب التعب
ليس بدعا وإنهم
صفوة الشرق والنخب
من نساء زواهر
بحلى الحسن والأدب
محصنات مربيات
النجيبات والنجب
ورجال إذا هم
سابقوا أحرزوا القصب
شرفوا العلم ما استطاعوا
ولم يحقروا النشب


أمهر الطالبين للسكب من خير مكتسب

أحلم الناس عن هدى
ما الذي يصلح الغضب
أحزم الخلق إن يكن
سرف جالب العطب
من رأى منهم المكان
لفوز به وثب
محرزا غاية الذي
رام في كل مطلب
فيهم الحاسب الذي
لا يجارى إذا حسب
فيهم الكاتب الذي
لا يبارى إذا كتب
فيهم العالم الذي
عقله كوكب ثقب
فيهم الشاعر الذي
شعره للنهى خلب
فيهم القائل الصؤول
على الجمع إن خطب
فيهم الصانع الذي
صنعه آية العجب


فيهم المطرب المجد فنونا من الطرب

يا كراما أحلني
فضلهم أرفع الرتب
إن فخرا نحلتموني
لأغلى ما في الحسب
لم يكن لي ومن أنا
هو للشعر والأدب