ضمن اللقاء رواح ناجية

ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجية ٍ

​ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجية ٍ​ المؤلف ابن المعتز


ضمنَ اللقاءَ رواحُ ناجيةٍ،
مَقذوفَةٍ بالنَّحضِ كالرَّعنِ
زبدُ اللغامِ يطيرُ من فمها،
نَفْضَ النّوادِفِ ناعمَ القُطنِ
و كأنّ ذفراها معلقةٌ،
أو لَبّةٌ رُوِيتْ من الدُّهنِ
وكأنّ كَلكَلَها، إذا وَخذتْ،
فُتلُ المَرافقِ عن رَحَى طَحنِ
تُصغي إلى أمرِ الزّمامِ كَما
عطفتْ يدُ الجاني ذرى الغصنِ
وكأنّ ظَعنَ الحَيّ غادِيةً،
نخلٌ، سُقيتِ الغَيثَ من ظَعنِ
أو أيكةٌ ناحَتْ حَمائِمُها،
منثورُ أخضرَ ناعمٍ لدنِ
يصفقنَ أجنحةً، إذا انتقلتْ
في فَرعٍ كطيالسٍ دُكنِ
وجدُ المتيمِ، وهيَ هاتفةٌ
ما شئتَ من طربٍ ومن حزنِ
للهِ ما ضمنتْ هوادجها،
من منظرٍ عجبٍ ومنحسنِ
يا هندُ! حسبُكِ من مُصارَمَتي،
لا تحكمي في الحبذ بالظنّ
فاتَ الصِّبا، ورُميتُ بالوَهنِ،
و يدُ المنيةِ قد دنتْ مني
و لقد حلبتُ الدهرَ أشطره،
و عبرتُ حظَّ الجهلِ من سني
ووَجدتُ في الأيّامِ مَوعظَةً،
نصَرَتْ ملائَكتي على جِنّي
وشَبِعتُ من أمرٍ ومَملَكَةٍ،
وحكَمتُ بالمَلَكاتِ والسّنّ
فعلى مَ تلمعُ لي سيوفكمُ،
حاشايَ من جَزَعٍ ومن جُبنِ
كم طابخاص قدراص لآكلهِ،
فاضتْ عليهِ بفاترٍ سخنِ
و لقد نهضتُ لوطئكم، فأبى
مثقالُ حلمٍ راجحِ الوزنِ
عندي من العِلاّتِ سَلهَبَةٌ،
و مقومٌ خضلٌ منَ الطعنِ
لا مُنصُلي هَجَرَ الضّرابَ، ولا
صدئتْ مضاربهُ من الحزنِ
كم من خَليلٍ لا أُمَتّعُهُ،
لم يبقهِ حذري ولا ضني
وَلّى، وخَلّفَني لغائرَةٍ
بالمخزياتِ السودِ، والأفنِ
أدى الإلهُ إليهِ صحبتهُ،
و سقى دياركَ صائبَ المزنِ
يا آمِناً لا تَبقَ من حَذَرٍ،
إنّ المَخافَةَ جانبُ الأمنِ
لا تُخدَعَنّ بأقرَبيكَ، وقد
عَفَّوكَ من عَينٍ ومن أُذنِ
و لقيتُ من قومٍ ذوي إحنٍ
لجبَتْ صدورهُمُ من الطّعنِ
غِشّ المَغيبِ، فإنْ لَقيتُهُمُ
سجنوا العداوةَ أيما سجنِ
و هيَ العداوةُ، لا خفاءِ بها،
كالشّمسِ تُكسَفُ ساعَةَ الدَّجنِ