طار الكرى وألم الهم فاكتنعا

طار الكرى وألم الهم فاكتنعا

​طار الكرى وألم الهم فاكتنعا​ المؤلف عدي بن الرقاع


طار الكرى وألم الهم فاكتنعا
و حيل بيني وبين النوم فامتنعا
كان الشباب قناعاً استكن به
وأَسْتَظِلُّ زَمَاناً ثُمَّتَ انْقَشَعَا
فاسْتَبْدَلَ الرَّأْسُ شَيْباً بعد دَاجِيَةٍ
فينانةٍ ما ترى في صدغها نزعا
فإن تكن ميعة من باطل ذهبت
وأَعْقَبَ اللَّهُ بعد الصَّبْوَةِ الوَرَعَا
فقد أبيت أراعي الخود راقدة
على الوَسَائِدِ مَسْرُوراً بها ولِعَا
براقة الثغر تشفي القلب لذتها
إذا مقبلها في ريقها كرعا
كَالأُقْحُوَانِ بِضَاحِي الرَّوْضِ صَبَّحَهُ
غَيْثٌ أَرَشَّ بِتَنْضَاحٍ وما نَقَعَا
صَلَّى الَّذِي الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لَهُ
والمُؤْمِنُونَ إذَا مَا جَمَّعُوا الجُمَعَا
عَلَى الَّذِي سَبَقَ الأَقْوَامَ ضَاحِيَةً
بِالأَجْرِ والحَمْدِ حَتَّى صَاحَبَاهُ مَعَا
لا يبرح المرء يستقري مضاجعه
حتى يقيم بأعلاهن مضطجعا
هو الَّذي جَمَعَ الرَّحْمَنُ أُمَّتَهُ
على يديه وكانوا قبله شيعا
عذنا بذي العرش ان نحيا ونفقده
وأن نكونَ لِرَاعٍ بَعْدَهُ تَبَعَا
إنَّ الوليدَ أَميرَ المؤمنين لَهُ
ملك عليه أعان الله فارتفعا
لَهُ عِبَادٌ ولا يُعْطَوْنِ مَا مَنَعَا
له عباد ولا يعطو ما منعا