طال الفراق فبان عنه صبره

طالَ الفراقُ فبانَ عنهُ صبرهُ

​طالَ الفراقُ فبانَ عنهُ صبرهُ​ المؤلف ابن المعتز


طالَ الفراقُ، فبانَ عنهُ صبرهُ،
و قسا عليهِ، فليسَ يرحمُ دهرهُ
و اللهِ ما خانتكَ سلوةُ عينيهِ،
وفؤادُهُ يَهوى سواكَ يَسُرُّهُ
عُذِرَ القَتيلُ بحُبّها، لكنّ مَن
قد عاشَ بعدَ فراقها ما عذره
و يقولُ لم أهجرْ، بلى، إذ بنتمُ،
أوَلَيسَ يُشبِهُ بينَ صَبٍّ هجرُه
قد طالَ عَهدي بالإمامِ وأُخلِفَتْ
أسبابُ وعدٍ كادَ يدرسُ ذكره
ظلتْ تحاربني العوائقُ دونهُ،
و تمدني، أمدٌ طويلٌ صبره
والله يَقضِي ما يَشاءُ بخَيرِهِ،
من حيثُ لا تدري ويدري أمرهُ
ملكٌ تواضعتِ الملوكُ لغرهِ،
قسراً، وفاضَ على الجداولِ بحرُه
وكأنّما رُفعَ الحِجابُ لناظِرٍ،
عن صُبحِ ليلٍ قَد تَوَقّدَ فَجرُه
و تراهُ في ليلِ السرى وكأنه
نارٌ يقلبُ طرفهُ ويقره
و غذا بدا ملأ العيونَ مهابةً،
فتَظَلُّ تَسرِقُ لحظَها وتُسِرُّه
و كأنما يهتزُّ، بينَ ثيابهِ،
نصلٌ يلوحُ بصفحتيهِ أثره
و يجيشُ نارُ الحربِ تحتَ عقابها،
و الموتُ في صرفِ الفوارسِ جمرهُ
و تراهُ يصغي في القناةِ، بكفهِ،
نجماً، ونجماً في القناةِ يجره