طال في خلوة الذنوب انفرادي

طال في خلوة الذنوب انفرادي

​طال في خلوة الذنوب انفرادي​ المؤلف أبو الهدى الصيادي


طال في خلوة الذنوب انفرادي
وكوت جلوة الغرور فؤادي
كم أنادي وواجب أن أنادي
أنا عبد عدت عليه الأعادي
تبع ألنفس في جميع القضايا
ورآها للسير اقوى المطايا
فمضى وهو غافل للبلايا
وطريح على فراش الخطايا
برقع الوهم بالعيوب طواه
وعن المنهج القويم لواه
ذاب في دائه فوا بالواه
وأسير لميله وهواه
ترك الحق لاهيا بسواه
وغدا في ضلاله مسراه
فتراه والغي عاق خطاه
ناكس الرأس خيفة من خطاه
غاب عن أمره بنشر وطي
وقضى العمر بين قيس وطي
ميت باطنا بظاهر حي
وضعيف يسعى بزعم قوي
سود الدفتر الخفي ودجى
صحفة ثم راح يطلب منجا
ألهذا لولا محمد يرجى
لم يكن للمسيء والله ملجا
ونصير في حال دنيا وأخرى
وظهير في الامر سرا وجهرا
ومغيث حيث الدفاتر تقرا
غير طه تاج النبيين طرا
غيث بر من المكارم هام
وغياث في يوم شد الحزام
كوكب الانبياء سامي المقام
كعبة الأمن للخوف وحام
نعم مولى يحمي الدخيل من الذل
وكريما مهما اردت به قل
أشرف الخلق خيرهم سيد الكل
صاحب التاج والبراق رئيس
أصل سرٍ لذات شكل الأنام
وشراع لنشرة الأيام
غاية الإنتهاء نظم الختام
الف الإبتداء للإنتظام
هيكل الجمع عند فرق المعاني
دورة الفرق سر حرز الأمان
سيد موصل لأقصى الأماني
سبب الكائنات قاص ودان
شرعة الله فيه بالله قامت
وبه حجة اليقين استقامت
منة في الوجود عمت ودامت
نعمة للورى نمت وتسامت
حرم الأمن يوم خوف البرايا
حين حقا تغدو النوايا مطايا
مأمل الناس عند كشف الخفايا
ملجأ العاجزين بحر العطايا
وهب السر من بصير سميع
وأتى هاديا وخير شفيع
فك لما انجلى لنا بربيع
كنز غيب مطلسم ببديع
فأجاد الهدى بعزم قوي
وأباد العدا بحزم علي
فهو مضمون كل شأن جلي
وهو مفتاح كل باب خفي
علم طائل على الأعلام
وإمام الهدى لكل إمام
سهم غيب به المهيمن رام
فيض قدس من المرؤة هام
سريان السر الإلهي أسنى
من عليه بعالم الغيب يثنى
عين معنى دنى لقاب وأدنى
آية الله نسخة الكون معنى
سر باب العلى لكل نبي
وإمام وسيد وولي
وهو لما أتى بأمر علي
قام جهرا بكل سر خفي
مد بسط الهدى بغرب وشرق
وسرى يكشف الظلام بصدق
فاصل بين مبطل ومحق
عنده علم كل شيء بحق
ملجأ العبد حين فقد التحمل
ومحل الرجا وباب التوصل
كان في الغيب قبل هذا التنزل
يتلقى من ربه كلمات
قد أفاض الهدى بخلق جميل
وبحبل من الكمال طويل
وتسامى في شأنه عن مثيل
فأتانا بكل شأن جليل
اشرف العالمين طبعا وأصلا
وأجل الوجود قولا وفعلا
كم على الله بالدلائل دلا
هو أقوى وسائل الخلق لله
وجهه عن حقائق الدين أسفر
فجلاها بعد التخافي وأظهر
فهو في الكائنات أعظم مظهر
وهو ميزاب أنعم الله في الارض
فجر رشد وللقلوب طبيب
وإمام مؤدب وأديب
قو فيه الرجاء فهو حبيب
وهو إن جاد فالمراد قريب
جاء بالأمر هاديا ودليلا
وصراطا لربنا وسبيلا
فهو بالله كم أعز ذليلا
وهو والله ما أخاب نزيلا
كيف حالي قد قطعتني القواطع
وعن الباب أبعدتني الموانع
لست أدري للوزر ما أنا صانع
سيدي يا أبا البتول ويا نعم
يا حبيبا به المهيمن اسرى
فطوى فيه من عطاياه سرا
يا معين الورى إذ الناس سكرى
يا مغيث الوجود دنيا وأخرى
يا أمينا إلى الخفايا تدلى
يا أمير على البرايا تولى
يا سراجا بكل برج تجلى
يا حبيب الديان يا حجة الله
يا مدار الامور في النشر والطي
وعنان البرهان في دولة الحي
يا ضياء الأكوان يا رافع الغي
يا ابا المعجزات يا كاشف الغين
يا عطوفا وفي الشؤن عظيما
وصراطا من الهدى مستقيما
يا رؤفا ومنعما وكريما
يا صفوحا عن مذنب ورحيما
يا رحاب الرضا ويا خير مأمن
ونبيا على الملوك تحنن
يا ملاذا لذي الحوائج أحسن
يا عريض الجاه العظيم ويا من
جد أغثني فقد تعاظم وزري
والخطايا بالحمل أثقلن ظهري
لك اشكو ضيعت بالجهل عمري
قم برشدي من غير زيد وعمرو
ضاع وقتي لغفلتي بالتمني
ومضت مدتي بسوء التأني
فتحنن وجد ولا تلو عني
وأعني على الزمان فإني
فك قيدي بنفحة ورضاء
فيه أحمي من بلوة وعناء
وتفضل تكرما بشفاء
وتعطف وداوني بدواء
منك أملت سيدي حسن وصل
للمعالي فصل بفضك حبلي
لا تخيب يا ملجأ الكون سؤلي
واكفني الخطب والكروب وكن لي
ولنهج الهدى بجودك سر بي
واكفني البعد ثم أنعم بقربي
وأصلح السر من كوامن قلبي
وتحنن بنظرة تحيي لبي
لي لاحظ فقد رايت زمانا
ساء أهلا وقد جفا إخوانا
فأثبني مولاي منك أمانا
ثم قل أنت رحمة وحنانا
لا تخف من مصائب التشتيت
كل صيت أحرزته فضل صيتي
في زمامي بيقظة ومبيت
أنت عندي قبلت من أهل بيتي
وتكرم بمأربي وتفضل
بوصولي إلى حماك المفضل
ذاك حي به القران تنزل
فعساني إذا وصلت لذاك الرحب
أنت اصل المراد في كل شي
وإمام السادات من غير لي
أبطحي ذو موكب يثربي
أدرك أدرك أعين كل نبي
أنت من عطرك الأنام تعطر
وبمجلى ضيا سناك تنور
أنت حصن إذا الوطيس بنا أحمر
وملاذ الأملاك في ساحة العرش
يا عتادي بقطعتي واتصالي
وعياذي من دهشة الأهوال
جد بلطف وغوثة ونوال
وتدارك بنفحة ووصال
هائم فيك لا بزيد وعمرو
ذو استناد إليك في كل أمر
لائذ في حماك والدمع يجري
شغله أنت لا سواك وتدري
غاب عن ذي الإغيار كلا وبعضا
علا مأموله ببابك يقضى
راح يدعو وقد رآى الصدق فرضا
يا رفيع الجناب حاشاك ترضى
حزت قدرا مطلسما بجلال
ومحيا مجسما من جمال
وتفردت في مقال وحال
إن تفضلت لحظة بنوال
طال من خيفة الخطيئة نعيي
وتحيرت بين أمر ونهي
نظرة من رضاك للقلب تحيي
لا تخيب يا اكرم الرسل سعيي
ذكر علياك كل شغلي وفني
وطريقي القويم من بدء سني
فالتفت لي يا خير إنس وجني
وتبصر بحالتي واعف عني
فيك قيدت مخلصا حسن ظني
فتعطف بلفتة وأعني
غاب رشدي وراح جهدي مني
قل صبري وضاع فكري وإني
ذهب العمر بين لهو ولهف
وملال وترك زهد وخوف
أنت والله بحر جود وعطف
فامددن باعك الطويل بلطف
أغن فقري تكرما بعطاء
منك واحفظ حماي يوم قضاء
وترحم واكشف ثقيل غطاء
وتكرم على أبي برضاء
وأعنه بهمة وأمان
وشهود بنظرة وعيان
واكفه الهجر واحيه بتدان
وأغثه بلفتة فهو فان
وأجب بالقبول مولاي سؤالي
رحمة واكفني بلية جهلي
واجل سري فضلا بنور التجلي
ولأمي وكل حزبي وأهلي
وأغثهم بكأس فيضة ري
تحمهم من غشاء وهم وغي
ولمن زارنا بنسبة زي
وجميع الإخوان في كل حي
وأعنهم واحرس بفضل حماهم
واكفهم شر من يريد أذاهم
وإذا ما أتوا لنيل مناهم
خذهموا بالقبول واقبل رجاهم
وابدل الإنقطاع منهم بوصل
وبعلم ما كان من وهم جهل
واعنهم بنور سر وعقل
واكرم المسلمين طرا بفضل
ثم صنهم إن حل مدهش خطب
ومهم أو مس وارد كرب
وامنح الكل بعد بعد بقرب
وصلاة الرحمن من لب قلب
تتوالى بجيش نصر وفتح
وارتقاء وطول باع وربح
بالعنايات ما انجلى فرق صبح
لك تهدي مع السلام بمنح
تنجلي دائما بثوب أمان
وجمال وحسن رفعة شان
ونراها مع الرضا بمعان
تتدلى في كل وقت وآن
وتعم الشذا بشرق وغرب
فتتم الهدى لكل محب
وعليك الرضوان من فيض ربي
وعلى آلك الكرام وصحب
وعلى من لهم منحت بعطف
فأعينوا من الإله بلطف
ونسيم الأمان من كل خوف
والتحيات ما دعاك بلهف