طربت إلى قـطربـل فأتيتها

طَرِبْتُ إلى قُـطْرَبُّـلٍ فأتَيْتها

​طَرِبْتُ إلى قُـطْرَبُّـلٍ فأتَيْتها​ المؤلف أبو نواس


طَرِبْتُ إلى قُـطْرَبُّـلٍ، فأتَيْتها
بمالٍ منَ البِيضِ الصّحاحِ، وعَينِ
ثَمانينَ ديناراً جِياداً ذَخَرْتُها،
فأنْفَـقْتُها حتى شَرِبْتُ بِـدَيْنِ
وبعتُ قميصاً سابِرِيّاً وجُبّةً،
وبعتُ رداءً مُعْلَمَ الطّرَفَينِ
لخمّارَةٍ دينُ ابنَ عمْـرانَ دينُها
مُـهَـذّبَـةٍ تُـكْنى بأمِّ حُـصَـينِ
وقلتُ لها: إن لمْ تَجودي ينائِلٍ،
فلا بُدّ مِنْ تَقبيليَ الشّفَتَينِ
فـقالتْ: فهلْ تَرْضى بغيرهما هَوىً
بأمْرَدَ كالدّينار، فاتر عَينِ
فـجاءَتْ به كالبَـدْرِ يُشْرِقُ وَجْهُـهُ
أغَـنُّ، غَـضيضٌ، رَجِـحُ الكَفَـليْنِ
فرَوّحتُ عنها مُعسِراً غيرَ مُوسِرٍ،
أُقَرْطِسُ في الإفلاسِ من مئَتَينِ
فـقالَ لي الخمّارُ عند وداعِـهِ
وقد ألبَسَتني الْخَمرُ خُفّ حُنَينِ
ألا عِشْ بزَينٍ أينَ سرْتَ مسَلَّماً،
وقـد رُحْتُ منه، حينَ رُحْتُ، بِشَيْنِ