طرقت خيالا بعد طول صدودها

طرقت خيالاً بعد طول صدودها

​طرقت خيالاً بعد طول صدودها​ المؤلف علي بن محمد التهامي


طرقت خيالاً بعد طول صدودها
وفرتْ اليك السجن ليلة عيدها
أنّى اهتدت لا التيهُ منشؤها ولا
سفحُ المقطم من مجرّ برودها
في ليلة ليلاء ألزم فضلها
بيضَ الليالي أن تدين لسودها
حقُّ الليالي البيض قسمُ سوادها
خالاً وخالاً زينة لخدودها
أسرتْ إليه من وراء تهامةٍ
وجفاه داني الدرِّ غيرُ بعيدها
مستوطناً دارَ البنود وقلبهُ
للرعب يخفق مثلَ خفق بنودها
دارٌ تحط بها المنونُ شباكها
فتروحُ والمنجاب حلّ صيودها
فتعثرت بعرى الأداهم فالتقى
جرسان جرسُ حليها وحديدها
قيد وسلسلة وأدهمُ مصمتٌ
محنُ الكرام عظيمةٌ كصفودها
وتأوهت عن زفرة لو صادفت
حجراً جرى ماءً لفرطِ وقودها
وأصاب درُّ الدمع لؤلؤ ثغرها
ثم استفاض قبلَّ درّ عقودها
فعففتُ ثم ولو هممتُ بضمّها
منعتْ من استقصائه بنهودها
ما صحَّ من تلف الحياة ضجيعها
لكن ألاح وصحّ من تنكيدها
بثّ الفضائل خلفه وأمامه
ففناءُ مهجته كمثل خلودها
كالشمس تودع في الكواكب نورها
فتنوبُ للسارين عن مفقودها
محنٌ قد احتشدتْ وقلبٌ واثقٌ
بالله والزيديّ في تبديدها
بفؤاد أسرتها ودرّة تاجها
وسوادِ ناظرها وبيتِ قصيدها
بأغرَّ يحسده أفاضلُ عصره
قدرُ الفضيلةِ مثل قدرِ حسودها
حاشا من اعتمدت عليه دولةٌ
من أن يضيق بفكّ بعض عبيدها
ولربَّ مصطنع يداً تقليدهُ
صدرَ الحسام أخفُّ من تقليدها
وأراه لا يرضى بفعل صنيعةٍ
حتى يتابعها كفاءَ حدودها
صلةُ اللهيف هي الصلاةُ بعينها
وتمامها بركوعها وسجودها
والله لو ضمن الرُّقاد حميته
عيني فما اكتحلت بطيبِ هجودها
ونظمتُ أجفانَ العلى لجبينها
نظماً وأسفلها إزاء خدودها
وصفدتُ نفسي بالوفاء وضيقه
إن الوفاء لمن أشدَّ قيودها
ولقيتُ نعمتهُ بأحسن خلة
تلقى بها النعماءُ عند ورودها
حزتُ العلاء إفادةً وولادة
فأعنت طارفَ رتبةٍ بتليدها
إن المآثرَ كالخضاب نصولها
عجّل إذا لم تسعَ في تجديدها
نفسُ الشريف كحلّةٍ موشيةٍ
فإذا تناهت طرزت بجديدها
وإذا اعتبرت فروعهُ بأصوله
أيقنت أنّ دخانهُ من عودها
ومحاسن الأشياء في تركيبها
طوقُ الحمامةِ خلقة في جيدها
وفضائلُ الإنسان تتبع أصلهُ
قطع الصّوارم تابعٌ لحديدها
أدنى بنيها من ولادة خامل
لا ينسلُ الأشبالَ غير أسودها
تفديك طائفةٌ إذا ما فوخرت
فزعتْ إلى أجداثها ولحودها
لغوٌ كحرف زيدَ لا معنى لهُ
أو واو عمروٍ فقدها كوجودها
وأعدتَ ما بدتْ جدودك من علىً
سبحان مبديها بكمُ ومعيدها
يا ابن الأئمة من قريش دعوةً
نظمت دعاويها بسلك شهودها
دلّتْ عليك فأجزأت عن غيرها
يغني اشتهارُ الحال عن تحديدها
إن كان أولادُ الوصيّ كواكباً
فاعلم بأنك أنت سعدُ سعودها
نقلتْ فضائلهم إليك كأنها
زرجونةٌ نقلت إلى عنقودها
أنضيع نفساً أنت من تامورها
وصميمها كالجزء من توحيدها
جعلتكَ واسطة إلى منجاتها
وأباك واسطةً إلى معبودها
لا أبخل الأيام بخلاً بعد ذا
حسبي بأنك نفحةٌ من جودها