طلع الهلال وأفقه متهلل

طلع الهلال وأفقه متهلل

​طلع الهلال وأفقه متهلل​ المؤلف ابن زمرك


طلع الهلال وأفقه متهلل
فمكبر لطلوعه ومهلل
أوفى على وجه الصباح بغرة
فغدا الصباح بنوره يتجمل
شمس الخلافة قد أمدت نوره
وبسعدها يرجو التمام ويكمل
لله منه هلال سعد طالع
لضيائه تعشو البدور الكمل
وألحت يا شمس الهداية كوكبا
يعشي سناه كل من يتأمل
والتاج تاج البدر في أفق العلا
ما زال بالزهر النجوم يكلل
ولئن حوى كل الجمال فإنه
بالشهب أبهى ما يكون وأجمل
أطلعت يا بدر السماح هلاله
والملك أفق والخلافة منزل
يبدو بهالات السروج وإنه
من نور وجهك في العلا يستكمل
قلدت عطف الملك منه صارما
بغنائه ومضائه يتمثل
حليته بحلى الكمال وجوهر الخلق
النفيس وكل خلق يجمل
يغزو أمامك والسعود أمامه
وملائك السبع العلا تتنزل
من مبلغ الأنصار منه بشارة
غر البشائر بعدها تسترسل
أحيا جهادهم وجدد فخرهم
بعد المئين فملكهم يتأثل
فيه إلى الأجر الجزيل توصلوا
وبهم إلى رب السما يتوسل
من مبلغ الأذواء من يمن وهم
قد توجوا وتملكوا وتقيلوا
أن الخلافة في بينهم أطلعت
قمرا به سعد الخليقة يكمل
من مبلغ قحطان آساد الشرى
ما غابها إلا الوشيح الذبل
أن الخلافة في بينهم أطلعت
قمرا به سعد الخليفة يكمل
من مبلغ قحطان آساد الشرى
ما غابها إلا الوشيح الذبل
أن الخلافة في بنيهم أطلعت
قمرا به سعد الخليقة يكمل
من مبلغ قحطان آساد الشرى
ما غابها إلا الوشيح الذبل
أن الخلافة وهو شبل ليوثهم
قد حاط منها الدين ليث مشبل
يهني بني الأنصار أن إمامهم
قد بلغته سعوده ما يأمل
يهني البنود فإنها ستظله
وجناح جبريل الأمين يظلل
يهني الجياد الصافنات فإنها
بفتوحه تحت الفوارس تهدل
يهني المذاكي والعوالي والظبي
فيها إلى نيل المنى يتوصل يهني المعالي والمفاخر أنه في مرتقى أوج العلا يتوقل
سبقت مقدمة الفتوح قدومه
وأتاك وهو الوادع المتمهل
وبدت نجوم السعد قبل طلوعه
تجلو المطامع قبله وتؤثل
وروت أحاديث الفتوح غرائبا
والنصر يملي والبشائر تنقل
ألقت إليك به السعود زمامها
فالسعد يمضي ما تقول ويفعل
فالفتح بين معجل ومؤجل
ينسيك ماضيه الذي يستقبل
أوليس في شأن المشير دلالة
أن المقاصد من طلابك تكمل
ناداهم داعي الضلال فاقبلوا
ودعاهم داعي المنون فجدلوا
عصوا الرسول إباية وتحكمت
فيهم سيوفك بعدها فاستمثلوا
كانوا جبالا قد علت هضباتها
نسفتهم ريح الجلاد فزلزلوا كانوا بحارا من حديد زاخر أذكتهم نار الوغى فتسيلوا
ركبت أرجلها الأداهم كلما
يتحركون إلى قيام تصهل
كان الحديد لباسهم وشعارهم
واليوم لم تلبسه إلا الأرجل
الله أعطاك التي لا فوقها
فتحا به دين الهدى يتأثل
جددت للأنصار حلي جهادها
فالدين والدنيا به تتجمل
من يتحف البيت العتيق وزمزما
والوفد وفد الله فيه ينزل
متسابقين إلى مثابة رحمة
من كل ما حدب إليه تنسل
هيما كأفواج القطا قد ساقها
ظمأ شديد والمطاف المنهل
من كل مرفوع الأكف ضراعة
والقلب يخفق والمدامع تهمل
حتى إذا روت الحديث مسلسلا
بيض الصوارم والرماح العسل
من فتحك الأسنى عن الجيش الذي
بثباته أهل الوغى تتمثل
أهدتهم السراء نصرة دينهم
واستبشروا بحديثها وتهللوا
وتناقلوا عنك الحديث مسرة
بسماعه واهتز ذاك المحفل
ودعوا بنصرك وهو أعظم مفخرا
أن الحجيج بنصر ملكك يحفل
فاهنأ بملكك واعتمد شكرا به
لطف الاله وصنعه تتخول
شرفت منه باسم والدك الرضى
يحيا به منه الكريم المفضل
أبديت من حسن الصنيع عجائبا
تروي على مر الزمان وتنقل
خفقت به أعلامك الحمر التي
بخفوقها النصر العزيز موكل
هدرت طبول العز تحت ظلالها
عنوان فتح إثرها يستعجل
ودعوت اشراف البلاد وكلهم
يثنى الجميل وصنع جودك أجمل
وردوا ورود الهيم أجهدها الظما
فصفا لهم من ورد كفك منهل
وأثرت فيه للطراد فوارسا
مثل الشموس وجوههم تتهلل
من كل وضاح الجبين كأنه
نجم وجنح النقع ليل مسبل
يرد الطراد على أغر محجل
في سرجه بطل أغر محجل
قد عودوا قنص الكماة كأنما
عقبانها ينقض منها أجدل
يستتبعون هوادجا موشية
تنسي عقول الناظرين وتذهل
وتضمن جزل الوقود حمولها
والنصر في التحقيق ما هي تحمل
والعاديات إذا تلت فرسانها
آي القتال صفوفها تترتل
لله خيلك إنها لسوابح
بحر القتام وموجه متهيل
من كل برق بالثريا ملجم
بالبدر يسرج والأهلة ينعل
أوفى بهاد كالظليم وخلفه
كفل كما ماج الكثيب الاهيل
حتى البوارق غير أن جيادها
عن سبق خيلك يا مؤيد تنكل
من اشهب كالصبح يعلو سرجه
صبح به نجم الضلالة يأفل
أو أدهم كالليل قلد شهبه
خاض الصباح فأثبتته الأرجل
أو أشقر سال النضار بعطفه وكساه صبغة بهجة لا تنصل
...
أو أحمر كالجمر أضمر بأسه
بالركض في يوم الحفيظة يشعل
كالخمر أترع كاسها لندامها
وبها حبابة غرة تتسيل
أو اصفر لبس العشي ملاءة
وبذيله لليل ذيل مسبل
أجملت في هذا الصنيع عوائدا الجود فيها مجمل ومفضل
...
أنشأت فيها من نداك غمائما
بالفضل تنشأ والسماحة تهمل
فجرت من كفيك عشرة أبحر
تزجي سحاب الجود وهي الأنمل
من قاس كفك بالغمام فإنه
جهل القياس ومثلها لا يجهل
تسخو الغمام ووجهها متجهم
والوجه منه مع الندى يتهلل
والسحب تسمح بالمياه وجوده
ذهب به أهل الغنى تتمول
من قاس بالشمس المنيرة وجهه
ألفيته في حكمه لا يعدل
من أين للشمس المنيرة منطق
ببيانه در الكلام يفصل
من أين للشمس المنيرة راحة
تسخو إذا بخل الزمان الممحل
من قاس بالبدر المنير كماله
فالبدر ينقص والخليفة يكمل
من أين للبدر المنير شمائل
تسري برياها الصبا والشمال
من أين للبدر المنير مناقب
بجهادها تنضى المطي الذلل
يا من إذا نفحت نواسم حمده
فالمسك يعبق طيبه والمندل
يا من إذا لمحت محاسن وجهه
تعشو العيون ويبهر المتأمل
يا من إذا تليت مفاخر قومه
آي الكتاب بذكرها تتنزل
كفل الخلافة منك يا ملك العلا
والله جل جلاله لك أكفل
مأمونها وأمينها ورشيدها
منصورها مهديها المتوكل
حسب الخلافة أن تكون وليها
ومجيرها من كل من يتحيل
حسب الزمان بأن تكون إمامه
فله بذلك عزة لا تهمل
حسب الملوك بأن تكون عميدها
ترجو الندى من راحتيك وتأمل
حسب المعالي أن تكون إمامها
فعليك أطناب المفاخر تسدل
يا حجة الله التي برهانها
عز المحق به وذل المبطل
أنت الإمام ابن الإمام ابن الإمام
ابن الإمام وفخرها لا يعدل
علمت حتى لم تدع من جاهل
أعطيت حتى لم تدع من يسأل
وعناية الله اشتملت رداءها وعلقت منها عروة لا تفصل
...