ظهرت ذاتي لذاتي

ظهرت ذاتي لذاتي

​ظهرت ذاتي لذاتي​ المؤلف عبد الغني النابلسي


ظهرت ذاتي لذاتي
فس صفات من صفاتي
وبدت في النفس نفس
سكنت في حركات
كنت كالقشر عليها
وهي كاللب المواتي
والذي أبديه عنها
هو نعتي وسماتي
عينها غابت ولكن
حضرت باللحظات
وغدت تكشف عني
لي بها عن ظلماتي
وتبدت شمسها من
فوق سبع الطبقات
فأنارت أرض قلبي
وبها ضاءت جهاتي
وأنا الحادث ماض
وأنا الدائم آت
وهو أمر واحد واثنان
بعد الالتفات
فتنحوا عن طريقي
يا نفوسا جاهلات
واحذروا أن تدخلوا في
طرقاتي الضيقات
وابحثوا عنكم وخلوا
البحث عن أوصاف ذاتي
أنا الأروح أمر
فوق كل الكائنات
أنا الأمحض نور
فائض باللمحات
أنا الأسر عرش
وأنا ماء الحياة
وأنا المعروف في السبع
الطباق العاليات
وأنا فوق إشاراتي
وكل الشطحات
ومعاني الكون دوني
وهي من أدنى هباتي
كيف لا والنفس مني
ذهبت في الذاهبات
وبدا الحق مكاني
يتجلى بصفاتي
والذي يعرف ربي
عارف بي وبذاتي
والذي يجهله يجهلمني
بالغفلات
يا اخلاءي رويدا
كم بتعويج قناتي
ظنكم أعدم نوري
عندكم ذا اللمعات
كلما لمتم شربنا
كم كؤوس صافيات
وعلمنا كم دنان الباقيات
الصالحات
وجهلتم ما لديكم
كحمير سارحات
عندكم ما وأنتم
قد عطشتم للممات
هيئوا الأكباد منكم
في غد للحسرات واستعدوا لسؤال عن جميع السيئات
ليت منكم لو شربتم
ما حويتم يا سقاتي
مخرج الأفلاك أضحى
بحروف الجسم يأتي
عن لسان الملأ الأعلى
وهاتيك الذوات
ومعاني الروح تتلى
في المسا والغدوات
وكلام الله برق
خصنا بالومضات
وسمعنا وتر الوتر
بأيدي الغانيات
ودفوف الحق من نقرتها
زالت سناتي
ومزامير المعاني
أطربت بالنغمات
وحلا رقصي مع الأرواح
تلك الراقصات
ثم باءاتي جميعا
دخلت في ألفاتي
وانقضى صحوي وقد عمت
ببحر السكرات
غرست في أرضه باللطف
منه شجراتي
وهو بزري وهو أيضا
ظاهرا من ثمراتي
وانثنت أغصاننا من
أمره بالنسمات
في ربا أوج التجلي
ورفيع الحضرات
يا شذا عرف غراسي
فاح يا طيب نباتي
والسوى في كل حزن
وأنا في النزهات
والذي عندي مني
غير ما عند عداتي
هم يروني في شتات
مثل ما هم في شتات
وانطوى عنهم خصوصي
انتفى عنهم ثباتي
وانجلت شمس وهم بالجسم
خلف الهضبات
فاح مسكي وزكام
عندهم عن نفحاتي
وأنا في محض إيقان
وهم في الشبهات
وعلى الجملة فيهم
قد أجيبت دعواتي
وأصيبوا برزايا
هي إحدى السطوات