عادوا رفاقك يا أبي فمتى تعود...

عادوا رفاقك يا أبي فمتى تعودْ...

​عادوا رفاقك يا أبي فمتى تعودْ...​ المؤلف محمد أبو العلا


عادوا رفاقك يا أبي فمتى تعودْ...

لتلملم الحزن المعربد في جبين الشمس...

في صوتِ البلابلِ

في ابتسام البدر... في لون الورودْ..

وتطارد الأشباح بين ضلوعنا... بين دموعنا

بين الدم المنساب تَقْطُرُ في الوريدْ

ومتى ستعلن أننا هاقد أفقنا..

وبأنَّ ليلَ قلوبنا ما عاد يهزمه سوى صبحٍ جديدْ

أبتاه إن الخوفَ أنحلنا.. وكبَّلنا وأمعنَ في القيودْ

واستعبد العبراتِ في ضحكاتنا...

ومضى يطاردنا... يحاصرنا

يطوِّق كلَّ جيدْ

في ثوب أمي تنقشُ الأحزانُ قصتَها وتحتكرُ الخدودْ

وبكاء أختي والأنينُ يذيبُها...

ودموع جدي

وانتحاب أخي الوليدْ

حتى السماء تثائبت.. وتجهَّمَت...

ما عاد فيها من ضياءٍ باسمٍ

ما عاد فيها أي طيرٍ هائمٍ...

ما عاد فيها غير قهقهة الرعودْ

أبتاه هل حقا تعود؟

في كل يومٍ نستعيدُ الذكرياتْ

الصبح يلثَمُ ضوءُه وجهَ المنازِلِ يستحثُ الأمنيات

والشمسُ تستبِقُ الخُطى نحو الحقولِ الناضراتْ

والطائر الغرّيدُ ينقرُ شُرْفَتي.. يشدو بأحلى الأغنياتْ

فأساءل العصفورَ عذراً.. يا أرقَّ الكائناتْ

ما هاج شوقكَ أيها العصفورُ.. قل لا فُضَّ فوكْ

فيجيب مبتسماً " لعمري أيقظَ الدنيا أبوكْ"

قد قام ينتهبُ الخطى للباقياتِ الصالحاتْ

واليوم نجلس يا أبي كي نستعيد الذكرياتْ

فالصبح أقبل واجماً يرعى الوعودَ الزائفاتْ

والشمس كبَّلَها الأنينُ

وهاجها وخزُ الدروب الشائكاتْ

والطائر الغريدُ.. أهملَ شُرْفَتي...

ويمرُّ بي دون التفاتْ

فأسائلُ العصفورَ "رفقا يا أرق الكائناتْ

ماذا أصابك أيها العصفور قل لا فضَّ فوكْ "

فيجيب في ألمٍ "لعمري أحزن الدنيا أبوك"

فالقلب من فرط النَّوى.. يبكى بكاءَ الثاكلاتْ

ونعود يعصرنا الأسى...

لنقاومَ الجرح العنيدْ...

ونراك في أحلامنا طيفاً يحملقُ من بعيدْ

أبتاه هل حقا تعود؟

أبتاه نرجوا أن تعود

أبتاه ندعوا أن تعود