عبث الجمال !
عبث الجمال !
دعيها تغرد لحنها وترجّع
وتمرح ما شاءت وتلهو وترتع
دعيها تنمق للحياة تحية
وتبعثها لحنا يلذ ويمنع
دعيها تعبر عن مشوق متيّم
تلج به الذكرى، فيهفو و ينزع
دعيها ففي ألحانها الحب ناطق
ومن وحيه تشدو مليا وتسجعُ
دعيها فقد روعتها وتركتها
مشتتة حيرى تطل وترجع!
عزيزٌ عليها عشها درجت به
فراخا نحيلات تهم فتقعد!
يطالعها روح الربيع فتنتشي
ويدهمها قر الشتاء فتجمد
وتنشق أنفاس الصباح ندية
فتندى، ويحدوها الرجاء فتسعد
وظللها في عشها الحب حانيا
عليها قويا منعشا يتجدد
فكان لها زادا إذا قل زادها
وروحا وريحانا ولحنا يردد
ويا طالما غنت ويا طالما بكت
سرورا بقرب أو حنينا إلى ذكرى
ويا طالما ارتاعت لخطب مداهم
فكان لها منجى وكان لها سترا
وكم ليلة مرت وكم أشرق الضحى
وكم أملت خيرا، وكم حذرت شرا
دعيها بمهد الذكريات أمينة
تطيف بها كالومض مسرعة تترى
دعيها أجل لا تعبثي بشعورها
ولا تحرميها خير ما حفظت ذخرا
وإن لا يكن بد من اللهو فاعبثي
بألبابنا لا بالطيور الهوائمُ!
وهبتك إحساسي فما شئت فاصنعي
أمينا لعهدي مخلصا غير نادم
وقاك الجمال السمح كل ملامة
وعتب فلا تخشي مقالة لائم
ولكنها الأطيار تلهو بريئة
فما بالها تدهى بفعلة ظالم
دعيها – فدتك النفس – لا تعبثي بها
فما كان اولاها برحمة راحم!