عجبت كل العجب

عَجِبتُ كُلَّ العَجَبِ

​عَجِبتُ كُلَّ العَجَبِ​ المؤلف علي بن الجهم


عَجِبتُ كُلَّ العَجَبِ
مِن سَيرِ هذا المَركَبِ
وَما لَهُ عَينٌ وَلا
روحٌ جَرَت في عَصَبِ
لِجامُهُ مِن خَلفِهِ
مُرَكَّبٌ في الذَنَبِ
مُزَيَّنٌ بِالوَدعِ في ال
صَدرِ وَرَمعِ العَذَبِ
وَمالَهُ مِن ثَفَرٍ
وَمالَهُ مِن لَبَبِ
سِياطُهُ في سَيرِهِ
دَفعُ مَرادي الخَشَبِ
إِذا اِستَحَثَّتهُ مَجا
ذيفٌ لَهُ في الطَلَبِ
أَعنَقَ فَوقَ الماءِ في
هَملَجَةٍ أَو خَبَبِ
لِلماءِ في حَيزومِهِ
مِن صَوتِ مُوجٍ صَخِبِ
حَشرَجَةٌ كَالرَعدِ في
عارِضِ غَيثٍ لَجِبِ
يَنسابُ كَالحَيَّةِ في
عَطفِ ذُنابي العَقرَبِ
لَهُ شِراعٌ مُشرِفٌ
كَالبَندِ يَومَ الشَغَبِ
مُنتَصِبٌ تَجذُبُهُ ال
أَرسانُ جَذبَ الطُنُبِ
لِلرّيحِ فيهَ حَنَّةٌ
مِن جَريِهِ المُنجَذِبِ
فُرسانُهُ الأَنباطُ مِن
مَيسانَ أَهلِ الرِيَبِ
وَكُلُّهُم مَنطِقُهُ
عِندَ الرِضا بِالغَضَبِ
وَالخَيرُ وَالشَرُّ سَوا
ءٌ عِندَهُ في سَبَبِ
فَاِرمِ بِعَينَيكَ إِلى ال
شَطَّينِ عِندَ الكُثُبِ
تَرى رِجالاً رُكَّعاً
في جَريِهِم كَالحُدُبِ
يَقفونَ آثاراً عَلى
جَذبَةِ خَيطِ القُنَّبِ
كَأَنَّهُم في وَهَقِ ال
أتراكِ عِندَ الهَرَبِ
إِذا اِستَراحوا فَهُمُ
في راحَةٍ مِن تَعَبِ
عالِيَةٌ أَصواتُهُم
عِندَ الغِناءِ المُطرِبِ
بِماءِ بانا كُلُّهُم
لا بِلِسانِ العَرَبِ