عرفت ببرقة الوداء رسما

عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً

​عَرَفْتُ بِبرْقَة ِ الوَدّاء رَسْماً​ المؤلف جرير


عَرَفْتُ بِبرْقَةِ الوَدّاء رَسْماً
مُحيلاً، طابَ عَهدُكَ من رُسُومِ
عفا الرسمَ المحيلَ بذي العلندي
مَسَاحِجُ كُلّ مُرْتَجِزٍ هَزِيمِ
فليتَ الظاعنينَ همُ أقاموا
وَفَارِقَ بَعْضُ ذا الأنَسِ المُقِيمِ
فَمَا العَهْدُ الذي عَهِدَتْ إلَيْنَا
بمنسىَّ البلاءِ ولا ذميم
و زارتْ فتيةً ورحالَ ميسٍ
لَدَى فُتْلٍ مَرَافِقُهُنّ، هِيمِ
يساقطنَ النقيلَ وهنَّ خوصٌ
بغبرِ البيدِ خاشعةِ مرافقهنَّ هيمِ
يساقطنَ النقيلَ وهنَّ خوصٌ
بغبرِ البيدِ خاشعةَ الحزومِ
تُعَطَّفُ، مِن تَوَابعِ كُلّ هَجْرٍ،
عَصِيماً بِالجُلُودِ عَلى عَصِيمِ
سَرَينَ اللّيْلَ ثمّ وَرَدْنَ خَمْساً،
وَلا يَسْطِيعُ ذاكَ أخُو النّعِيمِ
أعاذلَ طالَ ليلكِ لمْ تنامي
وَنَامَ العَاذِلاتُ، وَلَمْ تُنِيمي
إذا ما لُمْتِني، وَعَذَرْتُ نَفْسِي،
فَلُومي مَا بَدَا لَكِ أنْ تَلُومي
نَزَلْتَ بَغايَةِ الحَمِقِ، اللّئِيمِ
شفاءُ الطارقاتِ منَ الهمومِ
تريحُ نقادها جشمُ بنُ بكرٍ
و ما نطفوا بأنجيةِ الحكومِ
لَقَدْ سَفِهَتْ حُلُومُهُمُ وَأُجْرُوا
معَ المسبوقِ حيثُ جرى المليمِ
لهمْ مرٌّ وللنخباتِ مرٌّ
فقدْ رجعوا بغيرِ شظى سليمِ
و قدْ نالَ الأخيطلُ منْ هجائي
دَحُولَ السَّبْرِ، غائِرَةَ الهُزُومِ
و كيفَ يصولُ أرصعُ تغلبيٌّ
و ما للعبدْ منْ حسبٍ قديمِ
سَمَوْنَا للمَكَارِمِ، فَاحْتَوَيْنَا
بِلا وَغْلِ المَقَامِ، وَلا سَؤومِ
و قدْ هجموا الرهانَ فما كبونا
و ما أوهى قناتيَ منْ وصومِ
تَرَى الشُّعَرَاء مِنْ صَعِقٍ مُصَابٍ
بِصَكّتِهِ، وَآخَرَ مُسْتَدِيمِ
لَقَدْ وَجَدُوا رِشَائيَ مُسْتَمِرّاً،
و دلويَ غيرَ واهيةِ الأديمِ
وَمِثْلَكَ قَدْ قَصَدْتُ لهُ فأمْسَى
أخا حلمٍ وما هوَ بالحلمِ
يَرَى حَسَرَاتِهِ، وَيَخَافُ دَرْئي،
و يغضي طرفهُ الحمقِ اللئيمِ
ستعلمُ أنَّ أصلي خندقيٌّ
جبالي أفضلَ الحسبِ الكريمِ
فَنَفْسِي، وَالنّفُوسُ فِداءُ قَوْمٍ
بَنَوْا لي فَوْقَ مُرْتَقَبٍ جَسِيمِ
نزلتُ بفرعِ خندفَ حيثُ لاقتْ
شُؤونُ الهَامِ مُجْتَمَعَ الصّمِيمِ
أُفَاضِلُ بِالرَّبابِ وَآلِ سَعْدٍ،
وَزَيْدِ مَنَاةَ، إذْ خَطَرَتْ قُرُومي
وجدنا المجدَ قدْ علمتْ معدٌّ
وَعِزَّ النّاسِ تَمّ إلى تَمِيمِ
مطاعيمُ الشمالِ إذا استحنتْ
و في عرواءِ كلَّ صباً عقيمُ
سبقنا العالمينَ بكلَّ مجدٍ
وَبِالمُستَمْطَرَاتِ مِنَ النّجُومِ
إذا نجمٌ تغيبَ لاحَ نجمٌ
و ليستْ بالمحاقِ ولا الغمومِ
سأبسطُ منْ يديَّ عليكَ فضلاً
و نحنُ القاطعونَ يدَ الظلومِ
رأوا أثبيةَ الفهداتِ ورداً
فما عرفوا الأغرَّ منَ البهيمِ
و أعيينا أباكَ أبا غويثٍ
فَأعْيا عَنْ مُجَاهَدَةِ الخُصُومِ
وَأدْرَكْنَا الهُذَيْلَ بِلافِظَاتٍ
دمَ الأشداقِ منْ علكَ الشكيمِ
ضَغَا في القِدّ آدَرُ تَغْلِبيٌّ،
ضَبِيحُ الجِلْدِ مِنْ أثَرِ الكُلُومِ
منعنا الجوفَ والنعمَ المندى
و قلنا للنساءِ بهِ أقيمي
و قدْ هجمتْ وأمكَ خيلُ قيسٍ
علىَ رعنِ السلوطحِ ذي الأورمِ
و ما قتلي بني جشمَ بنْ بكرٍ
بِزَاكِيَةِ الدّمَاء، ولا اللّحُومِ
فحسبكَ أنْ تنوحَ بينَ دنٍّ
و باطيةٍ وإبريقٍ رذومِ
حكمتَ بحكمْ أمكَ حيثُ تلقى
خَلِيطاً مِنْ صَقَالِبَةٍ وَرُومِ
ألَيْسَ أبُوكَ ذا زَمَعَ ثَمَانٍ،
وَأُمُّكَ ذاتَ مُكْتَشَرٍ ذَمِيمِ
لَبِئْسَ الفَحْلُ، لَيْلَةَ أشْعَرَتْهُ
عَبَاءتَهَا مُرَقَّعَةً بِنِيمِ
فَذَاكَ الفَحْلُ جاء بِشَرّ نَجْلٍ،
خَبِيثَاتِ المَثَابِرِ وَالمَشِيمِ