عش مهنا فكل يوم يمر

عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ

​عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي


عش مُهنًّا فكلّ يومٍ يمرّ
لك عيدٌ وللحواسد نحر
في سرورٍ جميعه لك لكِن
هو شطرٌ لنا وللدين شطر
إنّما العيد أن نراك مُطاعاً
لك نهيٌ على الزمان وأمر
ونرى الوجهَ منك يلمعُ بِشراُ
منك للدهر ملأ عينيه بدر
يرجع الطرفُ أن أراك عدوّاً
وكأَن مرّ بين جفنيه جمر
فلشمل السرور عندك نظمٌ
وعلى حاسديك للسوء نثر
أنت يا كعبةَ الهدى مشعرُ الحق
على رغم أنف مَن لا يقرّ
لك فسكرٌ يطالع الغيب حتى ّ
ليس من دونه عن الغيت ستر
وإليك الرياسة انتهت اليومَ
وفيها للدين عزّ ونصر
قمت فيها على التقى فتمنّى
كلُّ عصرٍ بأنّه لك عصر
مَن تُرى في ولائنا منك أولى؟
ولك الودّ للرياسة أجر
أنت بحرٌ لكنّ جدواك مدّ
كلّ آن والبحر مدّ وجزر
أنت غيثٌ لكنّ جودك من أُولا
ه سكب وأوّل الغيث قطر
ذو بنانٍ بموضع الجود تسمى
وهي من مَرضع الغمامِ أدرّ
أتملاتٌ ما أتعبتها العطايا
ومتى أتعب الغمائمَ قطر
فاخرت أرَضها السماءُ فقلنا
لكِ لولا بيتٌ على الأرض فخر
فيه شمسُ الهدى وأربعةٌ منه
بدور وفيكِ شمس وبدر
هم به للسماح خمسة أنهار
وذا فيك للمجرّة نهر
حرم باب عزّه مُستجارٌ
وهو دون اللاجي على الدهر حجر
لم يقع في حماه حِجرٌ على صيدٍ
ولا طار نحو علياه نَسر
ومُعارٍ بغلطة الحظّ عزّاً
قد ثنى العِطفَ منه زهوٌ وكبر
ظنّ أن الفخار قصرٌ منيف
وثياب عليه حمر وصفر
فتعاطى عُلاك وهو ابن خفضٍ
يزن الطود ضلّة وهو ذر
ثم أعيى وحطّه النقص عجزاً
أن يساوي بقدره لك قدر
قلت أقصر وحشو ثوبك خزيٌ
عن عُلا ملؤ برده منه فخر
جلّ قدراً فقبله ما رأينا
بَشَراً وِلدُهُ ملائكُ غرّ
هو بدر النهى وهم في علاه
أنجمٌ في مطالع الفضل زُهر
كلّ كاسٍ من الجميل ففخراً
نسج بردي علاه حمد وشكر
ماجد النفس في الخليقة حلوٌ
إن تذقه وفي الحفيظة مرّ
حفظوا حوزة العُلى في زمان
بين أنيابه دم المجد هدر
فهم أخوة المكارم فيهم
لا رأت عينها سوى ما يسر