عقدة تنحل من أمر الحياه

عقدة تنحل من أمر الحياه

​عقدة تنحل من أمر الحياه​ المؤلف محمد إقبال


عقدة تنحل من أمر الحياه
حين أفشى لك من سر الحياه
كخيال جفلت من نفسها
حرة قد نفرت من حبسها
وقتها ما فيه أمس وغد
في دنى الأوقات ليست تصفد
أنظرن نفسك حينا واعتبر
لست إلا جولانا يستمر
شعلة فيها أعدت سترها
من دخان فأشاعت سرها
ماؤها قد عقدته في درر
ليرى السير سكونا في النظر
نارها في نفسها تخفى الحريق
وترى في الغصن أزهار الشقيق
فكرك العاجز عنها أوهما
طيران اللون وردا جسما
ما أوى للعش هذا الطائر
هو طير وهو لون طائر
هو حر وحواه محبس
وهو في النوح لحونا ينبس
ريشه ينسل طيرا كل حين
يخلق الأسباب منه كل حين
عقدا تعقد في أعمالها
وتحل العقد في تجوالها
تسكن الطين على إسراعها
لتزيد السير في إهطاعها
كم لحون في جواها رقد
يومها ميلاد أمس وغد
في سهول كل حين وحزون
كل حين في اختراع وفنون
إن تكن كالريح تأبى محبسا
تنزل الصدر فتدعى نفسا
حولها من خيطها ناسجة
حولها من خيطها عاقدة
هي في العقدة مثل الحبَّة
مضمر فيها فروع الدوحةِ
تفتح العين على ما تضمر
فإذا الدوحة منها تظهر
خلعة الطين عليها ترفد
فإذا عين وقلب ويد
تؤثر الخلوة في الجسم الحياه
وتجلى نشأة العم الحياه
هكذا سنة ميلاد الأمم
مركز فيه حياة تنتظم
إنما المركز روح الدائرة
نقطة فيها محيط ضامره
ومن المركز للقوم نظام
ومن المركز للقوم دوام
نقطة المركز منا الحرم
لحننا والوجد فينا الحرم
نفس في صدرنا يتقد
روحنا الغالي ونحن الجسد
من نداه نضرت أغصاننا
حي من رمزمه بستاننا
نحن من دعواه في الدنيا دليل
نحن فيه من براهين الخليل
صوتنا يندى به في الأمم
واصلا محدثنا بالقدم
وحد الملة طوف حوله
فهي صبح قد حوى صدر له
وحدت في حبسه كثرتنا
أحكمت من وحدة قوتنا
إن في الجمع حياة الأمم
إن هذا الجمع سر الحرم
أيها المسلم ياذا البصر
قوم موسى عبرة فاعتبر
زهدوا في مركز قد جمعا
فتراهم في البرايا قطعا
يا عليلا شاكيا جور الزمن
يا أسيرا غله وهم وظن
اجعلن ثوبك ثوب المحرم
أطلع الصبح بليل مظلم
افن كالآباء ما بين السجود
اسجدن حتى ترى عين السجود
من خشوع المسلمين الأولين
سيطروا بالحق بين العالمين