علم النجوم وأصول الحركات السماوية/الفصل السادس


الفصل السادس

في صفة الربع المسكون من الارض وجمل مـا يعرض فيه من دور الفلك واختلاف الليل والنهار ،

فأذ قدمنـا ما كان يجب تقديمه من حركتي الفلك الأولتين فلنأخذ الأن في ذكر المواضع المسكونة من الارض علي ما عرفنا وأنتهي ألينا وجمل ما يعرض في هذه ألمواضع من دوران الفلك وأختلاف الليل والنهار ن

فنقول أن كرة الارض لمـا كان مركزها هو مركز كرة السماء وجب أن يكون سطح دايرة معدل النهار يفصل كرة الارض بنصفين فيكون الفصل في بسيط الأرض دايرة موازية لدايرة معدل النهار وتسمي دائرة الأستواء وهي تقسم بسيط الأرض بنصفين أحدهـما مـما يلي القطب الشمالي والأخر مما يلي القطب الجنوبي ن

ونجد الموضع المسكون من الأرض الذي عرفنا هو في النصف

الذي
20

الذي يلي الشمال ونجد مـا بين أول المواضع المسكونة مما يلي المشرق وبين أقصاهــا مما يلي المغرب ليس يجاوز مسافة أثني عشرة ساعة من دور الفلك ن

وأن توهمنـا في بسيظ الأرض دايرة عظيمة تقطع دايرة الاستواء بنصفين علي زوايـا قايمة ويكون قطعهـا لهـا في أقضي المواضع المسكونة من المشرق ومن المغرب وجب أن تقسم هاتـان الدايرتان بسيط الأرض بأربعة أرباع ويكون أحد الربعين الشماليين محيطـاً بجميع ألمواضع المسكوة من الأرض طوله من المشرق ألي المغرب نصف دور الفلك ونجد عرض المعمور من هذا الربع علي مـا عرفنـا فيمـا بين دايرة الأستواء ألي المواضع التي يرتفع فيهـما القطب الشمالي عن الأفق ستة وستين جزأ بالتقريب ن

فلنحدد في هذا الموضع دايرة الأفق ودايرة نصف النهار في كل أقليم ن

فنقول أن دايرة الأفق هي الدايرة التي تفصل بين ما يظهر من السمـاء فـوق الأرض وبـيـن مـا يخفي منـهـا تحت الأرض وقطبهـا هو علي سمت الرأس وفي مـن الدواير العظـام التي تقسم السمـاء


بنصفين من أجل انه ليس لكرة الأرض عـنـد كرة السماء ألا قدر يسير من السماء مـا يحس ن

وأمـا دايرة نصف النهار فهي التي تمر علي قطبي معدل النهـار وعلي نقطة سمت الراس في البلد وقطبهـا علي الأفـق في موضع استواء الليل والنهار وهي تقسم جميع القطع التي فوق الأرض والتي تحتهـا من الدواير الموازية لمعدل النهار بنصفين نصفين ن

فأمـا جمل مـا يعرض في المواضع المسكونة. فنبدأ بدايرة الأستواء التي هي أول حد الربع المسكون في العرض مما يلي الجنوب فنقول أن دور معدل النهـار علي جميع مــن يسكن في تلك الدايرة يكون علي سمت الرأس بـأضطرار ويكون قطبـاً معدل النهار لازمين لدواير الأفاق هناك،ومن أجل ذلك يكون دور الفلك هناك منتصبـاً علي الأفاق غير مايل عنهـا ويكون ميل الشمس عن سمت الرأس في ناحيتي الشمال والجنوب بقدر واحد فيكون الصيف والشتاء هناك معتدلين في المزاج وتكون دواير الأفاق تقطع جميع الدواير الموازية لمعدل النهار بنصفين نصفين لانها تمر جميعاً علي قطبي معدل النهار ويكون زمان الذي من طلوع الشمس

وغيرهـا
22

وغيرهـا من الكواكب لأي غروبها مساويـاً للزمان الذي من غروبها ألي طلوعها في جميع أيام السنة فيكون النهار والليل في هذه المواضع متساويين أبداً ن

فأمـا المواضع التي تميل عـن دايرة الأستواء ألي الشمال فأن دايرة معدل النهار في كل موضع منهـا تميل عن سمت الرأس ألي الجنوب ويرتفع القطب الشمال عن الافاق بقدر ذلك فتكون الدائرة الموازية لمعدل النهار التي بعدهـا من القطب الشمالي مساوياً لأرتفاع القطب عن الأفاق بجميع ما فيها من الكواكب ظاهرة فوق الأرض أبداً وكذلك الدايرة النظيرة لهــا في ناحية القطب الجنوبي بجميع ما فيها من الكواكب غايبة أبداً، وتكون دواير الأفاق تقسم من الدواير المتوازية دايرة معدل النهار فقط بنصفين فأمـا الدواير الموازية لمعدل النهار فأن الأفاق يقطع كل واحدة منها بقطعتين مختلفين فمـا كان من هذه ألدواير في الشمال عن معدل النهار كانت قطعها التي فوق الأرض أعظم من التي تحتها وما كان منها في الجنوب عن معدل النهار فعلي خلاف ذلك تكون القطع التي فوق الأرض أصغر من ألتي تحتها لأنه لما أرتفع القطب الشمالي عن الافوق وأنخفض القطب الجنوبي أرتفعت الدواير الشمالية فظهر من كل واحدة أكثر من نصفها وأنخفضت الدوأير الجنوبية فغاب من كل واحدة أكثر من نصفهـا وكلما زاد أرتفاع القطب في الأفاق زاد الأختلاف الذي بين هذه القطع وكثر اختلاف مـا بين نهار الصيف والشتاء، وأيضـاً فان في الاقليم الواحد مـا كان مـــــــن هذه الدواير المتوازية أكثر بعداً من معدل النهار وأقرب مـــــــــن القطب كأن فضل القطعة العظمي من الدايرة علي القطعة الصغري أكثر منه فيـما قرب منهـا من معدل النهار ن

فيجب مما وصفنا أذا كانت الشمس في نقطتي الاعتدال وهما أول الحمل وأول الميزان كان استواء الليل والنهار في جميع الأرض لأن مدار الشمس في ذلك اليوم يكون في دايرة معدل النهار التي يقسمهـا الافاق بنصفين نصفين، وأذا كانت في بروج الشمالية كان زمان النهار أطول من زمان الليل وكما بعدت عن معدل النهار ألي الشمال كانت زيادة النهار علي الليل أكثر ألي أن تصير في غاية البعد عن معدل النهار وذلك في أول السرطان فيكون حينيذ أنتهاء النهار في طوله والليل في قصرة وأذا كانت في بروج الجنوبية كان الامر علي خلاف ما ذكرنا ويكون النهار أقصر من الليل ويزيد قصره ألي أن تصير الشمس في أول الجدي فيكون حينيذ أنتهاء النهار في قصره

والليل
24

والليل في طوله، وأيضـاً فان في كل دايرتين من الداواير المتوازية بعدهما من معدل النهار في جهتين مختلفتين بقدر واحد فأن القطعة التي فوق الأرض مـن أحديهمـا متساوية للتي تحت الارض من أخرى فيكون نهار كل واحدة مساويا للبل الاخري وليلهـا مساوياً لنهارهـا، فباضطرار أن يكون أطول النهار وهو أذا كانت الشمس في أول السرطان مساوياً لأطول الليل وهو اذا كانت في أول الجدي وكذلك يكون ليل السرطان أيضا مثل نهار الجدي، فهذا جملة مايعرض في جميع المواضع المسكونة من الارض ن