على أطلال الحب
على أطلال الحب
تفرّد ذلك الطلل
وطاف بركنهِ الوجل
يغشّي اليأس صفحتهُ
ويبرق تحته الأملُ
وتهمس حوله الذكرى
فتلمع بينها الشعلُ
جفاه أهله مللاً
فخيم فوقه الملل
عزيز عهدهم فيهِ
عزيز أنت يا طللُ
بناه خير بنّاءٍ
بناه الحب مبتدعاً
وبث على جوانبهِ
مفاتن تفتن الورعا
وأطلق حوله سحراً
يبث الشوق والولعا
وأنشد باسمهِ شعراً
من الآمال منتزعا
وظلل أهله الأملُ
فماذا جدّ يا طلل؟
خريف باكر حلا
خريف الحب والعمر
فحطم كل شامخة
على الأحداث والدهر
وعطل كل فاتنة
من الإغراء والسحر
وأبطل كل ساحرة
وأسكت نغمة الشعر
فعاد بناؤه طللا
فويحك أيها الطلل!
دلفت إليه ملهوفاً
تحث حنيني الذكرى
فأطرق لا يحدثني
وأرسل زفرة حرى
وجدت لوقدها لذعاً
كأني ألمس الجمرا
وتاهت نفسي الولهى
وأسرت روحي السكرى
وقلت وقد نزا ألمي
" فداك الكون يا طلل "!