علي لها أن تنبذ المقلة الكرى

عليّ لها أن تنبذ المقلة الكرى

​عليّ لها أن تنبذ المقلة الكرى​ المؤلف ابن شهاب


عليّ لها أن تنبذ المقلة الكرى
وتذريَ دمعاً كاليواقيت أحمرا
وان ليس يسلوها الفؤاد ولو مدى
فواق ويبقى والهاً متحيرا
وان لا تصيخ الأذن سمعاً لعاذل
يزخرف تزويراً من القول منكرا
وان ليس إلا في نعوت جمالها
ينوس لساني بالبديع محبرا
وان ليس تجري في ضميري مطامع
من الوصل تأباها الفتوة مصدرا
نعم غرضي والشاهد الله وقفة
أنازعها فيها الحديث وأنظرا
ويا حبّذا إن روقت كأس قرقف
يعود به غرس الأماني مثمرا
ومن لي بآمالي ودوني من النوى
ومن نكبات الدهر قاصمة العرى
لحا الله سوء الحظ من صاحب أما
لها لحظة عنى بمن جار واجترى
كأن خلال المجد مهما تجمّعت
لدى المرء مغناطيس كل حبو كرى
إذا رمت أمراً منصبي فوق نيله
أبى الدهر إلا أن يرى غير ما أرى
ويا طالما كانت صهَا المجد مفرشي
لنيل العلا والمجد يعدو إلى الورى
ولو غض عني الطرف في حب فاطم
لأبرأته عن كل حق تأخرا
إذا فزت من ذاك المحيا بنظرة
علمت يقيناً أن برق الرضى شرى
محجبة يصبو بها كل ماجد
إذا ما زناد الحب في قلبه ورى
شموع إذا ما الريح مر بحيها
تضوّعت الدنيا عبيراً وعنبرا
وما شم أذكى من شذاها سوى ثرى
بنعل أبي سهل الأمير تعطرا
هو الفضل رب الفضل قطب دوائر
الولاية ركن الملة الشامخ الذرى
أغر المحيا في أسارير وجهه
سرى السر من نور الرسول وأسفرا
ومعلي منار الدين بالدعوة التي
بها عاد ليل المدلهمات مقمرا
له طأطأت أعناقهم كمل الورى
ولم ير منهم من أبى وتكبّرا
بطلعته يهمى الغمام وينجلى
القتام ويلغي الخصب أنى تديّرا
إذا رفع الكف الكريمة داعيا
ترى وابل الجود الإلهي ممطرا
هو القانت السجّاد في حندس الدجا
هو الملك السامي إذا الليل أدبرا
مقيم قناة الملحدين بعزمه
مقالاً وفعلاً للكعوب مكسرا
له همة علياء لو رام لاقتنى
بها الأرض ملكاً والبرية عسكرا
وبالحكمة القطعية الصدق لو يشا
لساس أمور الخافقين ودبرا
يشير ببادي رأيه ثم لم تكد
فراسته تخطى القضاء المقدرا
يريك مصير الأمر قبل وقوعه
ولم يأت الأمثل ما كان خبرا
إذا زرته شاهدت من نور وجهه
وهيبته بدر الدجا والغضنفرا
شأى في العلا حتى إذا لم يجد له
نظيرا بنى برجا هناك ومنبرا
بمن ذا لعمري أو بمن ذا أقيسه
هدى وندى أين الثريا من الثرى
له العزمات المجفلات خصومه
جفول الظباء العفر إن شمن قسورا
مفيض العطايا من ندى راحة إذا
بها مس عوداً يابساً عاد أخضرا
ومهما جثى الراجي بأرجاء جوده
رأى الكف بحراً والأنامل أنهرا
إذا أمه حر لخطب فإنني
ضمين له في أن يؤوب مظفرا
شمائله مثل النسيم لطافة
يفوح لنا من عرفها المسك أذفرا
وأخلاقه كالروض باكرهُ الحيا
وكلله در الندى ثم أزهرا
سري عظيم الشان مختار فتية
لهم من بني الهادي الخيار مكررا
يتيمة عقدٍ ودَّتِ الزهر انها
به انتظمت درّاً نفيساً وجوهرا
تفرّع من بيت عنت لمقامه
ورفعته الأملاك جوناً وأحمرا
هو البيت مرفوع القواعد بالذي
إلى القاب أو أدنى من الحجر قد سرى
وبالأنزع الكرّار والجأش ثابت
إذا فار تنّور الردى وتسعّرا
وبالدرة العصماء سيدة النسا
مقدسة الذات الزكية عنصرا
وبالسيدين السابقي حلبة التقى
وصف الوغي ريحانتي سيد الورى
عليهم سلام الله قوم أقامهم
لأسمائه الحسنى دليلاً ومظهرا
وطهّرهم عن كل رجس ووصمة
فلم يلدوا إلا تقيّاً مطهرا
كذي الثفنات الحبر والباقر الذي
أبان الهدى والصادق البحر جعفرا
وأولادهم من كابر بعد كابر
وفرع على منهاج أجداده جرى
ولا سيما أعلامهم وهداتهم
بنى علوي موقدي النار للقرى
فهم وارثو علم الرسول وسره
المصون عن الأغيار كي لا تغيرا
وهم وكتاب الله في قرن إلى
ورودهما حوضاً لأحمد كوثرا
لهم نسبة بالإتباع لجدّهم
سلوكاً وإرشاداً وورداً ومصدرا
ونسبة ميلاد قويم عمادها
مسلمة لا ريب فيها ولا امترا
ملوك على كل الملوك أعزة
ملائك إن جنّ الدجا وتعكّرا
ونخبة تلك العصبة العلوية
العلية قدراً والعظيمة مفخرا
هو السابق الذكر الإمام الذيانتمى
إلى المجتبى مولى الدويلة يبحرا
هو الفضل من والاه أمسى مبجّلا
حظياً ومن عاداه أمسى متبرا
إلى الفضل فليهرع ضرورة كونه
لسائر أنواع الفضائل مصدرا
ولا غرو أن شدت إليه الوفود من
عميق فجاج الأرض كي تحمد السرى
فيا أيها المولى الذي لم يزل من
البرية مخدوم الجناب موقرا
إليكم من النائي الذي عضّه النوى
بناجذ طول الاغتراب وكشّرا
خريدة آداب تجر ذيولها
على ابن أبي سلمى وحارث يشكرا
وتبسط كف الاعتذار إليكم
لناظم غالي درها حيث قصرا
تمت بصدق القول إذ لم تكن بها
مدائحك الغرا اختلاقا ولا افترا