عين فتانه لها القلب خدر

عينُ فتّانهٍ لها القلبُ خدرُ

​عينُ فتّانهٍ لها القلبُ خدرُ​ المؤلف حيدر بن سليمان الحلي


عينُ فتّانهٍ لها القلبُ خدرُ
سَحرتني وأعينُ الغيدِ سحرُ
طفلةُ الحيِّ شأنُها اللهو لكن
حالتا لهِوها خضابٌ وعطر
أقرأتني الجمال حرفاً فحرفاً
وهو في صدرِها المطرَّزِ سفر
وجلت لي وما سوى الثغر كأَسٌ
وسقتني وما سوى الريقِ خمر
وهدتني بوجهها وهو بدرٌ
تحت ليلٍ أظلَّني وهو شعر
نَشرتُه دلاًّ عليَّ ولفّتـ
ـني عناقاً فلذَّ لفٌّ ونشر
يا سقى عهدّها حياً من ثنايا
ها ودمعي لها وميضٌ وقطر
جرحتني بلحظِها ثمَّ قالت:
هل لجُرح الهوى بقلبك سَبرُ؟
لا وكأسي محمد حسن الفخرِ
بقلبي جُرح الهوى مُستمر
حيِّ في مطلع السماحِ هلالاً
عن عُيونِ الراجينَ لا يستسر
وَلَدته العلياءُ أنجبَ مَن قد
حملاه للمجد بطنٌ وظهر
مُستهلاًّ على يد اليمنِ فيه
باركِ السعدَ وهو طهرٌ أعزُّ
ونَما في العلاء غصنُ صِباه
وهو من ريّق المحاسنِ نَضر
ما نضا بُردةَ الشبابِ ومنه
ملءُ بُردِ الزمانِ مجدٌ وفخر
خلفكم يا مشايخَ الحزمِ عجزاً
فاتَ سبقاً كهلُ التجاربِ غرُّ
مَن إذا حلبةُ الخَطابةِ فيها
ضمَّه والخصومَ سبقٌ وحضر
قال بالفصلِ ناطقاً فأرمّوا
وادّعى الفضلَ سابقاً فأقرّوا
وروى نثرَهُ الفريد فقالوا:
أكلامٌ بفيه أم فيه درُّ؟
يدُه ليس تألف الدرهم المضرو
بَ مكثاً لكن عليها يمرُّ
كرَه البخلَ مذ ترعرع حتّى
سمعهُ عن سماع لا فيه وقر
وإلى الآن ليس يدري سوى قول
بلى منذ قالها وهو ذرَّ
سل به الأرضَ بالوقارِ وبالأطـ
ـوادِ أيّاً على قراها أقرّ
وعلى وجهِها إذا اغبرَّ جدباً
أنداهُ أم الغمامِ أدرُّ
ذو محيّاً يكادُ يقطرُ ماء الـ
ـبِشر منه لو كان للبِشر قَطر
وسجاياً كالروض باكرَه الطلُّ
نسيمُ الصَبا عليه يمرُّ
ومزاياً تُكاثرُ الشهبَ عدًّا
وبها لا يُحيطُ نظمٌ ونثر
فهو والمكرُمات روحٌ وجسمٌ
ووشاحٌ يزينها وهو خَصر
وبإيداعها لهُ السرَّ لطفٌ
وبتفويضها لهُ الأمر جبرُ
يا أخا المكرُمات وهو نِداءٌ
أجدُ المكرماتِ فيه تسرُّ
هاك سيّارةً مع الريح لكن
تلك شهرٌ رواحُها وهي دهر
بنتُ فكرٍ على النوى لك أمّت
لم يَلد مثلَها لمثلك فكر
كلَّما أثقلَ الحيا من خُطاها
خفَّ فيها هوىً إليك مبرّ
ذاتُ علمٍ مهما يطل ليلُ همٍّ
كلُّ ليلٍ يأتي بعُقباه فجر
وعناءُ المسرى يزولُ إذا طا
بَ لها بعده لديكَ المقرُّ
حيّها خير ما اجتليتَ عروساً
بنت يومٍ لها قَبولك مهر
أختُ عذرٍ جاءَت على العتب تسعى
ألها إذ تأخرت عنك عذر