غصن التصبر من طول الجفا يبسا
غصن التَصَبُّرِ من طول الجفا يَبِسَا
غصن التَصَبُّرِ من طول الجفا يَبِسَا
والقلب من وصل ذاك الظبي ما يئسا
يا خائفاً من رقيب أن يعود ضحَىً
لا بأس بالفرع صبحاً جئت أو غلسا
قد زاد ليلاً ونارُ الخد مؤنسة
فجئتُ أطلب منه للهدى قبَسا
أتيته لَعسى أشكو جنايته
وأجتنيِ من مجاني ثغره لَعَسا
لمَّا التقينا تعانقنا مصافحة
وصار كل يباري لوعة وأسى
فكدت أغْرِقُه أو كدتُ أَحْرِقُه
من عبرتي أدمعاً أو لبتي نَفَسَا
وكاد يشربني شوقاً ويلبسني
طوقاً وكل بنفس الآخر التبسا
وما قصدتُ لذكر الظبي من ذكر
حاشا لمثلي من أن يقرب النجِسا
لكن كنيت به عن ذكر غانية
لها أَديم بعين الشمس قد غمسا
فكل ليلاتنا كانت بها زهراً
وكل أيامنا كانَت بها عرسا
قالت وقد سرِتُ عنها وهي باكية
أَما تعود إلينا بعد قلت عسى
كأنَّ نور محياها وقد عرضَتْ
سيفُ الهمام أبي سابور إذ عبسا
كأنما الفضل بحر لا سبيل له
جرياً ولما تدلّى كفه انبجسا
كأنَّ في السحب من كفيه أنملة
وجوده لم يزل أن قطره احتبسَا
شريف أصل كريم الجد والأب لا
ترى بمنصِبه أو ثوبِه دنَسا
يُبيّض الوجهَ بالآمال يدرِكها
ولو نأت بأقاصي الأرض لا لتَمسا
مؤهَّل للعُلا جارٍ بقالَبها
عرفتُه ملكاً إن قام أو جلسا
هذي يتيمة عِقدٍ من مدائحِكم
من خادم برياض الودّ قد غرسا
فانظر إليها بعين الستر محتملاً
فمن تصدّى لكم بالمدح ما بُخِسا
لك الهناء بهذا العُرس يتبعه
خير من الله يأتي بكرةً ومَسَا