فؤادي الفداء لها من قبب

فؤادي الفداءُ لها من قببْ

​فؤادي الفداءُ لها من قببْ​ المؤلف علي بن محمد التهامي


فؤادي الفداءُ لها من قببْ
طوافٍ على الآلِ مثلِ الحببْ
يعمن من الآل في لجّةٍ
إذا ما علا الشخصُ فيها رسب
تولّينَ عني وولّى الشبابُ
ولم أقضِ من حقهِ ما وجبْ
لولا التّقى لبردتُ الغليل
بماء الرّضابِ وماء الشنب
وأدركتُ من عيشتي نهبةً
فلم أجد العيشَ إلا نهب
أعنى ولي عند داعي الهوى
دموعٌ تجيب وقلبٌ يجب
ولي نفسٌ عندَ تذكاره
يقوّم عوجَ الضّلوعِ الحدب
أيا من ليلٍ ضعيفِ الهرب
حرونٍ وصبحٍ بطيء الطلب
كأنَّ على الجوِّ فضفاضةً
مساميرها فضّةٌ أو ذهب
كأنَّ كواكبهُ أعينٌ
تراعي سنا الفجر أو ترتقب
فلما بدا طفقتْ هيبةً
تستّرُ أحداقها بالهدب
وشقّتْ غلائلَ ضوءِ الصّبا
ح فلا هوَ بادٍ ولا محتجب
وميثاء خيّمَ وسميُّها
وألقى على كلِّ أفقٍ طنب
ولما بدا نبتها بارضاً
شكيراً تراه كمثل الزغب
تخطاه واسترضع المعصراتِ
لهُ من غوادي الوليّ الهدب
فأصبح أحوى كحوِّ اللثاتِ
عليه من النور ثغرْ شنب
فمنْ شامهُ قال ماء يرف
ومن شمّهُ قال مسكٌ يشب
أنخنا به ونسيم الصبا
يناغي ذوائبنا والعذبْ
وألقت ثغورُ الأقاحي اللثامَ
وشقت خدودُ الشقيق النّقب
وبتنا ترشّفُ أنضاؤنا
رضابَ ثنايا أقاح عجب
بقلبيَ من كلِّ أكرومةٍ
شجونٌ ومن كلِّ مجدٍ شعب
ولا بدَّ في المجد من غربةٍ
تباعدُ في الأرض أو تقترب
أحاولُ أبعدَ غاياته
بكلِّ بعيدِ الرضى والغضب
بأسد شرىً فوق أكتافها
من السمهرية غاب أشب
إذا طاردوا خاطروا بالرما
حوإن نازلوا خاطروا بالقضب
ببيضٍ ترقرقَ ماء الفرن
د فيهنَّ بين سواقي الشّطب
بخوص الرماحِ وكم قد وصلتُ
بما لا أحبُّ إلى ما أحِب
إذ الطعنُ في ضربات السيو
ف مثلُ الخنادقِ فيها القلب
ولون الأسنّةِ مما خضبن
كلونِ الدّخانِ عليه اللّهب
ألا هل لنيلِ المنى غايةٌ
فإنا إلى غيرِ قصدٍ نخب
عسى الله يظفرنا بالتي
يحاول ذو أربٍ أو حسب
ويسعدناباعتمار الوزير
كما أسعد الله جدَّ الأدب
فتى يقع المدحُ من دونه
وإن قيل جاوز حدَّ الكذب
ويقصر عنهُ رداء الثناء
ولو يرتديه سواه انسحب
معين الندى ماء معروفه
يجمُّ إذا ماءُ عرفٍ نضب
بعيدُ المدى أبداً يبتغي
من النفع والضرِّ أعلى الرتب
صريحُ المقال صريح الفعال
صريح النوال صريحث النسب
صفاتٌ يدور عليها المديح
مدارَ الكواكب حول القطب
دعوناه بالجود من بعد ما
بلوناه في كلِّ بدء وغب
فقد يمنح القذَّ من لا يشحُّ
وقد يهب البدر من لا يهب
وليس الكريمُ الذي يبتدي
بنعماه لكنهُ من يرب
فتىً يفعلُ المكرماتِ الجسام
ويسترهنَّ كستر الريب
توسط مجدَ بني المغربيّ
كما وسط القلبُ بين الحجب
همُ أورثوا الفضل أبناءهم
وغابوا وفضلهم لم يغب
كذا الشمسُ تغشي البلادَ الضياء
فإن غربت أودعته الشهب
ملوا بالنوال أكفَّ الرجالِ
وبالمأثرات بطون الكتب
أبا قاسم حزتَ صفو الكلام
وغادرتَ ما بعدهُ للعرب
فليس كلامك إلا النجومَ
علوت فناثرتها من كثب
رأيت الفصاحة حيثُ الندى
وهل ينظم الروض إلا السحب
وقد شرفَ الغيثُ إذ بينهُ
وبين بنانكَ أدنى نسبْ
وأرعن أخرسَ من كثرة ال
لغاتِ بأرجائه واللجب
يلاقي النجومَ بأمثالها
من البيضِ من فوقه واليلب
إذا واجه الشمسَ ردّ الشعاع
وإن واجه الريح سدّ المهب
ثنيتَ بأرقشَ ذي ريقةٍ
تجلى الخطوبُ به والخطُب
يبينُ لهُ القلب عما أجنَّ
ويسعده الدهرَ فيما أحب
أشدُّ مضاءً من المرهفاتِ
إذا حلها أجلٌ مقترب
إذا ما جعلتَ لهُ لهذماً
من النقس طال الرماحَ السُّلُب
وطالت به مفخراً أنها
وإياهُ في الأصلِ بعضُ القصب
تقلّمُ أقلامكَ الحادثا
تِ قسراً وتهتمُ نابَ النّوب
فمن مبلغٌ مصراً قولاً يعمُّ
ويختص بالملك المعتصب
لقد كنتَ في تاجه درّةً
فعوّض موضعها المخشلب
إذا سدّ موضعها لم يسدْ
وإن ناب عن فعلها لم ينب
إذا اغترب الليثُ عن خدرهِ
غدا الشاء يرتعُ فيه العشب
أتيتك ممتدحاً للعلاء
ولم آت ممتدحاً للنشبْ
ولو شئت أدركت أن الجوا
د في السلم غيرُ منيع السلب
وقد كنت أثني عنان المديح
عن الناس أجذبهُ ما انجذب
أأُعطي المهنّد منلا يميزُ
بين الفرندْ وبين الخشب