فؤادي نجيب والجلال نجيب

فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ

​فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ​ المؤلف عبد الجبار بن حمديس


فؤادِي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ
فأبْعَدُ مطْلوبٍ عليّ قريبُ
وإنْ أجدَبَتْ عند الفتاةِ إقامتِي
فمُرْتَحَلِي عند الفلاة خصيب
إذا كان عزمي مثل ما في حمائلي
فإني امرؤٌ بالصارمين ضروب
خذ العزم من برد السلو فإنما
هوى الغيد عندي للهوان نسيب
وبادر ولا تمهل سُرى العيس إنها
لنا خيبٌ في النجح ليس يخيب
فشهبُ الدَّراري وهي علويةٌ لها
طلوعٌ على آفاتها وغروب
ولو لم يكن في العزم إلاّ تقلبٌ
ترى النفس فيه سعيها فتطيب
وإن ضاقَ بالحرِّ المجالُ ببلدةٍ
فكمْ بلدةٍ فيها المجالُ رحيب
إذا أنْتَ لبّبتَ العزيمة واضعاً
لها الرجلَ في غرزٍ فأنْتَ لبيبُ
ومنكرةٍ مني زماعاً عرفته
عدوك يا هذي إليّ حبيب
جَرَى دمْعُها والكحلُ فيه كأنَّهُ
جمانٌ بماءِ اللاّزورد مشوبُ
وقالت غرابيب درجنَ ببينه
سيستدرج الأعوام وهو غريب
فما كان إلا ما قضى بالُها به
فهل كان عنها الغيب ليس يغيب
لقد خمَّسَ التأويبَ والعزمَ والسرى
وعَودَ الفلا عُودٌ عليه صليبُ
رمى فأصاب الهمَّ بالهمِّ إذ رمى
هي الكفّ ترمي أختها فتصيب
وأجرى سفينَ البرّ في لُجّ زئبقٍ
من الآل هزت جانبيه جنوب
ومستعطفات بالحداء على السرى
إذا رجّعَ الألحانَ فيه طروبُ
إذا جُلِدَاتْ ظلماً ببعض جلُودها
تبوّع منها في النجّاء ضروب
فَللهِ أشْطانُ الغروبِ التي حَكَتْ
مقاود عيسى ملؤهنّ لغوب
ومشحونةٍ بالخوف لا أمنَ عندها
كأنك فيها حيثُ سرتَ مريب
كأنك في ذنبٍ عظيم بقطعها
فأنت إلى الرحمن منه تتوب
إذا الشمس أحمت فيحها خلت رملها
رمادا، وقودُ النَّارِ فيه قريبُ
ترى رامحَ الرّمضاءِ فيه كأنَّه
مُواقِعُ نارٍ واقعته ذنوبُ
كأن ارتفاع الصوت منه تضرعٌ
إذا لذع الأحشاء منه لهيب
وتحسب أنّ القفر حمّ فماؤه
من العرق الجاري عليه صبيبُ
وما كان إلاَّ خيرا ذخر تعدّه
قطاةٌ، لأرماقِ النفوس، وذيب
وراعٍ سوامُ الشمسِ لم يَشْوِ وجهه
ولا لاح للتلويح منه شحوبُ
له لولبٌ في العين ليس يديره
لذي ظمأٍ حيث المياه تلوب
رقيبٌ على شمس النهار بفعله،
أحَيٌّ على شَمْسِ النَّهارِ رقيبُ
إذا نزل الركبان طابَ لنفسه
على الجمرِ من حرِّ الهجيرِ ركوبُ
تَكوَّنُ وسط النَّارِ منه سبيكةٌ
من التبر ليست بالوقاد تذوب
خَرُوجٌ من الأديان تحسبُ أنَّه
على كلّ عُودٍ بالفلاةِ صليبُ