الشاهنامة/فاتحة الكتاب

(حولت الصفحة من فاتحة الكتاب)

مقال فى مدح العقل

عدل

هنا أيها العاقل يتسع فى وصف العقل مجال الواصفين، فحدث بما تعرف و اشرح صدور السامعين. العقل أحسن نعم اللّه عليك، فخير أعمالك أن تتحدّث بما يسدى اليك. العقل يهديك و يشرح صدرك، و يأخذ بيدك فى الدارين فيسدّدك . منه لذتك و ألمك، و ربحك و خسارتك.

و اذا حرم العقل النور حرم العاقل كل سرور. كذلك قال الكيس العاقل الذى يتزوّد من نصائحه العالم:« من لم يجعل العقل إمامه، كانت أعماله له آلامه. و هو مجنون عند العقلاء، و غريب بين الأقرباء». بالعقل تسعد كل حين، و من حرم العقل فهو فى الإسار رهين. العقل عين الروح حين تنظر، فكيف بدونه تورد فى الحياة و تصدر؟ العقل فاعلم أوّل الخلق، و هو المهيمن على الروح بالحق فاحمد العقل بلسانك و أذنك و عينيك، فهو سبل الخير و الشر اليك. من ذا الذى يوفى الروح و العقل الثناء؟ و ان أنا أثنيت فمن يستطيع الإصغاء؟ ما جدوى الكلام و لا انسان أيها الحكيم؟ أقصر و خبرنا كيف كان الخلق القديم: أنت صنع خالق العالم، و تعرف ما خفى و ما علن.

اجعل العقل مشيرك على الدهور، و تجنب به سفاسف الأمور. و تتبع فى كل مكان أقوال العلماء، ثم طوّف الآفاق و بثها للخاصة و الدهماء. و اذا سقط اليك حديث من العرفان، فلا تنم عنه ساعة من الزمان. و اذا أبصرت« فرعا» من البيان، فاعلم أن« جذر» المعرفة لا يناله انسان.

مقال فى خلق العالم

عدل

لا بد أن تعرف بادئ بدء أصل الجواهر: قد خلق اللّه شيئا من غير شيء لتتجلى قدرته.

ثم خلق منه أربعة عناصر لم يمسه نصب و لم يحتج إلى زمن. بدأ بالنار المضيئة العالية، ثم جعل الماء و الهواء وسطا بينهما و بين التراب المظلم. اضطرمت النار فظهر اليبس من حرها، و فثأت الحرارة فكان البرد، و من البرد نشأت الرطوبة. فلما خلقت عناصر هذا العالم الفانى عمل بعضها فى بعض فظهرت الأنواع كلها: ظهرت هذه القبة سريعة الدوران تبدى كل يوم من عجائبها، و وكلت السبعة بالاثنى عشر. و أخذ كل مكانه المقدّر . و بدت القسمة و العطاء فأعطى( الخالق) كما يجدر بالعالم.

و خلقت الأفلاك طباقا، و تحرّكت حين اتسقت. و ظهرت الأرض و بحارها و أوديتها و رباها كالمصباح المضيء. و ارتفعت الجبال، و سالت المياه، و نما النبات. و لم تقدّر الرفعة لهذه الأرض فكانت مركزا أسود مظلما. و ظهرت النجوم فوق فى عجائبها، و انتشر الضياء على الأرض. و صعدت النار، و هبط الماء. و دارت الشمس حول الأرض. و نبت العشب و أنواع الشجر، و قدّر لها أن تنمو صاعدة ليس فى طبعها إلا النموّ لا تستطيع أن تنتشر على الأرض كالحيوان. ثم ظهر الحيوان فسيطر على النبات كله، و دأب يطلب الطعام و السلامة و النوم.

يتمتع بهذه الحياة، ليس له لسان ناطق و لا عقل مفكر، و انما همه أن يربى جسمه بما وجد، لا يعرف الخير و لا الشر في العواقب، و لا يكلفه الخالق عبادة. إنه العالم القادر العادل فما أخفى فضلا. ذلك و لا يعلم أحد عقبى العالم سرا أو علانية.


مقال فى خلق الانسان

عدل

ثم ظهر الانسان فكان مفتاحا لهذه الأغلاق. خلق عالى الرأس غير ذى عوج كأنه سرو سامق، ذا منطق حسن و عقل يصرف الأمور، مزوّدا بالحكمة و الرأى السديد و الذكاء فخضعت لأمره البهائم. فكر قليلا! كيف يكون الانسان ذا معنى واحد؟ كأنك تظن الانسان هذه الصورة الحقيرة و لا تعرف فيه أثرا وراء هذا! إنك أنشئت من العالمين فكنت وسطا بينهما. أنت الأوّل فى الخلق و ان جئت آخرا. فلا تستهتر باللهو و اللعب. و قد سمعت من بعض العلماء غير هذا، و ماذا نعرف نحن من أسرار خالق العالم؟ انظر فى عاقبة أمرك:« و ان تنازع فى نفسك أمر ان فاختر أحسنهما. و رض نفسك على المشاق فجدير حمل المشاق فى سبيل العلم. و إن ترد السلامة من كل شر و أن تنجو بنفسك من حبالة البلاء، و أن تخلص من السوء فى الدارين، و أن يرضى الخالق أعمالك». فتأمل هذا الفلك الدوّار الذى هو مصدر الداء، ذلك الدواء، ذلك الفلك الذى لا يبليه تعاقب الزمان، و لا ينال منه التعب و النصب، و لا تعييه الحركة و لا يمسه كما يمسنا العطب. فمنه الزيادة و الكثرة، و عنده يظهر الخير و الشر.


مقال فى خلق الشمس

عدل

الفلك من ياقوت أحمر ليس من الهواء و الماء و التراب و الدخان. و قد تبدّى فى زينته و نوره كبستان يوم النوروز. يجرى فيه جوهر يملأ الصدور سرورا، يمدّ النهار بالضياء، يرفع رأسه المضيء كل صباح من المشرق كأنه ترس من ذهب، فيكسو الأرض أثوابا من النور، و يبدل العالم من ظلامه ضياء. فاذا مال للغروب بدت رأس الليل المظلم فى الشرق. هكذا دواليك لا يدرك أحدهما الآخر، و ذلك أقوم نظام. أيها الذى هو شمس كل حين ما بالك لا تشرق على قط؟


مقال فى خلق القمر

عدل

مصباح أعدّ لليل المظلم- احذر ما استطعت أن تضل فى ظلمات الشر- يختفى يومين و ليلتين كأن الدوران قد أبلاه. ثم يتراءى محقوقفا مصفرّا كالإنسان ولهه العشق. و لا يكاد البصر يدركه من بعيد حتى يحتجب. و فى الليلة التالية يزداد ظهورا فيزيدك نورا. حتى يكمل فى أسبوعين فيعود سيرته الأولى يزيد نحو لا على مر الأيام، و اقترابا من الشمس المنيرة. كذلك أعطاه الخالق خلقه، فطرة لا يزايلها ما بقى.

مدح النبى صلى اللّه عليه و سلم

عدل

لا ريب أن فى العلم و الدين نجاتك، فتحر ما استطعت سبيل النجاة. و ان ترد ألا يمرض قلبك، و ألا تتمادى فى سكرتك. فاهتد بقول الرسول الى سبيل الرشاد، و طهر من الأرجاس قلبك بهذا الماء. إذ قال: « أنا مدينة العلم و علىّ بابها». و حق انه لقول الرسول. أشهد بهذا كأنما تسمعه الآن أذناى. كذلك علىّ و الآخرون الذين اشتد بهم أزر الدين. و لقد كان الأصحاب أقمارا اذ كان الشمس سيد المرسلين، إنما الطريقة المثلى ألا تفرّق بينهم أجمعين. إنى عبد أهل بيت النبى، و مادح تراب قدم الوصى. لست أبالى ما يقول الاخرون، و ليس لى فى القول مذهب غير هذا.

إن الحكيم يرى هذا الدنيا بحرا ثارت بموجه ريح عاصف، فيه سبعون سفينة قد نشرت شرعها، بينهن سفينة كالعروس، مجلوة فى زينتها كعين الديك. و فيها محمد و علىّ و أهل بيت النبى و الوصى. و العاقل حين يبصر على بعد هذا البحر الذى لا يدرك غوره، و لا يرى شاطئه، يوقن أنه سيموج فلا ينجو من الغرق أحد، فيقول فى نفسه ان غرقت مع النبى و الوصى فقد ظفرت بصاجين وفيين، و كان لى نصيرا صاحب اللواء و التاج و السرير، صاحب الأنهار من الخمر و الشهد، و الينابيع من اللبن و الماء المعين. فان كنت ترجو الدار الآخرة فتبوأ مكانك عند النبى و الوصى. فان أصابك من هذا شر فإثمه علىّ . ذلك مذهبى و طريقتى. عليه ولدت و عليه أموت، و ما أنا إلا تراب قدم حيدر. اذا ابتغى قلبك الإثم فهو عدوّك و لن يعادى عليا إلا زنيم أعدّ الخالق له عذاب الجحيم.

و من أظلم ممن يسر بعض علىّ ؟ حذار أن تتخذ الدنيا لعبا و أن تنقلب عن الرفقة الميامين. ان السعادة تواتيك حين تصحب الدين سعدوا. حتام أرسل القول فى هذا الباب و لست أعرف للقول منتهى؟


مقال فى جمع شاهنامه

عدل

لم يذر المتقدّمون لمتأخر ما يقول: فقصارى أن أعيد بعض الحديث. مهما أقل فقد قيل من قبل، ما تركت ثمرة فى حديقة المعرفة. و لكن إن تقعد بىهمتى دون أن أتبوأ مكانا على الشجرة الفينانة فمن يأو إلى دوحة عظيمة لا يعدم فى ظلالها مأوى. و لعلي أنال مكانا فى أفنان هذا السرو المظلل حين أترك ذكرا على الدهر بهذا الكتاب « كتاب عظماء الملوك». لا تحسبنه حديث كذب و خرافة، و لا تحسبن الزمان يسير على نسق واحد. ان العاقل ينتفع بما فيه كله و لو حسبه رمزا و تمثيلا.

كان من آثار الغابرين كتاب مملوء بالقصص، تقسمته أيدى الموابذة، و حرص كل عاقل على قطعة منه. و كان من نسل الدهاقين بطل عاقل ذكى جواد، يتحرّى آثار الأوّلين ، و يتتبع قصص الماضين. فدعا اليه كل موبذ حنكته السنين، قد وعى أثارة من هذا الكتاب، و سألهم عن أنساب الملوك و الأبطال النابهين، و كيف صرفوا أمور العالم من قبل ثم خلوّه لنا صاغرين؟. و كيف مهد لهم الجد فملئوا الأيام بمآثرهم؟ فقص عليه هؤلاء الكبراء قصص الملوك، و أخبروه عن غير الزمان.

فلما سمع منهم شرع يؤلف من ذلك كتابا عظيما، فترك ذكرا رائعا فى الآخرين و أثنى عليه الأكابر و الأصاغر أجمعين.

قصة الدقيقى الشاعر

عدل

فلما قرأت هذه القصص على الناس أعارتها الدنيا سمعها و قلبها، و أولع بها العقلاء و الحكماء حتى ظهر فتى فصيح اللسان، حسن البيان، ذكىّ الفؤاد. فقال سأنظم هذا الكتاب ففرح الناس به أى فرح. و لكن سوء الخلق كان خدن شبابه. فكان يقطع أوقاته بالبطالة و صحبة الأشرار، حتى باغته الموت فتوّجه بتاجه الأسود. لقد سلط الخلق الدميم على الروح الجميل، و ما نعم يوما بالحياة. ثم انقلب به جدّه فقتله أحد عبيده. نظم ألف بيت عن كُشتاسب و أرجاسب ثم انتهى عمره فذهب و الكتاب لم ينظم. و كذلك أقل نجمه السعيد. اغفر اللهم ذنبه. و ارفع يوم الحشر درجته.

مقال فى بدأ الكتاب

عدل

فلما يئس قلبى منه( الدقيقى) توجه تلقاء ملك العالم لعلى أظفر بهذا الكتاب فأنظمه. ساءلت أناسا لا يحصيهم العدّ و أنا أوجس خيفة من غير الزمان، و أخشى ألا تمتد الحياة فأتركه لغيرى.

ثم مالى لم يكن ذا وفاء. و لا أحد من يشترى منى هذا العناء. و كان الزمان يرجف بالطعن و الضراب و العالم ضيق المجال على الطلاب. غبرت على هذا برهة أكتم منيتى فى نفسى، و لا أرى من أفضى اليه بذات صدرى. ماذا فى العالم خير من الكلام البديع الذى يهوى اليه فوّاد الرفيع و الوضيع؟ لولا الكلم الطيب من رب العالمين، ما كان هادينا سيد المرسلين. و كان فى المدينة صديق لى كأنى و إياه نفس واحدة. فقال:« لقد هديت للرشاد، و سارت قدمك فى سبيل السداد. أنا كفيل بهذا الكتاب الفهلوى فلعلك لا تنام عنه. فأنت فصيح اللسان غض العمر جدير أن تقص من أبناء الأبطال. فاقصص كتاب الملوك كرة أخرى. و ابغ المكانة عند العظماء بهذه الذكرى». فلما أحضر الى هذا الكتاب، أضاءت روحى المظلمة الجناب.

فى مدح أبى منصور محمد

عدل

فلما ظفرت بهذا الكتاب أتيح لى أحد الكبراء: فتى من ذرّية الأبطال، عاقل حازم ذكىّ سديد الرأى، شديد الحياء، فصيح المنطق، حلو الحديث. قال: ماذا أفعل ليفرغ بالك للنظم؟ سأواسيك بما تملك يداى، و لا أفضى الى أحد بحاجتك. فلبثت فى كنفه كالتفاحة الغضة يحاذر أن يمسنى من الرياح ضر. و سموت من التراب الى كيوان بسعى هذا الفاضل الخير النابه، الذى يستوى فى يده الذهب و الفضة و التراب. و قد أصاب فيه المجد أحسن زينة و رواء. جواد و فىّ يحتقر الدنيا و ما فيها. فوا حسرتا أن يفتقد مثل هذا الرجل النابه كما يفتقد فى الحديقة السرو الباسق. لست أجد أثرا منه حيا أو ميتا. اغتالته أيدى التماسيح السفاكة الدماء فوا أسفا على هذا الشطاط العالى و وا أسفا على هذه الطلعة الملوكية. لقد انقبض قلبى و ملكه اليأس و رجفت روحى كالقصبة فى مهب الريح.

أذكر نصيحة منه تعدل الى سواء الطريق. قال لى إذا يسر اللّه لك هذا كتاب الملوك فاهده الى الملوك. قد اطمأن قلبى الى قوله و انشرح صدرى لرأيه. فقدّمت هذا الكتاب لملك الملوك الأصيد، رب التاج و رب التخت، ملك العالم المظفر السعيد.


فى مدح السلطان محمود

عدل

ما عرف الناس مثل هذا الملك مذ خلق اللّه العالم. لقد لاح تاجه على العرش فازدانت الأرض كأنها قطعة من العاج وضاءة. كلا لا تجعل الشمس المضيئة مثلا له، فأبوالقاسم الملك المظفر قد وضع على تاج الشمس عرشه، فأشرقت الأرض من المشرق الى المغرب، و فتحت كنوزها لمجده و قد طلع نجمى به و كان غاربا، و فاض معين الفكر و كان ناضبا. و قد علمت أن وقت القول قد حان، و أن قد تجدّد بعد أن بلى الزمان.

رقدت ليلة و قلبى بملك الأرض مشغول، و فمى بالثناء عليه معسول. و كان قلبى نور الليل البهيم، قد انطبقت الشفتان و هو مفتوح سليم. فرأت روحى المنيرة فى المنام أن شمعة لألاءة ظهرت من الماء، فانجابت الظلماء و صارت الأرض بضوئها كالياقوتة الصفراء. و برزت الصحراء كالديباج. و نصب عرش من الفيروزج لملك كالقمر يزينه التاج. اصطف الجند ميلين عن يمينه، و سبعمائة قبل هائل عن يساره. و وقف أمامه و زير تقى يرشده إلى الدين و العدل. فشدهنى جلال الملك و هول هذا الجيش و هذه الأقبال. و لما ملأ عينى ذلك الوجه الملكى سألت هؤلاء الكبراء: أفلك و قمر منير أم تاج و سرير؟ و نجوم ما أمامه أم جنود؟ قال قائل:« هذا ملك الروم و الهند، و ما بين قنوج الى بحر السند. كل من فى ايران و توران له عبيد، يحيون بأمره و رأيه السديد. قد زين الأرض بعدله، فحق له أن يضع التاج على رأسه. ملك العالم« محمود» ذو العزة القعساء الذى جمع بين الذئب و الحمل على موارد الماء. و أجمعت على إعظامه الملوك من كشمير الى بحر الصين. و أوّل ما ينطق به الطفل الرضيع« محمود» ذلك الاسم الرفيع. فأشد كذلك بذكره فأنت مبين، تطلب به الذكر الخالد فى الآخرين. لا يستطيع أحد أن يخالف أمره، أو يفوت قهره».

فلما استيقظت وثبت من مرقدى غير حافل بظلام الليل، فأثنيت على هذا الملك الجليل.

و أعوزنى من المال نثار، فنثرت روحى بدل الدرهم و الدينار. و قلت لنفسى:« هذه رأيا لها تعبيرها على الأيام، فان صيته ذائع فى الأنام» فسلام على من يثنى على هذا الجدّ السعيد، و الخاتم و التاج المجيد. لقد صارت الدنيا بجلاله كجنات الربيع، فهواؤها سحاب و أرضها من الأزهار فى ترصيع. نزل الغيث فى حينه من السماء، فأضحت الأرض كجنة إرم الغناء. كل خير فى إيران فقد أفاضته يده، و حيثما رأيت انسانا فهو مؤيده. هو سماء مغيثة فى المآدب، و فى الهيجاء تنين حديد المخالب. تتمثل فى جسمه صولة الفيل، و فى روحه علم جبريل، و فى كفه مطر الربيع و فى قلبه نهر النيل. يذل عداته لسطوته، كما يذل الدينار فى همته. لا يغرّه السلطان و النشب، و لا يضيق صدره بالحرب و النصب. و كل من ربتهم نعمته من الأحرار، أو عبيده الأخيار، قد أخلصوا له القلوب، و شمروا فى طاعته لقراع الخطوب. أملاك على الأمصار، مخلدة أسماؤهم فى الأسفار.

و أوّل أولئك أخوه الصغير، الذى ليس له فى الرجولة نظير. من يخلص العبودية« لنصر»، يعش سعيدا فى ظل ملك العصر. و من نماه« ناصر الدين» الى العلياء، يضع عرضه على مفرق الجوازاء.

هو رب الفضل و الشجاعة و الرأى المتين و قرة عين الكبراء أجمعين. ثم أمير طوس الباسل، الذى يهزأ فى الهيجاء بالأسد الصائل. و الذى يهب كل ما يصيب من الزمان، و لا يبغى إلا الحمد على الأيام.

و الذى يهدى الخلق الى الديان، و يجهد ليسلم الملك من الحدثان. لا أخلى اللّه العالم من الملك و تاجه، و اللّه يخلده فى سروره و ابتهاجه. سالما فى بدنه، ممتعا بتاجه و عرشه، آمنا من الغم و الحزن مظفرا على مر الزمن.

الآن أرجع الى فاتحة العمل- الى كتاب الملوك العظام.