فاخري أيتها الدار النجوما
فاخري أيّتها الدارُ النجوما
فاخري أيّتها الدارُ النجوما
هنَّ في الضوء، وفي الجوِّ الغيوما
ونعم أنتِ بآل المُصطفى
معدنُ الفخر حديثاً وقديما
لم تلد أمُّ المعالي منهم
فيكِ إلاّ واضحَ الوجه كريما
معشرٌ طابوا فروعاً في العُلى
وزكوا في طينة المجد أُروما
فُقدَ المعروف إلاّ عندهم
وغدا الدهرُ ـ وحاشاهم ـ لئيما
وكفاهم «بأبي المهديّ» فخراً
حيثُ أضحى لهم اليومَ زعيما
المحيّا عند بذل الجودِ وجهاً
صاحياً، والمُرتجى كفًّا مُغيما
تخجلُ المزنُ إذا ساجَلها
بيدٍ أرطبَ منهنَّ أديما
وتموتُ الشهبُ إن قابلها
بمحيًّا يكشفُ الليلَ البهيما
ليمَ في الجود، ولا جودَ لمن
لم يكن بين الورى فيه ملوما
وكريمُ الطبع مَن لم يتغيّر
طبعه في عذل من أضحى لئيما
ليس يثني الغيمَ عذلٌ فمتى
ينثني من علَّم الجودَ الغيوما
هممٌ لو عن مدىً زاحمَها
منكبُ الدهرِ لردَّته حطيما
عادَ مرعى الفضل مخضرًّا به
وهو لولا جودُه كان هشيما
تُحمدُ الناسُ فان جاء به
لم نجد أحمدَهم إلاّ ذميما
ما بصلب الدهرِ يجري مثلُه
إذ على ميلاده صارَ عقيما
هو في أجفانه ثاني الكرى
قرَّة العينين منه أن يدوما
من أناسٍ ركبوا ظهرَ العُلى
وجروا في حلبة الفخر قديما
هم أقاموا عمدَ العليا وهمٍ
شرعوا فيها الصراطَ المستقيما
ذهبوا بيضَ المجالي طيبي
عُقدِ الأَزرِ مصاعيباً قُروما
وتبقّوا مِن بنيهم لعُلاهم
زينةَ في نحرها عِقداً نظيما
كأبي الهادي ذي الفضل ومَن
في معاليه لهم كان قسيما
ذلكَ الندب أخوه من برا
ه ربُّه من عنصر المجدِ كريما
ورضى العليا ومن غير الرضا
من عظيمٍ يدفعُ الخطبَ العظيما
ذكره بين الورى يهدي شذاً
عطّرت نفحةُ ريّاه النسيما
وأخيه مصطفى الفخرِ الذي
لم تزل طلعتهُ تجلو الهموما
وكنجم الشرفِ الهادي إلى
بيتِ جدواه لمن نصَّ الرسوما
وأمينٍ ذي النهىَ من لم يزل
سالكاً نهجاً من التقوى قويما
كرماءٌ لا تُبارى كرماً
حُلماءٌ تزنُ الشمَّ حُلوما
كم دعتهم للقوافي ألسنٌ
تركت قلبَ أعاديهم كليما
يا نجوماً في سما المجد زهت
ويسرُّ المجدَ قولي يا نجوما
للعُلى أنتم مصابيحٌ كما
لشياطين العِدى كنتم رُجوما
قد أقرَّ الله منكم أعيناً
كم لحظتم بالغِنى فيها عديما
وحباهم فرحةً تشملهم
والمحبين خصوصاً وعموما
ذهبَ الروع الذي غمَّ وقد
جاءت البشرى التي تنفي الغُموما
واستهلَّ السّعدُ في أبياتِكم
فاكتست من حُللِ الزهور قوما
بالفتى "عبد الكريم" المجتبي
وأمين الفضل من طاب أُروما
قد لعمري سُنن الحجّ لها
ما رأت مِثلهما أمسِ مُقيما
قيل نخشى لهما يدنو البلى
قلت لا يدنو وإن كان عظيما
فهما من أُسرةٍ في برِّهم
يُدرءُ الخطبُ وإن كان جسيما
فحجيجُ البيتِ لمّا أنزل الله
فيهم ذلك الرجزَ الأليما
فعن الباقين منهم كرماً
بهما قد صرفَ الريحَ العقيما
فحطيمُ البيتِ لو لم يشهداه
كلُّ مَن قد أمّه أضحى حطيما
آل بيت المصطفى حيتكُمُ
غادةٌ تجلو لكم وجهاً وسيما
أقبلت زهواً تهنّيكم بما
زاد مَن يحسدُ علياكم وجوما
فبقيتم في سرورٍ أبداً
ولكم لا برحَ السعدُّ نديما