فتح القطر عيون النرجس
فتحَ القطرُ عيونَ النرجسِ
فتحَ القطرُ عيونَ النرجسِ
فأتاها الصحُو بعدَ النَّعسِ
وشدا بالبِشرِ قمريُّ الحمي
فأطابَ النفسَ طيبُ النَّفَسِ
بَشَّرَ الشعبَ بمطرانٍ حكى
مطراً ينهلُّ فوقَ اليَبَس
ذلكَ الحبرُ الذي أَلبَسَهُ
ربُّه المُنعِمُ أبهى ملبسِ
سَلَّمَ القوسَ لباريها فقد
وافقَ الجالسُ طيبَ المجلسِ
أَلمَعِيٌّ فاضلٌ يمحو الدُّجَى
مثلَ بدرٍ لاح جنح الغَلَسِ
وَهَو للّهِ الإِنآءُ المصطفى
للرعايا قائِماً بالحرسِ
فَمُهُ ينطقُ بالحقِّ وفي
قلبهِ قد حَلَّ روح القُدُسِ
فإذا قامَ على منبرِهِ
فاضَ مثل العارض المنبجسِ
وصحاحُ الجوهري من لفظهِ
صاغ منها حليةً للأَنفُسِ
مُحكَمُ الرأيِ خلا من خَلَلٍ
طاهرُ القلبِ خلا من دَنَسِ
ترَك الدنيا لزهدٍ فغدا
غيرَ وجهِ اللهِ لم يلتمسِ
فلنهنئهُ بما قد نالهُ
بل نهنّىء صورَ رأسَ الأَرؤُسِ
بركاتُ اللهِ قد حلَّت بها
فَهيَ من آثارِ بيتِ المقدسِ
بلدةٌ قد خمدت أنوارُها
فأتاها اليوم ضوءُ القَبَسِ
غرسَ اللهُ بها من يقتضي
حفظَ تاريخِ لوقت المغرسِ