فتوحك ردت بهجة الملك سرمدا

فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا

​فتوحُك رَدَّتْ بَهجة َ المُلكِ سَرمَدا​ المؤلف السري الرفاء


فتوحُك رَدَّتْ بَهجةَ المُلكِ سَرمَدا
و أنتَ حُسامُ اللّهِ فَلَّ بِكَ العِدا
يُحدِّثُ عنكَ المَشرَفيُّ مجرَّداً
و يُثني عليك السَّمهريُّ مُسَدَّداً
أعادَ وأبدى الفتحُ منك مُعوَّداً
قِراعَ العِدا جارٍ على ما تعوَّدا
و مُمطرُ أرضِ الرُّومِ من دَمِ أهلِها
سَحاباًإذا رَوَّى الثَّرى منه أحمدَا
تخالفَ فعلُ الغَيثِ منهفكلَّما
بَدا العُودُ مُخْضرّاً ثناه مُوَرَدَّا
سَرى مُخلِقاً في اللّهِ دِيباجَ وجهِه
فذبَّ عن الإسلامِ حتى تجدَّدا
يُفلِّقُ بالضَّربِ التَّريكَ وما حَوى
و يَخرُقُ بالطَّعْنِ الدِّلاصَ المُسرَّدا
فيا لكَ من يومٍ أحرَّ عليهِمُ
و أندَى على الدِّينِ الحنيفِ وأبرَدا
و ربَّ مُحلًّى بالكواكبِ شاخصٍ
شَخَصْتَ إليهفانمحى وتأبَّدا
فأعطاك ما تَهوى وقَلَّدَ أمرَه
نجومَ قَناً أضحى بهنَّ مُقلَّدا
مثَلْتَ له في مِثلِ أركانِ طَوْدِهِ
و أسطَرْتَ فيه الجَلْمَدَ الصَّلْدَ جَلمَدا
و صَدْرٍ وراءَ السَّابريِّ خَرَقْتَه
فكان ثِقافَ الرُّمحِ لمَّا تأوَّدا
و أبيضَ رَقراقِ السَّوابغِ أرهجَتْ
سَنابكُه حتى ثَنا الجوَّ أَربدا
تَتابعَ يَهفُو فوقَه كلُّ طائرٍ
إذا صافَحَتْه راحةُ الرَّاحِ غرَّدا
و أشرقَ في رَأْدِ الضُّحى فكأنما
تُلاعِبُ منه الشَّمسُ صَرْحاً ممرَّدا
يَزُفُّ نجوماً ليسَ يمنعُ ضوءَها
تكاشفُ ليلِ النَّقْعِ أن يتوقَّدا
إذا ما رأتْهُنَّ البَطارقُ أنحُساً
رآهنَّ مُجْتاحُ البطارِقِ أسعُدا
صَدَعْتَ ببرقِ البيض صَدرَ عَجاجَةٍ
و قد أبرقَ المِقدارُ فيه وأرعَدا
و أُبتَ وقد أشرَبْتَ ساحتَه دماً
كأنك أشرقْتَ الأَسِنَّةَ عَسْجَدا
لقد لَبسَ الإسلامُ شَرقاً ومغرِباً
بسيفِ ابنِ عبدِ اللّهِ ظِلاًّ مُمدّدا
ثَنى الخَيلَ عن ماءِ الفُراتِ صَوادراً
فكان لها وِردُ الخَليجَيْنِ مَوْرِدا
يَطيرُ على أرباضِ خَرْشنةٍ بها
لوافحُ يَهتِكْنَ المُنيفَ المشيَّدا
حَريقاً يُغَشِّي الجُدْرَ حتَّى كأنما
لبِسْنَ حَبيرَ الوَشْيِ مَثْنىً ومَوحِدا
إذا الغَرَضُ المنصوبُ باتَ مُعَصفراً
بطائرِ سهمٍ منه أصبحَ أسوَدا
فباتَ على البُرجِ المُطِلِّكأنَّما
يُلاحِظُ منه فَرْقداً ثمَّ فرقدا
و بثَّ السَّرايا حولها فتفرَّقَتْ
كما بثَّتِ الرِّيحُ الحَيا فتبدَّدا
فباتَ مُغِذّاً في السِّلاحِو مُوجِفاً
مُغيراً عليهم في البلادو مُنجداً
يؤانِسُ منهم كلَّ ليثِ حَفيظَةٍ
على الطَّرفِ وحشيِّ الشَّمائلِ أغيَدا
كأنَّ رماحَ الخَطِّ حولَ بيوتِهِم
على صَهَواتِ الخيلِ دُرّاً مُبَدَّدا
عَرَضْتَ على البِيضِ الرِّقاقِ أُسُودَهم
و سُقْتَ المَها حُوّاً إليها وسُهَّدا
و قوَّمتَ منهم جانباً لظُهورِهم
و أشرَفْتَهم بالمشرفيَّةِ مُنشِدا
و أوردْتَ حَدَّ السَّيفِ قِمَّةَ لاوُنٍ
لتمزُجَ فيه سُورةَ البأسِ بالنَّدى
أتاكَ يَهُزُّ الرَّوعُ أعضاءَ جِسمِه
كما هزَّ بالأمسِ الحُسامَ المُهنَّدا
يَغُضُّ لدَيكَ الرُّعْبُ أجفانَ عَيْنِه
فإنْ هَمَّ أن يستغرِقَ اللّحظَ أرعدَا
و ربَّ حديدِ اللَّفظِ واللَّحظِ منهمُ
مَثَلْتَ له فارتدَّ أخرسَ أرمَدا
ذَعَرْتَهُمُ غَزواً دِراكاًفأصبحوا
على البُعْدِ خَفَّاقَ الحشا ومُسهَّدا
يَظُنُّونَ غَربِيَّ السَّحابِ كتيبةً
تُشَرِّقُو البرقَ الشآميَّ مِطْرَدا
إذا الدولةُ الغَرَّاءُ سمَّتْكَ سيفَها
لتُبْهَجَسمَّاكَ الهُدى ناصرَ الهُدى
ليَهْنِكَ أنَّ الرومَ ذَلَّ عزيزُها
فصارتْ مواليها بِعزِّكَ أعبُدا
إذا قيلَ سيفُ الدولةِ اهتزَّ عرشُها
و خَرَّتْ رُكوعاً عندَ ذاكَ وسُجَّدا