فراقكم هاج اشتياقي وأشجاني
فراقكم هاج اشتياقي وأشجاني
فراقكم هاج اشتياقي وأشجاني
وأغرى جفوني بالسهاد وأشجاني
وأبدي سقامي فيكم ما كتمته
وعبر شأني في الصبابة عن شاني
وهيهات أن يخفى الذي بي من الهوى
وسر غرامي بعدكم مثل إعلاني
أأحبابنا حتى متى وإلى متى
أرى ذاكرا بالغيب من ظل ينساني
ألا عطفة بالوصل منكم لمغرم
أسير الجوى صادي الجوانح حران
بما بيننا من حرمة الود والهوى
وعقد الإخا فكوا أسيركم العاني
تخذتكم دون الأنام أحبة
وعاصيت فيكم كل من ظل يلحاني
فكيف سمعتم ما روته حواسدي
وقالوه من زور علي وبهتان
ووالله ما رمت التبدل عنكم
ولا مر لي في القلب خاطر سلوان
وإن التسلي والتبدل عنكم
لأمران في دين الغرام أمران
وعاهدتموني بالعقيق على الهوى
فأين مواثيقي ترون وإيماني
ولي فيكم يوم الوداع مهفهف
جفاني فأغرى بالمدامع أجفاني
كلفت به إذ صار في الحسن واحدا
فلم يثنني عن حبه أبدا ثاني
وعنفني من لم يذق كأس صبوتي
ولا بات ذا قلب كقلبي ولهان
عفا الله عمن لامني لو رأى الذي
كلفت به يوم العقيق لأعفاني
غزال كأن الله صور خلقه
من النيرات الزهر في شكل إنسان
يميس بقد يحسد الغصن لينه
ويبسم عن در نضيد ومرجان
وفي خده ورد جني قطافه
ولكن سيف اللحظ يجني على الجاني
أروم لقاه ثم أخشى رقيبه
فآخذ عنه جانبا حين يلقاني
أتاني هواه بعد تركي للهوى
فأذكرني ما الدهر من قبل أنساني
إلى الله أشكو ظالمين تعاهدا
علي وكانا أصل همي وأحزاني
هوى ضقت ذرعا عن تحمل بعضه
ودهرا عن الهادي بن أحمد أقصاني
فتى المجد والعلياء من صار مجمعا
على فضله قاصي البرية والداني
فتى ألقت الآداب طوعا لفكره مقاليد تسليم إليه وإذعان
...
فتى مد للاحسان باع مبرز
فلم يختلف في فضل سؤدده اثنان
فتى ورث العلياء عن خير سادة
مراجيح أحلام مساميح غران
فتى ساد قبل الحلم أبناء جنسه
وشاد لربع المجد أرفع بنيان
أخو نجدة إن يدع للبأس والفدى
فلا عاجز تلقاه ثم ولا واني
حوى قصبات السبق طفلا وناشئا
وبذ الأعالي من شباب وشبان
لقد جمع الهادي بن أحمد في الورى
مكارم شتى ما اجتمعن لإنسان
خطابا كما افترت ثغور زواهر
وخلقا كما اهتزت معاطف أغصان
ونثرا كما رقت كؤوس سلافة
ونظما كما راقت قلائد عقيان
أمولى القوافي السائرات التي غدت
يقر لها فكرا لبيد وحسان
أبثك شوقا لي اليك أقله
يهدد من ركني ثبير وثهلان
أروح بقلب فارغ من تصبري
وأغدو بصدر من شجوني ملآن
فهل عطفه بالقرب منكم لشيق
إلى ورد هاتيك الشمائل ظمآن
وخذها كما لآحت نجوم زواهر
دجى أو كما فاحت أزاهر بستان
ومن سريعا بالجواب فإن لي
إليك اشتياق المغرم الدنف العاني
وحي الحسين الملك نجل مطهر
أخا المجد سامي المرتقى عالي الشاني
وإخوته الغر الأكارم من بنوا
بناء المعالي فوق هامة كيوان
تحية صب شوقه وغرامه
لسوحهم لا للعقيق ونعمان
ولا تعتبن في أن كتبي تأخرت
فما عن ملال كان مني وشنئان
ولكن لأحوال عرت لا عرفتها
وطول هموم لم تزل قط تغشاني
رماح أذى للحاسدين تنوشني
وكف زمان لم تمد بإحسان
تنمر لي يا بن الكرام وطالما
قديما على حسن العوائد أجراني
فكم وقعة بيني وبين صروفه
تهون لها أيام عبس وذبيان
وحسبي داء حرفة أدبية
غدت سببا في وضع قدري ونقصاني
ولو لم يكن من جوره غير أنه
رماني بسهم البعد عنك فأصماني
وما زلت مني في الضمير ممثلا
فألقاك في طي الضمير وتلقاني
دنوت إلى قلبي وإن كنت نازحا
عليك سلام الله من نازح داني