فضائل الصحابة للنسائي

فضائل الصحابة


كتاب المناقب

مناقب أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار والنساء


فضل أبي بكر رضي الله عنه

1 - أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي قراءة عليه قال: أنا عمرو بن علي قال أنا وهب بن جرير قال أنا أبي عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله في مرضه الذي مات فيه عاصب رأسه بخرقة فقعد على المنبر ثم حمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال: «إنه ليس من الناس أمنّ علي بنفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر».

2 - أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد قال أنا القعنبي عن مالك عن أبي النضر عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ولا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر».

3 - أخبرنا أزهر بن جميل قال أنا خالد بن الحارث قال أنا شعيب عن إسماعيل بن رجاء عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي الأحوص عن عبد الله عن رسول الله قال: «لو اتخذت خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا».

4 - أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله : «إني أبرأ إلى كل خليل من خلته ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا وإن صاحبكم خليل الله».

5 - أخبرنا محمد بن عيسى عن ابن المبارك عن إسماعيل عن قيس عن عمرو بن العاص قال، قلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» قلت: ليس من النساء، قال: «أبوها».

6 - أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال ثنا هارون قال ثنا يزيد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «من أصبح منكم اليوم صائما» قال أبو بكر: أنا، قال: «فمن أطعم اليوم مسكينا» قال أبو بكر: أنا، قال: «فمن شهد منكم اليوم جنازة» قال أبو بكر: أنا، قال: «فمن عاد منكم اليوم مريضا» قال أبو بكر: أنا.

7 - أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال ثنا أبي عن شعيب عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: «من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة هذا خير وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من الريان» قال أبو بكر: هل على الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى منها أحد يا رسول الله؟ قال: «نعم وأرجو أن تكون منهم».

8 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا حميد بن عبد الرحمن عن سلمة بن نبيط عن نعيم عن نبيط عن سالم بن عبيد قال وكان من أصحاب الصفة قال: قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، قال عمر: سيفان في غمد واحد إذا لا يصلحان، ثم أخذ بيد أبي بكر فقال: من له هذه الثلاث {إذ يقول لصاحبه} من صاحبه {إذ هما في الغار} من هما {إن الله معنا} مع من؟ ثم بايعه ثم قال: بايعوا، فبايع الناس أحسن بيعة وأجملها.

9 - أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان قال ثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «ما نفعنا مال ما نفعنا مال أبي بكر» قال فبكى أبو بكر وقال: وهل أنا ومالي إلا لك.

فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

10 - أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنا أبو داوود الحفري عمر بن سعد قال: ثنا سفيان عن أبي الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله قال: «بينما رجل يسوق بقرة فأراد أن يركبها فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا ليحرث علينا» فقال من حوله: سبحان الله سبحان الله، فقال رسول الله : «آمنت به أنا وأبو بكر وعمر» وما هما ثم. قال: «وبينما رجل في غنم له فجاء الذئب فأخذ شاة منها فتبعها الراعي ليأخذها فقال الذئب فكيف تصنع يوم السباع يوم لا راعي لها غيري» فقال من حوله: سبحان الله، فقال: «آمنت به أنا وأبو بكر وعمر» وما هما ثم.

11 - أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال عن محمد بن عيسى وهو ابن القاسم بن سميع قال ثنا عبيد الله بن عمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن النبي أقبل على الناس فقال: «بينما رجل يسوق بقرة أراد أن يركبها فأقبلت عليه فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحراثة» فقال من حوله: سبحان الله تكلمت بقرة، فقال رسول الله : «فإني آمنت به وأبو بكر وعمر» وليس هما ثم، «وقال رجل بينما أنا في غنم إذ أقبل ذئب فأخذ شاة فطلبتها فأخذتها منه فقال لي كيف لها يوم السبع حيث لا يكون لها راعي غيري» قالوا: سبحان الله تكلم ذئب، فقال رسول الله : «فإني آمنت به وأبو بكر وعمر» وليسا ثم.

12 - أخبرنا الربيع بن سليمان قال ثنا شعيب بن الليث عن أبيه عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: انصرف رسول الله من الصلاة فأقبل على أصحابه فقال: «بينما رجل يسوق بقرة فبدا له أن يركبها فأقبلت عليه فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحراثة» فقال من حوله: سبحان الله سبحان الله، فقال رسول الله : «فإني آمنت به أنا وأبو بكر وعمر، وبينما رجل في غنمه إذ جاء الذئب فأخذ شاة من غنمه فطلب راعيها فلما أدركه لفظها وأقبل عليه فقال من لها يوم السبع لا يكون لها راع غيري» فقال من حوله: سبحان الله سبحان الله، فقال رسول الله : «فإني آمنت به أنا وأبو بكر وعمر».

13 - أخبرنا سليمان بن داوود عن ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أنهما سمعا أبا هريرة يقول: قال رسول الله : «بينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها التفتت إليه البقرة فقالت إني لم أخلق لهذا ولكنا خلقنا للحرث» فقال الناس: سبحان الله -تعجبا- بقرة تتكلم، فقال رسول الله : «فإني أومن به وأبو بكر وعمر» قال أبو هريرة: قال رسول الله : «بينا راعي في غنمه عدا الذئب فأخذ شاة فطلبه الراعي يستنقذها منه فالتفت الذئب إليه فقال من لها يوم السبع يوم ليس لها راعي غيري» قال الناس: سبحان الله، قال رسول الله : «فإني أومن بذلك أنا وأبو بكر وعمر».

14 - أخبرني محمد بن آدم قال ثنا ابن المبارك عن عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة قال سمعت ابن عباس يقول: وضع عمر على سريره اكتنفه الناس يصلون عليه ويدعون قبل يرفع وأنا فيهم فلم يرعني إلا رجل قد أخذ منكبي من ورائي فالتفت إلى علي يترحم على عمر ثم قال: ما خلفت أحدا أحب إلي من أن ألقى الله بمثل عمله منك وايم الله إن كنت لأرى أن يجعلك الله مع صاحبيك وذلك أني كنت أسمع رسول الله يقول: «ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر» وإن كنت لأظن أن يجعلك الله معهما.

15 - أخبرني عمرو بن عثمان قال ثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن سعيد أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: «بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف وليغفر الله له ثم استحالت الدلو غربا فأخذها عمر بن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع ابن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن».

16 - أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال ثنا يحيى بن حماد قال أنا عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص قال: استعملني رسول الله على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة» قلت: من الرجال؟ قال: «أبوها» قلت: ثم من؟ قال فعد رجالا. قال أبو عبد الرحمن: بعض حروف أبي عثمان لم تصح.

17 - أخبرنا زكريا بن يحيى قال ثنا إسحاق قال أنا وكيع قال ثنا أبو العميس عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت: قبض رسول الله ولم يستخلف، قالت: وقال رسول الله : «لو كنت مستخلفا أحدا لاستخلفت أبا بكر وعمر».

18 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا الليث عن ابن عجلان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن عائشة قالت قال رسول الله : «قد كان يكون في الأمة محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر بن الخطاب».

19 - أخبرنا محمد بن رافع والحسن بن محمد قالا ثنا سليمان بن داوود قال أنا إبراهيم هو بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «قد كان فيما خلا قبلكم من الأمم ناس يحدثون فإن يكن في أمتي هذه أحد منهم فعمر بن الخطاب».

20 - أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله قال أنا يعقوب بن إبراهيم قال أنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني أبو أمامة بن سهل أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله : «ينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره» قالوا: فماذا أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: «الدين».

21 - أخبرنا نوح بن حبيب قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قال النبي : «بينما أنا نائم رأيت أني أتيت بقدح فشربت منه حتى إني أرى الري يخرج ثم أعطيت فضلي عمر» قالوا فما أولت يا رسول الله؟ قال: «العلم».

22 - أخبرني عمرو بن عثمان قال ثنا بقية قال حدثني الزبيدي قال أخبرني الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله قال: «بينا أنا نائم أتيت بقدح من لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر» قالوا: فما أولت ذلك؟ قال: «العلم».

23 - أخبرنا نصير بن الفرج قال ثنا شعيب بن حرب عن عبد العزيز ابن عبد الله بن أبي سلمة قال ثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «أريت أني دخلت الجنة وإذا قصر أبيض بفنائه جارية فقلت لمن هذا يا جبريل قال هذا لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك» فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أوعليك أغار.

24 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا سفيان عن عمرو عن جابر وابن المنكدر عن جابر قال النبي : «دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا أو دارا فقلت لمن هذا قالوا لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك يا أبا حفص فلم أدخلها» فبكى عمر وقال: أوعليك أغار يا رسول الله.

25 - أخبرنا عمرو بن علي قال ثنا المعتمر قال ثنا عبيد الله بن عمر عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله : «دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب قلت لمن هذا قالوا لرجل من قريش فما يمنعني أن أدخله يا ابن الخطاب إلا ما أعلم من غيرتك» قال: وعليك أغار يا رسول الله.

26 - أخبرنا علي بن حجر قال ثنا إسماعيل قال أنا حميد عن أنس أن النبي قال: «دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب قلت لمن هذا القصر قالوا لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت ومن هو قالوا عمر بن الخطاب».

27 - أخبرنا عمرو بن عثمان قال حدثني محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن - وأخبرني عمرو بن عثمان قال ثنا بقية عن الزبيدي قال أخبرني الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: بينا نحن جلوسا عند رسول الله قال: «بينا أنا نائم رأيتني في الجنة إذا امرأة توضأ إلى جانب القصر فقلت لمن هذا القصر فقالوا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا» فبكى عمر وهو في المجلس قال: عليك بأبي أغار يا رسول الله.

28 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن شعيب قال أنا الليث عن يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله وعنده نساء من نساء الأنصار يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب فدخل عمر ورسول الله يضحك فقال: أضحك الله سنك يا رسول الله، فقال رسول الله : «عجبت من هؤلاء اللائي كن عندي فلما سمعن صوتك تبادرن الحجاب» فقال عمر: وأنت أحق أن يهبن، ثم قال عمر: أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولم تهبن رسول الله ؟ قلن: نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ، قال رسول الله : «والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك غيره».

أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم

29 - أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال ثنا عمي قال أنا أبي عن صالح عن أبي الزناد أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أخبره أن عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث الخزاعي أخبره أن أبا موسى الأشعري أخبره: أن رسول الله كان في حائط بالمدينة على قف البئر مدليا رجليه فدق الباب أبو بكر فقال له رسول الله : «ائذن له وبشره بالجنة» ففعل فدخل أبو بكر فدلى رجليه، ثم دق الباب عمر فقال له رسول الله : «ائذن له وبشره بالجنة» ففعل، ثم دق عثمان الباب فقال له رسول الله : «ائذن له وبشره بالجنة وسيلقى بلاء».

30 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي قال دخل رسول الله حائطا من حوائط المدينة فقال لبلال: «أمسك علي الباب» فجاء أبو بكر فاستأذن ورسول الله جالس على القف مادا رجليه فجاء بلال فقال: هذا أبو بكر يستأذن فقال: «ائذن له وبشره بالجنة» فجاء فجلس ودلى رجليه على القف معه ثم ضرب الباب فجاء بلال فقال: هذا عمر يستأذن قال: «ائذن له وبشره بالجنة» قال فجاء فجلس معه على القف ودلى رجليه ثم ضرب الباب فجاء بلال فقال: هذا عثمان يستأذن قال: «ائذن له وبشره بالجنة ومعها بلاء».

31 - أخبرنا عبيد الله بن سعيد ومحمد بن المثنى واللفظ له عن يحيى عن عثمان بن غياث عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري قال: كان النبي في حائط فاستفتح رجل فقال رسول الله : «افتح له وبشره بالجنة» ففتحت له وبشرته بالجنة فإذا أبو بكر، ثم استفتح آخر فقال رسول الله : «افتح له وبشره بالجنة» فإذا عمر، ثم استفتح آخر فقال رسول الله : «افتح له وبشره بالجنة على بلوى» ففتحت له وبشرته بالجنة وأخبرته بالذي قال، قال: الله المستعان.

32 - أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال أنا يحيى قال ثنا ابن أبي عروبة، وأخبرنا عمرو بن علي قال أنا يزيد وهو ابن زريع ويحيى قالا ثنا سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صعد أحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله وقال: «اثبت نبي وصديق وشهيدان» اللفظ لعمرو.

33 - أخبرنا محمد بن بشار قال ثنا محمد بن عبد الله قال ثنا أشعث عن الحسن عن أبي بكرة أن النبي قال ذات يوم: «من رأى منكم رؤيا» فقال رجل: أنا رأيت ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ثم وزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ثم وزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان، فرأيت الكراهية في وجه رسول الله .

فضائل علي رضي الله عنه

34 - أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن خالد قال أنا شعبة عن عمرو ابن مرة قال سمعت أبا حمزة مولى الأنصار قال سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من صلى مع رسول الله ، وقال في موضع آخر: أول من أسلم علي.

35 - أخبرنا بشر بن هلال أنا جعفر يعني ابن سليمان قال أنا حرب بن شداد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: لما غزا رسول الله غزوة تبوك خلّف عليا بالمدينة فقالوا فيه: مله وكره صحبته، فتبع علي النبي حتى لحقه بالطريق فقال: يا رسول الله خلفتني بالمدينة مع الذراري والنساء حتى قالوا مله وكره صحبته، فقال له النبي : «يا علي إنما خلفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي».

36 - أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار قال أنا أبو نعيم قال ثنا عبد السلام عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص أن النبي قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى».

37 - أخبرنا علي بن مسلم قال ثنا يوسف بن يعقوب الماجشون أبو سلمة قال أخبرني محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب قال: سألت سعد بن أبي وقاص: فهل سمعت رسول الله لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس معي أو بعدي نبي» قال: نعم سمعته، قلت: أنت سمعته؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه قال: نعم وإلا فاستكتا.

38 - أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا أنا محمد قال أنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد قال: خلف رسول الله علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان، فقال: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي».

39 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا محمد قال أنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت إبراهيم بن سعد يحدث عن أبيه عن النبي أنه قال لعلي: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى».

40 - أخبرنا عمرو بن علي قال أنا يحيى بن سعيد قال أنا موسى الجهني قال: دخلت على فاطمة بنت علي فقال لها رفيقي عندك شيء عن والدك مثبت؟ قالت: حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

41 - أخبرنا محمد بن العلاء قال أنا أبو معاوية قال أنا الأعمش عن سعيد عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله : «من كنت وليه فعلي وليه».

42 - أخبرنا أبو داوود سليمان بن سيف قال ثنا أبو نعيم قال أنا عبد الملك بن أبي غنية قال ثنا الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال: خرجت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت على النبي فذكرت عليا فتنقصته فجعل رسول الله يتغير وجهه قال: «يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

43 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا جعفر وهو ابن سليمان عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله : «إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي».

44 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا يحيى بن آدم قال أنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال حدثني حبشي بن جنادة السلولي قال: قال رسول الله : «علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي».

45 - أخبرنا محمد بن المثنى قال ثنا يحيى بن حماد قال ثنا أبو عوانة عن سليمان قال ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله عن حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: «كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» ثم قال: «إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن» ثم أخذ بيدي علي فقال: «من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» فقلت لزيد: سمعته من رسول الله ؟ قال: ما كان في الدوحات رجل إلا رآه بعينه وسمعه بإذنه.

46 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا يعقوب عن أبي حازم قال أخبرنا سهل بن سعد أن رسول الله قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية غدا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله كلهم يرجوا أن يعطاها قال: «أين علي بن أبي طالب» فقال: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال فأرسلوا إليه فأتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم».

47 - أخبرنا العباس بن عبد العظيم قال ثنا عمر بن عبد الوهاب قال أنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن منصور عن ربعي عن عمران بن حصين أن النبي قال: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو قال يحبه الله ورسوله» فدعا عليا وهو أرمد ففتح الله على يعني يديه.

48 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال ثنا يعلى بن عبيد قال ثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» فتطاول القوم فقال: «أين علي» قالوا يشتكي عينيه فدعا به فبزق نبي الله في كفيه ثم مسح بهما عيني علي ودفع إليه الراية ففتح الله عليه يومئذ.

49 - قرأت على محمد بن سليمان عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر محمد بن علي عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ولم يقل مرة عن أبيه قال: كنا عند النبي وعنده قوم جلوس فدخل علي فلما دخل خرجوا فلما خرج تلاوموا فقالوا: والله ما أخرجنا وأدخله فرجعوا فدخلوا فقال: «والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم نبي الله أدخله وأخرجكم».

50 - أخبرنا محمد بن العلاء قال ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.

51 - وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع عن هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم قسما أن هذه الآية نزلت في الذين تبارزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة.

أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم

52 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا يزيد قال أنا العوام قال حدثني سعيد بن جمهان عن سفينة مولى رسول الله قال: قال رسول الله : «الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملكا بعد ذلك» قال فحسبنا فوجدنا أبا بكر وعمر وعثمان وعليا.

53 - أخبرنا عبدة بن عبد الله والقاسم بن زكريا عن حسين عن زائدة عن حسين بن عبيد الله عن الحر بن صياح عن عبد الرحمن بن الأخنس عن سعيد بن زيد قال: اهتز حراء فقال رسول الله : «اثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» وعليه رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأنا.

فضائل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

54 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا عبد الوهاب قال أنا خالد عن عكرمة عن أبي هريرة قال: ما احتذى النعال ولا ركب الكور ولا ركب المطايا بعد رسول الله أفضل من جعفر بن أبي طالب.

55 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا يزيد بن هارون قال أنا إسماعيل عن عامر عامر قال: كان ابن عمر إذا سلم على عبد الله بن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.

56 - أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم قال أخبرني محمد بن علي قال أبي أنا قال أنا عبد الله عن الأسود بن شيبان عن خالد بن شمير عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن رسول الله صعد المنبر فأمر المنادي أن ينادي الصلاة جامعة فقال رسول الله : ثاب خبر ثاب خبر ثاب خبر ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا حتى إذا لقوا العدو لكن زيد أصيب شهيدا فاستغفروا له ثم أخذ اللواء جعفر فشد على القوم فقتل شهيدا أنا أشهد له بالشهادة فاستغفروا له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا فاستغفروا له ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد، ولم يكن من الأمراء، فرفع رسول الله ضبعيه وقال: «اللهم هذا سيف من سيوفك فانتصر به» فيومئذ سمي خالد سيف الله.

57 - أخبرنا محمد بن المثنى قال أنا وهب بن جرير قال أنا أبي قال سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر أن النبي أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ثم أتاهم فقال: «لا تبكوا أخي بعد اليوم» ثم قال: «ايتوني بني أخي» فجيء بنا كأنا أفراخ فأمر بحلق رؤوسنا ثم قال: «أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي» ثم أخذ بيدي ثم قال: «اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه».

فضائل الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وعن أبويهما

58 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال أنا أبو داوود عن سفيان عن عمرو بن سعيد عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال: إني مع أبي بكر حين مر على الحسن فوضعه على عنقه ثم قال: بأبي شبيه النبي لا شبه علي، وعلي معه فجعل يضحك.

59 - أخبرنا عمرو بن علي قال أنا يحيى قال أنا إسماعيل قال أنا أبو جحيفة قال: رأيت رسول الله وكان الحسن بن علي يشبهه.

60 - أخبرنا علي بن الحسين قال أنا أمية بن خالد قال أنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال رأيت رسول الله والحسن على عاتقه وهو يقول: «اللهم إني أحب هذا فأحبه».

61 - أخبرنا الحسن بن حريث قال أنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة أن النبي قال للحسن: «اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه».

62 - أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال أنا خالد بن الحارث عن أشعث عن الحسن عن بعض أصحاب النبي يعني أنسا قال: لقد رأيت رسول الله يخطب والحسن على فخذه فيتكلم ما بدا له ثم يقبل عليه فيقبله فيقول: «اللهم إني أحبه فأحبه» قال: ويقول: «إني لأرجو أن يصلح به بين فئتين من أمتي».

63 - أخبرنا عبد الله بن سعيد قال أنا سفيان عن أبي موسى عن الحسن عن أبي بكرة قال رأيت رسول الله وهو محتضن الحسن ويقول: «إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح على يديه بين فئتين من المسلمين».

64 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال أنا خالد قال ثنا أشعث عن الحسن عن بعض أصحاب النبي قال: يعني أنس بن مالك قال: دخلت أو ربما دخلت على رسول الله والحسن والحسين يتقلبان على بطنه ويقول: «ريحانتي من هذه الأمة».

65 - أخبرنا عمرو بن منصور قال ثنا أبو نعيم قال أنا سفيان عن أبي الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني» الحسن والحسين.

66 - أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان عن مروان عن الحكم وهو ابن أبي نعيم بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا».

67 - أخبرنا الحسن بن إسحاق قال ثنا عبيد الله قال أنا علي بن صالح عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: كان النبي يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أراد أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما صلى وضعهما في حجره ثم قال: «من أحبني فليحب هذين».

68 - أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال أنا يحيى عن التيمي وأخبرنا الحسن بن قزعة عن سفيان بن حبيب قال أنا التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال: كان رسول الله يأخذني والحسن بن علي فيقول: «اللهم أحبهما فإني أحبهما».

حمزة بن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما

69 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا عبد الرحمن قال أنا سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم لقد نزلت هذه الآية {خصمان اختصموا في ربهم} في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة اختصموا يوم بدر.

العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

70 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا عبيد الله عن إسرائيل عن عبد الأعلى أنه سمع سعيد بن جبير يقول أخبرني ابن عباس أن النبي قال: «إن العباس مني وأنا منه».

71 - أخبرنا حميد بن مخلد قال أنا علي بن عبد الله قال ثنا محمد بن طلحة التيمي قال ثنا نافع أبو سهيل عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله للعباس بن عبد المطلب: «هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها».

72 - أخبرنا زكريا بن يحيى قال ثنا إسحاق قال أنا جرير عن أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سمرة بن عمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فجلسنا إليه فقال الحصين: يا زيد حدثنا ما سمعت من رسول الله وما شهدت معه؟ قال: قام رسول الله بماء يدعى خميا فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: «أما بعد أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ومن استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه وتركه كان على الضلالة وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي» ثلاث مرات، قال حصين: فمن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة، قال: من هم؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس.

73 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال حدثني المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله مغضبا وأنا عنده فقال: «ما أغضبك؟» قال: يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، فغضب رسول الله حتى احمر وجهه ثم قال: «والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله» ثم قال: «يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني إنما عم الرجل صنو أبيه».

عبد الله بن العباس بن عبد المطلب حبر الأمة وعالمها وترجمان القرآن رضي الله عنه

74 - أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر قال أنا أبو النضر هاشم قال أنا ورقاء بن عمر اليشكري قال: سمعت عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن العباس أن النبي دخل الخلاء فوضعت له ماء فجاء النبي فقال: «من صنع ذا» قلت: ابن عباس، قال: «اللهم فقهه».

75 - أخبرنا محمد بن حاتم قال أنا القاسم بن مالك عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس قال: دعا لي رسول الله أن يؤتيني الحكمة مرتين.

76 - أخبرنا عمران بن موسى قال ثنا عبد الوارث قال أنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال ضمني رسول الله إلى صدره وقال: «اللهم علمه الحكمة».

زيد بن حارثة رضي الله عنه

77 - أخبرنا عمر بن محمد بن الحسن قال أنا أبي قال ثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن أنس قال لما انقضت عدة زينب قال رسول الله : «يا زيد ما أحد أوثق في نفسي ولا آمن عندي منك فاذكرها علي» فانطلقت فإذا هي تخبز عجينها فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما استطعت أن أنظر إليها حين علمت أن رسول الله ذكرها فوليتها ظهري وقلت: يا زينب أبشري أرسلني نبي الله يذكرك، فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله فدخل عليها بغير إذن.

78 - أخبرنا علي بن حجر عن إسماعيل عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله بعث بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد وطعن بعض الناس في أمرته فقال رسول الله : «إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل وايم الله إن كان لخليقا للإمرة وإن كان من أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده».

79 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا محمد بن عبيد قال أنا وائل بن داود قال سمعت البهي يحدث أن عائشة كانت تقول: ما بعث رسول الله زيد بن حارثة في جيش قط إلا وأمره عليهم ولو بقي بعده لاستخلفه.

قال أبو عبد الرحمن: اسم البهي عبد الله.

أسامة بن زيد رضي الله عنه

80 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا ابن أبي عدي عن سليمان عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال كان رسول الله يأخذ بيدي ويد الحسن فيقول: «اللهم إني أحبهما فأحبهما».

81 - أخبرنا سوار بن عبد الله بن سوار قال أنا المعتمر عن أبيه قال سمعت أبا تميمة يحدث عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال: كان نبي الله يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ثم يضعنا ثم يقول: «اللهم أحبهما فإني أحبهما».

82 - أخبرنا هارون بن موسى قال أنا محمد بن فليح عن موسى ابن عقبة عن الزهري قال: قال سالم بن عبد الله قال عبد الله: طعن الناس في إمارة ابن زيد فقام رسول الله فقال: «إن تطعنوا في إمارة ابن زيد فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله وايم الله إن كان حقيقا للإمارة وإن كان لمن أحف الناس كلهم إلي وإن هذا لأحب الناس إلي بعده فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم».

83 - أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث قال أنا المعافى قال أنا زهير قال أنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر قال: أمر رسول الله أسامة فبلغه أن الناس يعيبون أسامة ويطعنون في إمارته فقال: «إنكم تعيبون أسامة وتطعنون في إمارته وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل وإن كان لخليقا للإمارة وإن كان لأحب الناس كلهم إلي وإن ابنه هذا من بعده لأحب الناس إلي فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم». قال سالم: فما سمعت عبد الله بن عمر يحدث هذا الحديث قط إلا قال: ما حاشا فاطمة.

زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه

84 - أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر قال أنا أبو أسامة قال أنا هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول: ما منكم اليوم أحد على دين إبراهيم غيري، وكان يقول: إله إلهي إبراهيم وديني دين إبراهيم، قال وذكره النبي فقال: «يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين عيسى».

85 - أخبرنا موسى بن حزام قال أنا أبو أسامة عن محمد بن عمرو من أبي سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أسامة بن زيد عن زيد بن حارثة قال: خرج رسول الله وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب فذبحنا له شاة ثم صنعناها له حتى إذا نضجت جعلناها في سفرتنا ثم أقبل رسول الله يسير وهو مردفي في يوم حار من أيام مكة حتى إذا كنا بأعلى الوادي لقيه زيد بن عمرو بن نفيل فحيا أحدهما الآخر بتحية الجاهلية فقال له رسول الله : ما لي أرى قومك قد شنفوا لك؟ فقال: أما والله إن ذلك لبغير نائرة كانت مني إليهم ولكني أراهم على ضلالة فخرجت ابتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار يثرب فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت حتى أقدم على أحبار خيبر فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت ما هذا بالدين الذي أبتغي فخرجت حتى قدمت على أحبار فدك فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت ما هذا بالدين الذي أبتغي خرجت حتى أقدم على أحبار أيلة فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به فقلت ما هذا بالدين الذي أبتغي فقال لي حبر من أحبار الشام: أتسل عن دين ما تعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخا بالجزيرة فخرجت فقدمت عليه فأخبرته بالذي خرجت له فقال إن كل من رأيت في ضلال إنك تسل عن دين هو دين الله ودين ملائكته وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج يدعو إليه ارجع فصدقه واتبعه وآمن بما جاء به فلم أحس نبيا بعد. وأناخ رسول الله البعير الذي تحته ثم قدمنا إليه السفرة التي كان فيه الشواء فقال: ما هذا؟ قلنا: هذه الشاة ذبحناها لنصب كذا وكذا، فقال: إني لا آكل شيئا ذبح لغير الله. ثم تفرقنا وكان صنمان من نحاس يقال لها إساف ونائلة فطاف رسول الله وطفت معه فلما مررت مسحت به فقال رسول الله : «لا تمسه» وطفنا فقلت في نفسي لأمسنه أنظر ما يقول فمسحته فقال رسول الله : «لا تمسه ألم تنه» قال: فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلم صنما حتى أكرمه الله بالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب، قال: ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث النبي فقال رسول الله : «يأتي يوم القيامة أمة وحده».

86 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا عفان قال أنا وهيب قال حدثني موسى بن عقبة قال أنا سالم أنه سمع عبد الله بن عمر يحدث عن رسول الله أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل عليه الوحي فقدم إليه رسول الله سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون على أصنامكم ولا آكل إلا ما ذكر إسم الله عليه. حدث بهذا عبد الله بن عمر عن رسول الله .

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه

87 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا جرير عن حصين عن هلال عن عبد الله بن ظالم قال دخلت على سعيد بن زيد فقلت: ألا تعجب من هذا الظالم أقام خطباء يشتمون عليا، فقال: أوقد فعلوها، أشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لصدقت، كنا مع رسول الله على حراء فتحرك فقال: «اثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» قلت: ومن كان على حراء فقال رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد، قلنا: فمن العاشر؟ قال: أنا.

88 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا ابن إدريس قال: سمعت حصينا يحدث بهذا الإسناد مثله. هلال بن يساف لم يسمعه من عبد الله بن ظالم.

89 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا عبيد الله بن سعيد قال أنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن ابن حيان عن عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد قال: تحرك حراء فقال رسول الله : فذكر مثله.

90 - أخبرنا محمد بن المثنى قال أنا يحيى بن سعيد قال أنا صدقة بن المثنى قال حدثني جدي رياح بن الحارث أن سعيد بن زيد قال: أشهد على رسول الله بما سمعته أذناي ووعاه قلبي وإني لم أكن لأروي عليه كذبا يسألني عنه إذا لقيته أنه قال: «أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة وطلحة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن مالك في الجنة» وتاسع المؤمنين في الجنة لو شئت أن أسميه لسميته، فرج أهل المسجد يناشدونه: يا صاحب رسول الله من التاسع؟ قال: ناشدتموني بالله العظيم، أنا تاسع المؤمنين ورسول الله العاشر.

أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

91 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله : «أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة -وقال مرة أخرى وعلي في الجنة وعثمان في الجنة- وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة».

92 - أخبرنا محمد بن أبان قال أنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة عن عمر ابن سعيد عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه أن سعيد بن زيد حدثه في نفر أنه سمع رسول الله قال: «عشرة في الجنة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن وأبو عبيدة بن عبد الله وسعد بن أبي وقاص» فعد هؤلاء التسعة ثم سكت عن العاشر فقال القوم: ننشدك الله يا أبا الأعور أنت العاشر؟ قال: إذ نشدتموني بالله أبا الأعور في الجنة.

93 - أخبرنا أحمد بن حرب قال أنا قاسم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن عبد الله بن مسعود قال: إن العاقب والسيد صاحبي نجران أتيا رسول الله فأرادا أن يلاعناه فقال أحدهما: لا تلاعنه فو الله لئن كان نبيا لعلنا لا نفلح ولا عقبنا من بعدنا، قالا له: نعطيك ما سألت فابعث معنا رجلا أمينا حق أمين، فاستشرف لها أصحاب محمد قال: «قم يا أبا عبيدة بن الجراح» فلما قفى قال: «هذا أمين هذه الأمة».

94 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا أبو داوود الحفري قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال: جاء العاقب والسيد وهما صاحبا نجران إلى رسول الله فقالا: ابعث معنا رجلا أمينا حق أمين، فجثا الناس فقال: «قم يا أبا عبيدة».

95 - أخبرنا نصر بن علي بن نصر وإسماعيل بن مسعود عن خالد قال ثنا شعبة أن أبا إسحاق أخبرهم قال سمعت صلة بن زفر يقول: سمعت حذيفة ذكر أهل نجران أتوا رسول الله فقالوا: ابعث علينا رجلا أمينا، قال: «لأبعثن عليكم رجلا أمينا حق أمين» فاستشرف لها أصحاب رسول الله فبعث أبا عبيدة.

96 - أخبرنا حميد بن مسعدة في حدثيه عن بشر بن المفضل قال أنا خالد؛ وأخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا ابن أبي عدي عن خالد وقال أبو قلابة قال أنس: قال رسول الله : «لكل أمة أمين وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح».

97 - أخبرنا عمران بن موسى عن عبد الوارث قال أنا الجريري عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة قلت: أي أصحاب رسول الله كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر ثم عمر ثم أبو عبيدة بن الجراح، قلت: ثم من؟ فسكتت.

98 - أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم وموسى بن عبد الرحمن واللفظ له قال أنا جعفر بن عون عن أبي عميس عن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة وسئلت من كان رسول الله مستخلفا لو استخلف؟ قالت: أبو بكر، ثم قيل لها: من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر، ثم قيل لها من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، ثم انتهت إلى ذا.

عبيدة بن الحارث رضي الله عنه

99 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال سمعت أبا ذر يقسم قسما لقد أنزلت هذه الآية {هذان خصمان اختصموا في ربهم} في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة اختصموا يوم بدر.

عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

100 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا عبد الواحد عن الحسن ابن عبيد قال ثنا الحر بن صياح عن عبد الرحمن بن الأخنس قال قام سعيد بن زيد فقال سمعت رسول الله يقول: «أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة» ولو شئت أن أسمي التاسع لسميت فظنناه يعني نفسه.

101 - أخبرنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا ثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم قال: خطب المغيرة بن شعبة فسب عليا فقال سعيد بن زيد: أشهد على رسول الله لسمعته يقول: «اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» وعليه رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد. هلال بن يساف لم يسمعه من عبد الله بن ظالم.

102 - أخبرني محمد بن عبد الله بن عمر قال ثنا قاسم الجرمي قال ثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن فلان بن حيان عن عبد الله بن ظالم قال: استقبلت سعيد بن زيد قال: أمراؤنا يأمروننا أن نلعن إخواننا وإنا لا نلعنهم ولكن نقول عفا الله لهم، سمعت رسول الله يقول: «ستكون بعدي فتن يكون فيها ويكون» فقال رجل: لئن أدركناها لنهلكن، قال: «بحسبكم القتل» قال ثم جاء رجل فقال: إني أحببت عليا لم أحبه شيئا قط، قال: أحببت رجلا من أهل الجنة، ثم أنشأ يحدث قال: كان رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد ولو شئت عددت العاشر -يعني نفسه- فقال: «اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد».

طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

103 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عبد العزيز عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله : «اهده فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد».

104 - أخبرنا محمد بن العلاء قال أنا ابن إدريس قال أنا حصين عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم؛ وعن سفيان بن منصور عن هلال عن عبد الله بن ظالم وذكر سفيان رجلا فيما بينه وبين عبد الله بن ظالم قال: سمعت سعيد بن زيد قال: لما قدم معاوية الكوفة أقام مغيرة بن شعبة خطباء يتناولون عليا فأخذ بيدي سعيد بن زيد فقال: ألا ترى هذا الظالم الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة فأشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر قلت: من التسعة؟ قال: قال رسول الله وهو على حراء: «اثبت إنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» قال: ومن التسعة؟ قال رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن، قلت: من العاشر؟ قال: أنا.

الزبير بن العوام رضي الله عنه

105 - أخبرنا معاوية بن صالح قال أنا زكرياء بن عدي قال أنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان قال لا إخاله يتهم علينا قال: أصاب عثمان رعاف سنة الرعاف فقيل له: استخلف، فقال فقالوا: الزبير، فقال: أما والله والذي نفسي بيده إن كان لأخيرهم وأحبهم إلى رسول الله .

106 - أخبرنا حاجب بن سليمان عن وكيع عن شعبة عن حر بن صياح عن عبد الرحمن بن الأخنس قال: شهدت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عند المغيرة بن شعبة فذكر من علي شيئا فقال: سمعت رسول الله يقول: «عشرة من قريش في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي في الجنة وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد بن عمرو».

107 - أخبرنا القاسم بن زكريا قال أنا أبو أسامة عن هشام بن عروة وسفيان بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله : «من يأتينا بخبر القوم» فقال الزبير: أنا، فقال رسول الله : «إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير».

108 - أخبرنا أحمد بن حرب قال ثنا أبو معاوية عن هشام عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي : «الزبير هو ابن عمتي وحواري من أمتي».

109 - أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم قال أنا حبان قال أنا عبد الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الرحمن بن الزبير قال: كنت يوم الأحزاب جُعلت أنا وعمر بن سلمة مع النساء فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى قريظة مرتين أو ثلاثا فلما رجع قلت له: يا أبت رأيتك تختلف، قال: أوهل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم، قال فإن رسول الله قال: «من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم» فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله أبويه فقال: «فداك أبي وأمي».

110 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا عبدة بن سليمان قال أنا هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عبد الله الزبير عن الزبير قال: جمع لي رسول الله أبويه يوم قريظة فقال: «فداك أبي وأمي».

سعد بن مالك رضي الله عنه

111 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا يحيى بن سعيد عن يحيى ابن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعد بن مالك يقول: جمع لي رسول الله أبويه يوم أحد.

112 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا الليث؛ وأخبرنا علي بن خشرم قال أنا عيسى عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب عن سعد قال: جمع لي رسول الله أبويه يوم أحد قال: «ارم فداك أبي وأمي». قال قتيبة: وهو يقاتل، ولم يذكر قتيبة "ارم".

113 - أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث قال أنا أبو صالح قال أنا أبو إسحاق عن يحيى بن سعيد قال أخبرني عبد الله بن عامر عن عائشة قالت: كان رسول الله في أول ما قدم المدينة يسهر من الليل فقال: «ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة» فبينما نحن كذلك إذ سمعنا صوت السلاح قال رسول الله : «من هذا» قال: أنا سعد جئت أحرسك، قالت: ونام رسول الله .

114 - أخبرنا محمد بن المثنى عن يحيى بن سعيد قال أنا إسماعيل قال أنا قيس قال: سمع سعد بن مالك يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله.

115 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا محمد بن عبيد قال أنا صدقة بن المثنى عن جده رياح بن الحارث عن سعيد بن زيد قال: أشهد على رسول الله أنه قال: «أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة» ولو شئت أن أسمي التاسع لسميته: أنا تاسع المؤمنين ورسول الله العاشر.

116 - أخبرنا عمرو بن علي قال أنا يحيى قال أنا سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد قال: نزل فيّ وفي ستة من أصحاب رسول الله منهم ابن مسعود، قالوا: يا رسول الله لو طردت هؤلاء السفلة عنك هم الذين يلونك، فوقع في نفس رسول الله فنزلت هذه الآية: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} إلى قوله {أليس الله بأعلم بالشاكرين}.

سعد بن معاذ سيد الأوس رضي الله عنه

117 - أخبرنا محمد بن المثنى قال ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول: أتي رسول الله بثوب حرير فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه فقال رسول الله : «لمناديل سعد في الجنة خير من هذا».

118 - أخبرنا عمرو بن علي عن محمد قال أنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ فأرسل رسول الله إلى سعد بن معاذ فأتاه على حمار فلما دنا قريبا من المسجد قال رسول الله للأنصار: «قوموا إلى سيدكم» ثم قال: «إن هؤلاء نزلوا على حكمك» قال: تقتل مقاتلتهم وتسبى ذريتهم، قال النبي : «قضيت بحكم الله» وربما قال: «قضيت بحكم الملك».

119 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال أنا أبو عامر عن محمد بن صالح وأخبرنا هارون بن عبد الله قال أنا أبو عامر عن محمد بن صالح عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه: أن سعدا حكم على بني قريظة أن يقتل منهم كل من جرت عليه المواسي وأن تسبى ذراريهم وأن تقسم أموالهم، فذكر ذلك للنبي فقال: «لقد حكم فيهم حكم الله الذي حكم به فوق سبع سماواته».

120 - أخبرنا الحسين بن حريث قال أنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن يحيى بن سعيد ويزيد بن عبد الله بن أسامة وهو ابن الهاد عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله لسعد وهو يدفن: «إن هذا العبد الصالح تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء».

121 - أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال أنا يحيى عن عوف قال حدثني أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي قال: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ».

سعد بن عبادة سيد الخزرج رضي الله عنه

122 - أخبرنا الحسن بن أحمد قال ثنا أبو الربيع قال ثنا حماد قال ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء} قال سعد بن عبادة: يا رسول الله فإن أنا رأيت لكاع قد تفخذها رجل لا أجمع الأربعة حتى يقضي الآخر حاجته، فقال رسول الله : «اسمعوا ما يقول سيدكم».

ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه

123 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال أنا المعتمر وهو ابن سليمان عن أبيه عن ثابت عن أنس بن مالك قال: لما نزلت {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} قال: قال ثابت ابن قيس: أنا والله الذي كنت أرفع صوتي عند رسول الله وإني أخشى أن يكون الله عز وجل غضب علي، فحزن واصفر، ففقده النبي فسأل عنه فقيل: يا نبي الله إنه يقول إني أخشى أن يكون من أهل النار أني كنت أرفع صوتي عند النبي ، فقال نبي الله : «بل هو من أهل الجنة» قال: فكنا نراه يمشي بين أظهرنا رجل من أهل الجنة.

124 - أخبرنا محمد بن المثنى قال أنا خالد قال أنا حميد عن أنس قال خطب ثابت بن قيس بن شماس مقدم رسول الله المدينة فقال: نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وأولادنا، فما لنا؟ قال: «الجنة» قال: رضينا.

معاذ بن جبل رضي الله عنه

125 - أخبرنا عمرو بن يزيد قال أنا بهز بن أسد قال أنا شعبة قال عمرو بن مرة أخبرني عن إبراهيم عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو بن العاصي فقال: لا أزال أحبه بعدما سمعت رسول الله يقول: «استقرئوا القرآن أربعة» فذكر عبد الله بن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل.

معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنه

126 - أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال أنا عبد الرحمن قال أنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح نعم الرجل ثابت بن قيس نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل سهل بن بيضاء».

قال عبد الرحمن: كذا قال سهل بن بيضاء.

حارثة بن النعمان رضي الله عنه

127 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل قال ثنا حميد عن أنس: أن أم حارثة أتت رسول الله وقد هلك حارثة يوم بدر وأصابه سهم غرب قالت: يا رسول الله قد علمت موقع حارثة من قلبي فإن كان في الجنة لم أبك عليه وإلا فسوف ترى ما أصنع، فقال لها: «هبلت أوجنة واحدة هي، إنها لجنان كثيرة وإنه لفي الفردوس الأعلى».

128 - أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم قال أنا حبان قال أنا عبد الله عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: انطلق حارثة ابن عمتي نظارا يوم بدر ما انطلق لقتال فأصابه سهم فقتله فجاءت عمتي أمه إلى النبي فقالت: يا رسول الله ابني حارثة إن يكن في الجنة أصبر وأحتسب وإلا فسترى ما أصنع، فقال النبي : «يا أم حارثة إنها لجنان كثيرة وإن حارثة في الفردوس الأعلى».

129 - أخبرنا محمد بن رافع قال أنا عبد الرزاق قال أنا معمر؛ وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن الزهري عن عمرة عن عائشة عن رسول الله قال: «نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قراءة تقرأ فقلت من هذا فقيل قراءة حارثة بن النعمان» قال رسول الله : «كذاك البر كذاك البر كذاك البر» وكان من أبر الناس بأمه. واللفظ لإسحاق.

130 - أخبرنا محمد بن نصر قال أنا أيوب بن سليمان بن بلال قال حدثني أبو بكر عن سليمان عن محمد وموسى قالا أنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال النبي : «إني أراني في الجنة فينما أنا فيها سمعت صوت رجل يقرأ بالقرآن فقلت من هذا قالوا حارثة بن النعمان كذاك البر كذاك البر كذاك البر».

بلال بن رباح رضي الله عنه

131 - أخبرنا نصير بن الفرج قال أنا شعيب بن حرب عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة قال أنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «أريت أني دخلت الجنة وسمعت خشفا أمامي فقلت من هذا يا جبريل قال هذا بلال فإذا قصر أبيض بفنائه جارية فقلت لمن هذا يا جبريل قال هذا لعمر بن الخطاب».

132 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال أنا أبو أسامة قال أخبرني أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله لبلال عند صلاة الفجر: «حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام فإني سمعت البارحة خشف نعليك بين يدي في الجنة» قال: ما عملت في الإسلام أرجى عندي أني لم أطهر طهورا تاما في ساعة من الليل ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي.

133 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا عبيد الله بن موسى قال أنا إسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع رسول الله ونحن ستة نفر فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فإنهم وإنهم، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت أسماءهما قال: فوقع يعني في نفسه ما شاء الله وحدث به نفسه فأنزل الله عز وجل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} إلى {الظالمين}.

أبي بن كعب رضي الله عنه

134 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال أنا خالد قال أنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنسا يقول: قال رسول الله لأبي بن كعب: «إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك القرآن» قال: وسماني؟ قال: «سماك» فبكى.

135 - أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب قال أنا سليمان بن عامر قال سمعت الربيع بن أنس يقول: قرأت القرآن على أبي العالية وقرأ أبو العالية على أبي، وقال أبي: قال لي رسول الله : «أمرت أن أقرئك القرآن» قال: أوذكرت هناك؟ قال: «نعم» فبكى أبي قال: ولا أدري شوقا أو خوفا.

136 - أخبرنا عمرو بن علي قال أنا يحيى قال أنا سفيان قال أنا سلمة بن كهيل عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: صلى النبي الفجر فترك آية فقال: «أفي القوم أبي بن كعب» فقال: يا رسول الله نسيت آية كذا وكذا أو نسخت؟ قال: «نسيتها».

137 - أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان عن أبي معاوية عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : «خذوا القرآن من أربعة ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة».

138 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا عفان بن مسلم قال أنا وهيب قال أنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس أن النبي قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأصدقهم حياء عثمان وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب وأفرضهم زيد بن ثابت وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وإن لكل أمة أمينا ألا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح».

أسيد بن حضير رضي الله عنه

139 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار قال أنا معافى بن عمران عن سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح».

140 - أخبرنا أحمد بن سعيد قال أنا يعقوب بن إبراهيم قال أنا أبي قال حدثني يزيد بن الهاد أن عبد الله بن خباب حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه: أن أسيد بن حضير بينا هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه فقرأ ثم جالت أخرى فقرأ ثم جالت أيضا، قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها، قال فغدوت على رسول الله فقلت: يا رسول الله بينا أنا البارحة من جوف الليل في مربدي إذ جالت فرسي فقال رسول الله : «اقرأ ابن حضير» فقرأت ثم جالت أيضا فقال رسول الله : «اقرأ ابن حضير» فقرأت فكان يحيى قريبا منها فخشيت أن تطأه فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها فقال رسول الله : «تلك الملائكة كانت تسمع لك ولو قرأت لأصبحت تراها الناس لا تستتر منهم».

عباد بن بشر رضي الله عنه

141 - أخبرنا أبو بكر بن نافع قال أنا بهز بن أسد قال أنا حماد قال أنا ثابت عن أنس: أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر كانا عند رسول الله في ليلة ظلماء حندس فخرجا من عنده فأضاءت عصا أحدهما فجعلا يمشيان بضوئهما فلما تفرقا أضاءت عصا الآخر.

جليبيب رضي الله عنه

142 - أخبرنا عبد الله بن الهيثم قال أنا هشام بن عبد الملك قال أنا حماد بن سلمة عن ثابت عن كنانة بن نعيم عن أبي برزة أن رسول الله لقي العدو فقال: «هل تفقدون من أحد» قالوا: نعم فقدنا فلانا وفلانا، فقال: «هل تفقدون من أحد» في الثانية قالوا: لا، قال: «لكني أفقد جليبيا انطلقوا فالتمسوه في القتلى» فإذا هو قتل إلى جنبه سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فأتي النبي وأخبر فجاء حتى قام عليه فقال: «هذا مني وأنا منه قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه قتل سبعا ثم قتلوه» يقولها مرتين، ثم حمله على ساعده ماله سرير إلا ساعد النبي حتى حفر له ودفن ولم يكن له غسلا.

فضل عبد الله بن حرام رضي الله عنه

143 - أخبرنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي قال أنا أبو عبد الرحمن النسائي قال أنا محمد بن العلاء قال أنا ابن إدريس قال: سمعت شعبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: جيء بأبي قتيلا يوم أحد فجعلت فاطمة أخته تبكيه فقال رسول الله : «لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع».

فضل جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه

144 - أخبرنا سليمان بن سلم قال أنا النضر قال أنا حماد قال أنا أبو الزبير عن جابر قال: استغفر لي رسول الله خمسا وعشرين مرة ليلة البعير.

عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

145 - أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن قال ثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح فأتيته وكانت الأنصار تفقهه فقال: ثنا أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله قال: بعث رسول الله جيش الأمراء فقال: «عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة» فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا، فقال: «امض فإنك لا تدري في أي ذلك خير» فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله صعد المنبر وأمر أن ينادى الصلاة جامعة فقال رسول الله : ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدا فاستغفروا له -فاستغفر له الناس- ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا أشهد له بالشهادة فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد، ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه، ثم رفع رسول الله أصبعيه ثم قال: «اللهم إنه سيف من سيوفك فانتصر به» ثم قال: «انفروا فأمدوا إخوانكم ولا يختلفن أحد» فنفر الناس في حر شديد مشاة وركبانا.

146 - أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد قال أنا محمد بن موسى ابن أعين قال أنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس قال: قال عمر: قال رسول الله لعبد الله بن رواحة: «لو حركت بنا الركاب» فقال: قد تركت قولي، قال له عمر: اسمع وأطع، قال:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا ** وثبت الأقدام إن لاقينا

فقال رسول الله : «اللهم ارحمه» فقال عمر: وجبت.

147 - أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله قال أنا عمر بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن رواحة أنه كان مع رسول الله في مسير له فقال له: «يا ابن رواحة انزل فحرك الركاب» فقال: يا رسول الله قد تركت ذاك فقال له عمر: اسمع وأطع، قال: فرمى بنفسه وقال:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ** ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا ** وثبت الأقدام إن لاقينا

عبد الله بن سلام رضي الله عنه

148 - أخبرنا عمرو بن منصور قال أنا أبو مسهر قال أنا مالك قال حدثني أبو النضر عن عامر بن سعد عن أبيه قال: ما سمعت رسول الله يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام.

149 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال: لما حضر معاذا الموت قيل: يا أبا عبد الرحمن أوصنا، قال: أجلسوني، قال: إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما، يقولها ثلاث مرات، فالتمسوا العلم عند أربعة رهط عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم فإني سمعت رسول الله يقول: «إنه عاشر عشرة في الجنة».

150 - أخبرنا محمد بن المثنى قال أنا خالد قال أنا حميد عن أنس إن شاء الله قال جاء عبد الله بن سلام إلى رسول الله مقدمه المدينة فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلا نبي، ما أول أشراط الساعة وأول ما يأكل أهل الجنة والولد ينزع إلى أبيه وإلى أمه؟ قال: «أخبرني بهن جبريل آنفا» قال عبد الله بن سلام: ذاك عدو اليهود من الملائكة، قال: «أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل نزع وإن سبق ماء المرأة نزعته» قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال: يا رسول الله، اليهود قوم بهت وإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك، فجاءت اليهود فقال لهم النبي : «أي رجل عبد الله فيكم؟» فقالوا: خيرنا وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا، قال: «أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام» قالوا: أعاذه الله من ذاك، فخرج إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، قالوا شرنا وابن شرنا واستنقصوه فقال: هذا كنت أخافه يا رسول الله.

عبد الله بن مسعود

151 - أخبرنا عبد الله بن أبان عن ابن فضيل عن الأعمش عن خيثمة عن قيس بن مروان عن عمر قال: قال النبي : «من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن مسعود».

152 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا أبو معاوية قال أنا الأعمش؛ وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام قال أنا مصعب بن المقدام قال ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمر قال: قال النبي : «من أحب أن يقرأ القرآن غضا -وقال إسحاق رطبا- كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد».

153 - أخبرنا أبو صالح المكي قال أنا فضيل وهو ابن عياض عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وخيثمة عن قيس بن مروان: جاء رجل إلى عمر فقال عمر: من أين جئت؟ قال: من العراق، وتركت بها رجلا يملي المصحف عن ظهر قلب، قال: ومن هو؟ قال: ابن مسعود، قال: ما في الناس أحد أحق بذلك منه، ثم قال: أحدثك عن ذلك، سمرنا مع رسول الله في بيت أبي بكر فخرجنا فسمعنا قراءة رجل في المسجد فتسمع فقيل: رجل من المهاجرين يصلي، قال: «سل تعطه» ثلاثا ثم قال: «من أراد أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ كما يقرأ ابن أم عبد».

154 - أخبرنا نصر بن علي عن معتمر وهو ابن سليمان عن أبيه عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: قال لنا ابن عباس: أي القراءتين تقرؤون؟ قلنا: قراءة عبد الله، قال: إن رسول الله كان يعرض القرآن في كل عام مرة وإنه عرض عليه في العام الذي قبض فيه مرتين فشهد عبد الله ما نسخ.

155 - أخبرنا إبراهيم بن الحسن وعبد الله بن محمد عن حجاج عن شعبة عن عمرو عن إبراهيم عن مسروق قال: ذكروا ابن مسعود عند عبد الله بن عمرو، قال: لا أزال أحبه بعدما سمعت رسول الله يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل». قال شعبة وسالم: لا أدري من الثالث أبي أو معاذ.

156 - أخبرنا محمد بن رافع قال أنا يحيى بن آدم قال أنا قطبة عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي الأحوص قال: كنا في دار أبي موسى في نفر من أصحاب النبي وهم ينظرون في مصحف فقام عبد الله فقال أبو مسعود: ما أعلم النبي ترك بعده رجلا أعلم بما أنزل الله من هذا القائم، فقال أبو موسى لئن قلت ذاك لقد كان يشهد إذا غبنا ويؤذن له إذا حجبنا.

157 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا عبد الواحد قال أنا الحسين ابن عبيد الله قال أنا إبراهيم بن سويد قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد يقول: قال ابن مسعود: قال لي رسول الله : «إذنك علي أن ترفع الحجاب وأن تستمع سوادي حتى أنهاك».

158 - أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن عن سفيان عن الحسن بن عبد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الله؛ مرسل.

159 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا عبد الرحمن قال أنا سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود عن أبي موسى قال: أتيت رسول الله وأنا أرى أن عبد الله من أهل البيت.

160 - أخبرنا محمد بن بشار قال ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد في هذه الآية {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي} قال: نزلت في ستة أنا وابن مسعود فيهم فأنزلت أن ائذن لهؤلاء.

161 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا يحيى عن شعبة قال حدثني أبو إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد قال قلنا لحذيفة: أخبرنا برجل قريب الهدي والسمت والدل برسول الله حتى نلزمه، قال: ما أعلم أحدا أشبه سمتا وهديا ودلا برسول الله حتى يوازيه من ابن أم عبد.

162 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا عبيد الله بن موسى قال أنا المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع رسول الله ونحن ستة نفر فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فإنهم وإنهم، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت أسماءهما، فأنزل الله عز وجل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} إلى قوله {الظالمين}.

163 - أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث قال ثنا المعافى قال أنا أبو القاسم وهو ابن معن عن منصور بن المعتمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: قال رسول الله : «لو كنت مستخلفا أحدا على أمتي من غير مشورة لاستخلفت عليهم عبد الله بن مسعود».

عمار بن ياسر رضي الله عنه

164 - أخبرنا محمد بن أبان قال ثنا يزيد قال أنا العوام عن سلمة بن كهيل؛ وأخبرنا أحمد بن سليمان قال ثنا يزيد بن هارون قال أنا العوام عن سلمة بن كهيل عن علقمة عن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار كلام فأغلظت له في القول فانطلق عمار يشكو خالدا إلى رسول الله فجاء خالد وعمار يشكوان فجعل يغلظ له ولا يزيده إلا غلظة والنبي ساكت فبكى عمار فقال: يا رسول الله ألا تراه؟ قال فرفع النبي رأسه قال: «من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله» قال خالد فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضى عمار فلقيته فرضي. اللفظ لأحمد.

165 - أخبرنا محمد بن غيلان قال أنا أبو داوود عن شعبة عن سلمة قال سمعت محمد بن عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن أبيه عن الأشتر عن خالد بن الوليد قال: قال رسول الله : «من يعاد عمارا يعاده الله ومن يسب عمارا يسبه الله».

166 - أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد قال أنا مالك بن إسماعيل قال ثنا مسعود بن سعد عن الحسن بن عبيد الله عن محمد بن شداد عن عبد الرحمن بن يزيد عن الأشتر قال: كان خالد بن الوليد يضرب الناس على الصلاة بعد العصر قال: فقال خالد: بعثني رسول الله في سريه فأصبنا أهل بيت قد كانوا وحدوا فقال عمار: هؤلاء قد احتجزوا منا بتوحيدهم فلم ألتفت إلى قول عمار فقال عمار: أما لأخبرن رسول الله فلما قدمنا عليه شكاني إليه فلما رأى أن النبي لا ينتصر مني أدبر وعيناه تدمعان فرده النبي ثم قال: «يا خالد لا تسب عمارا فإنه من سب عمارا يسبه الله ومن ينتقص عمارا ينتقصه الله ومن سفه عمارا يسفهه الله» قال خالد: فما من ذنوبي شيء أخوف عندي من تسفيهي عمارا.

167 - أخبرنا علي بن المنذر قال أنا محمد بن فضيل قال أنا الحسن بن عبيد الله عن محمد بن شداد عن عبد الرحمن بن يزيد عن الأشتر قال: قال سمعت خالدا يقول قال رسول الله : «لا تسب عمارا فإنه من يسب عمارا يسبه الله ومن يبغض عمارا يبغضه الله ومن سفه عمارا يسفهه الله».

168 - أخبرنا إسحاق بن منصور قال أنا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل قال ثنا رجل من أصحاب النبي قال: قال رسول الله : «ملئ عمار بن ياسر إيمانا إلى مشاشه».

169 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال أنا معاذ عن ابن عون عن الحسن قال: قال عمرو بن العاص: إني لأرجو أن لا يكون النبي مات يوم مات وهو يحب رجلا فيدخله الله النار، قالوا: قد كنا نراه يحبك قد كان يستعملك، قال: الله أعلم أحبني أم تألفني ولكنا قد كنا نراه يحب رجلا، قالوا: من ذاك الرجل؟ قال: عمار بن ياسر، قالوا: فذاك قتيلكم يوم صفين، قال: قد والله قتلناه.

170 - أخبرنا الحسين بن حريث قال أنا ابن علية عن ابن عون عن الحسن عن أمه أم سلمة أن رسول الله قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية».

171 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا عبيد الله بن موسى قال أنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار عن عائشة قالت: سمعت رسول الله يقول: «ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أشدهما».

صهيب بن سنان رضي الله عنه

172 - أخبرنا إبراهيم بن يعقوب وإسحق بن يعقوب بن إسحاق قالا أنا عفان قال أنا حماد بن سلمة قال أنا ثابت عن معاوية بن قرة عن عائذ بن عمرو أن سلمانا وصهيبا وبلالا كانوا قعودا فمر بهم أبو سفيان فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها بعد، فقال أبو بكر: تقولون هذا لشيخ قريش وسيدها؟ قال فأتى النبي فأخبره قال: «يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبهم لقد أغضبت ربك» فرجع إليهم فقال: يا إخوتاه لعلي أغضبتكم؟ قالوا: لا يا أبا بكر يغفر الله لك. اللفظ لإبراهيم.

سلمان الفارسي رضي الله عنه

173 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عبد العزيز عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال: كنا جلوسا عند النبي إذ نزلت عليه سورة الجمعة فلما قرأ: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قال: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه رسول الله حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاثا قال وفينا سلمان فوضع النبي يده على سلمان ثم قال: «لو كان الإيمان عند الثريا ناله رجال من هؤلاء».

سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه

174 - أخبرنا بشر بن خالد قال أنا غندر عن شعبة عن سليمان قال: سمعت أبا وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو عن النبي قال: «استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب».

175 - أخبرنا أبو صالح المكي قال أنا فضيل وهو ابن عياض عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال: لا أزال أحب ابن مسعود بعدما بدأ به رسول الله قال: «خذوا القرآن من أربعة ابن أم عبد وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة».

عمرو بن حرام رضي الله عنه

176 - أخبرنا محمد بن عثمان قال أنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال أنا أبي عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «جزاكم الله معشر الأنصار خيرا ولا سيما آل عمرو بن حرام وسعد بن عبادة».

خالد بن الوليد رضي الله عنه

177 - أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم قال أخبرني محمد بن علي قال أبي أنا قال أخبرنا عبد الله عن الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن رسول الله صعد المنبر فأمر المنادي أن ينادي الصلاة جامعة فقال رسول الله : ثاب خبر ثاب خبر ثاب خبر ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي إنهم انطلقوا حتى لقوا العدو لكن زيد أصيب شهيدا فاستغفروا له ثم أخذ اللواء جعفر فشد على القوم فقتل شهيدا أنا أشهد له بالشهادة فاستغفروا له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدا فاستغفروا له ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد، ولم يكن من الأمراء، فرفع رسول الله ضبعيه وقال: «اللهم هو سيف من سيوفك فانتصر به» فيومئذ سمي خالد سيف الله.

178 - أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال حدثني وهب بن زمعة قال أنا عبد الله عن سعيد بن يزيد قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرمي يحدث عن علي بن رباح عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب وهو يخطب الناس فقال: إني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد فإني أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين فأعطاه ذا البأس وذا الشرف وذا اللسان فنزعته وأمرت أبا عبيدة بن الجراح، فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله وأغمدت سيفا سله رسول الله ووضعت لواء نصبه رسول الله ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم، فقال عمر: إنك قريب القرابة حديث السن مغضب في ابن عمك.

أبو طلحة رضي الله عنه

179 - أخبرنا عمرو بن علي قال ثنا معتمر قال: سمعت حميدا يحدث عن أنس أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول الله فجعل النبي يتطاول ينظر أين تقع نبله فيقول أبو طلحة: هكذا يا نبي الله بأبي أنت وأمي نحري دون نحرك.

أبو سلمة رضي الله عنه

180 - أخبرنا عمرو بن يحيى بن الحارث قال أنا أبو صالح قال أنا أبو إسحاق عن خالد عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة قالت: دخل رسول الله على أبي سلمة وقد شق بصره وأغمضه ثم قال: «اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه».

أبو زيد رضي الله عنه

181 - أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم قال أنا ابن إدريس عن شعبة عن قتادة عن أنس قال: قرأ القرآن على عهد رسول الله أبي ومعاذ وزيد وأبو زيد.

زيد بن ثابت رضي الله عنه

182 - أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم قال أنا عبد الوهاب الثقفي قال أنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس قال: قال رسول الله : «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأفرضهم زيد وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ألا وإن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح».

183 - أخبرنا الهيثم بن أيوب قال أنا إبراهيم قال أنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر قال: إنك غلام شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله فتتبع القرآن فاجمعه.

عبد الله بن عمر رضي الله عنه

184 - أخبرنا محمد بن يحيى بن محمد قال أنا أحمد بن عبد الله ابن أبي شعيب قال حدثني الحارث بن عمير قال أنا أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه رأى كأن بيده سرقة من إستبرق لا يشير بها إلى شيء من الجنة إلا طارت إليه، فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله فقال: «إن عبد الله رجل صالح».

أنس بن النضر رضي الله عنه

185 - أخبرنا محمد بن المثنى قال أنا خالد قال ثنا حميد عن أنس قال: كسرت الربيع ثنية جارية فطلبوا إليهم العفو فأبوا فعرض عليهم الأرش، فأتوا النبي فأمر بالقصاص، قال أنس بن النضر: يا رسول الله تكسر ثنية الربيع والذي بعثك بالحق لا تكسر، قال: «يا أنس كتاب الله القصاص» فرضي القوم وعفوا، قال: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره».

186 - أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم قال أنا حبان قال أنا عبد الله عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: قال عمي أنس بن النضر سميت به ولم تشهد بدرا مع رسول الله ، فكبر ذلك عليه وقال: أول مشهد شهد رسول الله غيبت عنه أما والله لئن أراني الله مشهدا فيما بعد ليرين الله ما أصنع، قال: وهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله يوم أحد من العام المقبل فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو أين؟ قال: واها لريح الجنة أجدها دون أحد، فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع وثمانون من بين يعني ضربة ورمية وطعنة، فقالت عمتي الربيع بنت النضر أخته: فما عرفت أخي إلا ببنانه، قال وأنزلت هذه الآية {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}.

أنس بن مالك رضي الله عنه

187 - أخبرنا محمد بن المثنى قال أنا خالد عن حميد عن أنس قال: دخل النبي على أم سليم فأتته بتمر وسمن فقال: «أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه فإني صائم» ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى صلاة غير مكتوبة ودعا لأم سليم ولأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خويصة، فقال: «ما هيه» قلت: خادمك أنس، فما ترك خيرا من خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي، ثم قال: «اللهم ارزقه مالا وولدا، بارك له» قال فإني لمن أكثر الأنصار مالا، قال: وحدثتني ابنتي أنه قد دفن لصلبي إلى مقدم الحجاج إلى البصرة بضع وعشرون ومائة.

188 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا جعفر بن سليمان عن الجعد أبي عثمان قال أنا أنس بن مالك قال: مر رسول الله فسمعت أم سليم صوته فقالت: بأبي وأمي يا رسول الله أنيس، فدعا لي رسول الله ثلاث دعوات قد رأيت منها اثنتين وأنا أرجو الثالثة في الآخرة.

حسان بن ثابت رضي الله عنه

189 - أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن سليمان الشيباني عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب أنه قال: قال رسول الله يوم قريظة لحسان بن ثابت: «اهج المشركين فإن جبريل معك».

190 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحق عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله لحسان: «اهج المشركين فإن روح القدس معك».

حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

191 - أخبرنا قتيبة بن سعد قال أنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أن عبدا لحاطب جاء رسول الله يشكو حاطبا فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله : «كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية».

حرام بن ملحان رضي الله عنه

192 - أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم قال أنا حبان قال أنا عبد الله عن معمر عن ثمامة بن عبد الله بن أنس أنه سمع أنسا يقول لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم هكذا فنضحه على وجهه ورأسه وقال: فزت ورب الكعبة.

حذيفة بن اليمان رضي الله عنه

193 - أخبرنا الحسين بن منصور قال أنا الحسين بن محمد أبو أحمد قال أنا إسرائيل بن يونس عن ميسرة بن حبيب عن المنهال ابن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان قال: سألتني أمي منذ متى عهدك بالنبي ؟ فقلت: منذ كذا وكذا فنالت مني وسبتني فقلت لها: دعيني فإني آتي النبي فأصلي معه المغرب ولا أدعه حتى يستغفر لي ولك، فصليت معه المغرب فصلى إلى العشاء ثم انفتل وتبعته فعرض له عارض وأخذه وذهب فاتبعته فسمع صوتي فقال: «من هذا» فقلت: حذيفة، فقال: «ما لك؟» فحدثته بالأمر فقال: «غفر الله لك ولأمك، أما رأيت العارض الذي عرض لي قبل» قلت: بلى، قال: «هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة».

194 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا مسكين بن بكير عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال: قدمت الشام فدخلت مسجد دمشق فصليت ركعتين ثم قلت: اللهم ارزقني جليسا صالحا، فجلست إلى أبي الدرداء فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق، قال: فكيف كان يقرأ عبد الله {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى} قلت: هكذا كان يقرؤها عبد الله، فقال أبو الدرداء: هكذا سمعتها من رسول الله . ثم قال: فيكم الذي أجير من الشيطان عمار بن ياسر، وفيكم الذي يعلم السر لا يعلمه غيره، يعني حذيفة بن اليمان».

هشام بن العاصي رضي الله عنه

195 - أخبرنا أبو داوود قال أنا عفان قال أنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «ابنا العاصي مؤمنان هشام وعمرو».

عمرو بن العاصي رضي الله عنه

196 - أخبرنا محمد بن حاتم قال أنا حبان قال أنا عبد الله ابن موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يقول: فزع الناس بالمدينة مع النبي فتفرقوا فرأيت سالما احتبى سيفه فجلس في المسجد فلما رأيت ذلك فعلت مثل الذي فعل، فخرج رسول الله فرآني وسالما وأتى الناس فقال: «أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان».

جرير بن عبد الله رضي الله عنه

197 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا سفيان عن إسماعيل بن قيس عن جرير قال: ما رآني رسول الله إلا تبسم في وجهي وقال: «يدخل عليكم من هذا الباب من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك».

198 - أخبرنا موسى بن عبد الرحمن قال ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن قيس عن جرير قال: قال لي رسول الله : «ألا تريحني من ذي الخلصة» قلت: بلى، فانطلق في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل فكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك للنبي فضرب يده على صدري فقال: «اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا» قال: فما قلعت عن فرس قط.

199 - أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان والحسين بن حريث قالا أنا الفضل بن موسى عن يونس بن أبي إسحاق عن مغيرة بن شبيل قال عن جرير بن عبد الله قال لما قدمت المدينة أنخت راحلتي فحللت عيبتي ولبست حلتي ودخلت ورسول الله يخطب الناس فسلم علي رسول الله فرماني الناس بالحدق فقلت لجليسي: أي عبد الله هل ذكر رسول الله من أمري شيئا؟ قال: نعم فأحسن الذكر قال: بينما هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال إنه «سيدخل عليكم رجل من هذا الباب من هذا الفج من خير ذي يمن وإن على وجهه مسحة ملك» قال: فحمدت الله على ما أبلاني. اللفظ لمحمد.

أصحمة النجاشي رضي الله عنه

200 - أخبرنا عمرو بن علي قال أنا يحيى عن ابن جريج عن عطاء عن جابر قال: قال رسول الله : «مات رجل صالح أصحمة فقوموا فصلوا عليه» فقمنا فصلينا عليه.

الأشج رضي الله عنه

201 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل عن يونس عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال أشج بني عصر قال لي رسول الله : «إن فيك خلقين يحبهما الله» قلت: ما هما؟ قال: «الحلم والحياء» قلت: أقديما أو حديثا؟ قال: «بل قديما» قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله.

قرة رضي الله عنه

202 - أخبرنا أحمد بن سعيد قال أنا وهب بن جرير قال قرة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: أتيت النبي فاستأذنته أن أدخل يدي فأمس الخاتم قال: فأدخلت يدي في جربانه وإنه ليدعو فما منعه وأنا ألمسه أن دعا لي قال فوجدت على نغض كتفه مثل السلعة خاتم النبوة.

مناقب أصحاب النبي والنهي عن سبهم رحمهم الله أجمعين ورضي عنهم

قال أبو عبد الرحمن: قال الله جل ثناؤه: {والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} وقال جل ثناؤه: {والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} الآية، وقال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار}

203 - أخبرنا محمد بن هشام عن خالد وهو ابن الحارث قال أنا شعبة عن سلمان عن ذكوان عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه».

204 - أخبرنا حفص بن عمر قال أنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي قال: «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».

مناقب المهاجرين والأنصار

205 - أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر قال أنا مبشر بن عبد الله قال أنا سفيان بن حسين عن يعلى بن مسلم عن جابر بن زيد قال: قال ابن عباس: كان رسول الله بمكة وإن أبا بكر وعمر وأصحاب النبي كانوا من المهاجرين لأنهم هجروا المشركين وكان الأنصار مهاجرين لأن المدينة كانت دار شرك فجاءوا إلى النبي ليلة العقبة.

206 - أخبرنا محمد بن المثنى عن خالد قال أنا حميد قال: قال أنس: كان نبي الله يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه.

207 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: كنا مع رسول الله بالخندق فقال رسول الله : «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار».

208 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا النضر قال أنا شعبة قال ثنا أبو إياس قال سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «اللهم إن الخير خير الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة».

209 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم عن النضر قال ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا يقول قال رسول الله : «اللهم إن الخير خير الآخرة اغفر للأنصار والمهاجرة».

210 - أخبرنا محمد بن المثنى قال ثنا محمد قال ثنا شعبة عن قتادة قال ثنا أنس أن رسول الله قال في الحديث: «أكرم الأنصار والمهاجرة».

211 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا مسكين بن بكير قال أنا شعبة عن حميد الطويل عن أنس قال كانت الأنصار تقول يوم الخندق: نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما حيينا أبدا. فأجابهم النبي : «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة».

212 - أخبرنا محمد بن المثنى عن خالد قال أنا حميد عن أنس قال: خرج النبي في غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق فقال لهم: «إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة» فأجابوا: نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا.

213 - أخبرنا عمران بن موسى قال ثنا عبد الوارث قال ثنا عبد العزيز عن أنس قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وهم يرتجزون وينقلون التراب على متونهم ويقولون: نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبدا. فقال رسول الله وهو يجيبهم: «اللهم لا خير إلا خير الآخرة فبارك في الأنصار والمهاجرة».

ذكر قول النبي لولا الهجرة لكنت أمرءا من الأنصار

214 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا محمد قال أنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - وربما قال أبو القاسم : «لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا وسلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار». قال أبو هريرة: ما ظلم بأبي وأمي لقد آووه ونصروه، وكلمة أخرى.

215 - أخبرنا عمرو بن شداد بن الأسود عن عمرو عن ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أنس قال: لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء وكان الأنصار أهل أرض وعقار فقاسمهم الأنصار على أن أعطوه أنصاف ثمار أموالهم كل عام ويكفونهم العمل والمؤنة وكانت أمه أم أنس وهي تدعى أم سليم كانت أم عبد الله بن أبي طلحة أخ لأنس لأمه وكانت أم سليم أعطت رسول الله أعذاقا لها فأعطاهن رسول الله أم أيمن مولاته أم أسامة. قال ابن شهاب: فأخبرني أنس بن مالك أن رسول الله لما فرغ من قتل أهل خيبر وانصرف إلى المدينة رد المهاجرون إلى الأنصار منايحهم التي كانوا منحوها من ثمارهم فرد رسول الله إلى أم أنس أعذاقها وأعطى رسول الله أم أيمن مكانهن.

216 - أخبرنا أحمد بن حفص قال أنا أبي قال حدثني إبراهيم عن موسى قال أخبرني أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قالت الأنصار: يا رسول الله يا رسول الله اقسم النخيل بيننا وبين إخواننا، فقال: «نعم» قال: «تكفونا المؤنة ونشرككم في الثمر» قالوا: سمعنا وأطعنا.

217 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل قال ثنا حميد عن أنس قال: قدم علينا عبد الرحمن بن عوف فآخى رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع وكان من أكثرهم مالا، فقال سعد: قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا فسأقسم مالي بيني وبينك شطرين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها فإذا حلت تزوجتها، فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك دلوني على السوق، فلم يرجع يومئذ حتى أفضل شيئا من سمن وأقط.

218 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال ثنا يعقوب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «لا يبغضن الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر» وقال: «لولا الهجرة لكنت رجلا من الأنصار ولو سلكت الأنصار واديا وشعبا لسلكت واديهم وشعبهم، الأنصار شعاري والناس دثاري».

219 - أخبرنا محمد بن معمر قال حدثني حرمي بن عمارة قال أنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير قال: قال رسول الله : «الأنصار كرشي وعيبتي فالناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم».

220 - أخبرنا محمد بن المثنى قال أنا محمد قال ثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن انس بن مالك أن رسول الله قال: «إن الأنصار كرشي وعيبتي وإن الناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم».

221 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل قال ثنا حميد عن أنس أن النبي قال: «والذي نفسي بيده لو أخذ الناس واديا وأخذت الأنصار واديا لأخذت شعب الأنصار الأنصار كرشي وعيبتي ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار».

222 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا أبو الوليد قال أنا شعبة عن أبي التياح قال سمعت أنس بن مالك يقول: قالت الأنصار يوم فتح مكة: إن سيوفنا تقطر من دماء قريش ويذهب هؤلاء بالغنائم خاصة، فقال: «ما الذي بلغني عنكم؟» وكانوا لا يكذبون، قال: هو الذي بلغك، فقال رسول الله : «أما ترضون أن يذهب هؤلاء بالغنائم إلى بيوتهم وتذهبون برسول الله إلى بيوتكم» قال: وقال رسول الله : «لو سلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم».

حب النبي الأنصار

223 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل قال أنا حميد عن أنس أن النبي خرج يوما عاصبا رأسه فتلقاه ذراري الأنصار وخدمهم ما هم بوجوه الأنصار قال: «والذي نفسي بيده إني لأحبكم» مرتين أو ثلاثا، ثم قال: «إن الأنصار قد قضوا الذي عليهم وبقي الذي عليكم فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم».

224 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا خالد قال أنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس أن امرأة أتته ومعها صبي لها تكلمه فقال: «والذي نفسي بيده إنكم لأحب الناس إلي» ثلاث مرات، كأنه يعني نفسه.

225 - أخبرنا محمد بن العلاء قال أنا ابن إدريس قال أنا هشام عن هشام بن زيد بن أنس عن جده أنس قال جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله فقال: «والذي نفسي بيده إنكم من أحب الناس إلي، من أحبهم فبي أحبهم ومن أبغضهم فبي أبغضهم».

الترغيب في حب الأنصار رضي الله عنهم

226 - أخبرنا إسحاق بن منصور عن عبد الرحمن عن شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر قال: سمعت أنسا يقول قال رسول الله : «آية المنافق بغض الأنصار وآية المؤمن حب الأنصار».

التشديد في بغض الأنصار رضي الله عنهم

227 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال أنا يزيد بن هارون قال أنا يحيى بن سعيد أن سعد بن إبراهيم أخبره عن الحكم بن ميناء أن يزيد بن جارية أخبره أن معاوية قال: سمعت رسول الله يقول: «من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله».

228 - أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان ومحمد بن العلاء عن أبي معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر».

229 - أخبرنا محمد بن المثنى قال أنا معاذ بن معاذ عن شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب أن رسول الله قال في الأنصار: «لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا كافر، من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله» قال شعبة: قلت لعدي: أنت سمعت هذا من البراء؟ قال: إياي حدث.

230 - أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال أنا عمي قال أنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني أنس بن مالك أنه قال لما أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال هوازن طفق رسول الله يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقال رجل من الأنصار يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس فبلغ ذلك رسول الله فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم أحدا فلما اجتمعوا قال ما حديث بلغني عنكم قال فقهاء الأنصار أما ذووا الرأي منا فلم يقولوا شيئا وإنما أناس حديثة أسنانهم فقال يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال رسول الله : «إني لأعطي رجالا حديث عهدهم بالكفر فأتألفهم، أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله فوالله لما تنقلبون منه خير مما ينقلبون به» قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا، فقال لهم: «إنكم ستلقون بعدي أثره شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض». قال أنس: فلم نصبر.

ذكر خير دور الأنصار رضي الله عنهم

231 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا الليث عن يحيى بن سعيد أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله : «ألا أخبركم بخير دور الأنصار أو بخير الأنصار» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «بنو النجار ثم الذين يلونهم بنو عبد الأشهل ثم الذين يلونهم بنو الحارث بن الخزرج ثم الذين يلونهم بنو ساعدة» ثم قال بيده فقبض أصابعه ثم بسطهن كالرامي بيديه، ثم قال: «دور الأنصار كلها خير».

232 - أخبرنا علي بن محمد بن علي قال حدثنا إسحاق بن عيسى قال أنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد أنه سمع أنس بن مالك يقول قال رسول الله : «ألا أخبركم بخير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بلحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة» قال: «وفي كل دور الأنصار كلها خير».

233 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل عن حميد عن أنس أن النبي قال: «ألا أخبركم بخير دور الأنصار» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «دار بني النجار ثم دار بني عبد الأشهل ثم دار بلحارث ابن الخزرج ثم دار بني ساعدة وفي كل دور الأنصار خير».

234 - أخبرنا محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر عن شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس عن أسيد قال: قال رسول الله : «خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير». قال سعد: ما أرى رسول الله إلا قد فضل علينا، فقيل: قد فضلكم على كثير.

235 - أخبرنا عمرو بن علي قال أنا أبو داوود قال أنا حرب ابن شداد عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة أن أبا أسيد الأنصاري حدثه أنه سمع رسول الله : «خير الأنصار أو خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث ثم بنو ساعدة».

236 - أخبرنا أحمد بن حرب قال أنا قاسم قال أنا سفيان عن أبي الزناد عن أبي أسيد عن النبي قال: «خير الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو عبد الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وكلكم خير».

237 - أخبرنا أبو داوود قال أنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا أبي عن صالح عن أبي الزناد أن أبا سلمة أخبره أنه سمع أبا أسيد يشهد أن رسول الله قال: «خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة».

238 - أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال حدثني عمي قال ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: قال أبو سلمة وعبيد الله سمعت أبا هريرة وهو في مجلس عظيم من المسلمين: أخبركم بخير دور الأنصار؟ قالوا: نعم، قال: قال رسول الله : «بني عبد الأشهل» قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: «ثم بني النجار» قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: «ثم بني الحارث بن الخزرج» قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال رسول الله : «بني ساعدة» قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: «في كل دور الأنصار خير».

239 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال أنا خالد قال أنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنسا يحدث عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار جاء رسول الله فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال: «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض».

240 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا عاصم بن سويد بن عامر بن زيد بن جارية عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك قال: جاء أسيد بن حضير الأشهلي النقيب إلى رسول الله وقد كان قسم طعاما فذكر له أهل بيت من بني ظفر من الأنصار فيهم حاجة فقال لي رسول الله : «أسيد تركتنا حتى إذا ذهب ما في أيدينا، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر لي أهل ذلك البيت» قال: فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر شعير وتمر، قال فقسم رسول الله في الناس وقسم في الأنصار فأجزل وقسم في أهل ذلك البيت فأجزل، فقال له أسيد بن حضير مستشكرا: جزاك الله أي نبي الله أطيب الجزاء أو قال خيرا، فقال له رسول الله : «وأنتم معشر الأنصار فجزاكم الله أطيب الجزاء أو قال خيرا فإنكم ما علمت أعفة صبر وسترون بعدي أثرة في الأمر والقسم واصبروا حتى تلقوني على الحوض».

241 - أخبرنا محمد بن يحيى المروزي قال أنا شاذان بن عثمان قال ثنا أبي قال أنا شعبة عن هشام بن زيد قال: سمعت أنس ابن مالك يقول: مر أبو بكر بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس رسول الله منا، فدخل على النبي فأخبره بذلك فخرج النبي فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم».

242 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا إسماعيل عن حميد عن أنس أن النبي قال: «يا معشر الأنصار ألم آتكم وأنتم ضلال فهداكم الله بي» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «أولم آتكم وأنتم أعداء فألف بينكم بي» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «أفلا تقولون: ألم تأتنا خائفا فآمناك وطريدا فآويناك ومخذولا فنصرناك» قالت الأنصار: بل المن لله ولرسوله.

243 - أخبرنا محمد بن المثنى عن خالد قال أنا حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله سار إلى بدر فاستشار المسلمين وأشار عليه أبو بكر ثم استشارهم فأشار عليه عمر فقالت الأنصار: يا معشر الأنصار إياكم يريد رسول الله ، قال: إذا لا نقول ما قالت بنو إسرائيل لموسى {فاذهب أنت وربك فقاتلا} والذي بعثك بالحق لو ضربت أكبادها إلى برك الغماد لاتبعناك.

أبناء الأنصار رضي الله عنهم

244 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا جعفر يعني ابن سلمان عن ثابت عن أنس قال: كان رسول الله يزور الأنصار فيسلم على صبيانهم ويمسح برؤوسهم ويدعو لهم.

أبناء أبناء الأنصار رضي الله عنهم

245 - أخبرنا عمرو بن علي قال أنا يزيد بن زريع قال أنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن النبي قال: «اللهم اغفر للأنصار ولأبنائهم ولأبناء أبنائهم».

مذحج

246 - أخبرنا عمران بن بكار قال أنا أبو المغيرة عن صفوان عن شريح عن عبد الرحمن ابن عائذ الأزدي عن عمرو بن عبسة السلمي قال: قال رسول الله : «أكثر القبائل في الجنة مذحج».

الأشعريون

247 - أخبرنا محمد بن المثنى عن خالد قال أنا حميد قال: قال أنس قال رسول الله : «يقدم عليكم أقوام هم أرق منكم قلوبا» قال: فقدم الأشعريون منهم أبو موسى، فلما قدموا من المدينة جعلوا يرتجزون: غدا نلقى الأحبة، محمدا وحزبه.

مناقب مريم بنت عمران

248 - أخبرنا عمرو بن علي قال أنا يحيى قال أنا شعبة قال أنا عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى قال: قال رسول الله : «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون».

249 - أخبرنا أحمد بن حرب قال أنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي قال: قال النبي : «خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة».

250 - أخبرنا العباس بن محمد قال أنا يونس قال ثنا داوود بن أبي الفرات عن علباء عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون».

آسية بنت مزاحم

251 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا غندر قال أنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى عن النبي قال: «كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون».

252 - أخبرنا إبراهيم بن يعقوب قال أنا أبو النعمان قال أنا داوود بن أبي الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله في الأرض أربع خطوط ثم قال: هل تدرون ما هذا؟ قالوا الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله : «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون».

مناقب خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

253 - أخبرنا عمرو بن علي قال أنا محمد بن فضيل قال أنا عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة سمعه يقول: أتى جبريل النبي فقال: «أقرئ خديجة من الله ومني السلام وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب».

254 - أخبرنا أحمد بن فضالة بن إبراهيم قال أنا عبد الرزاق قال أنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: جاء جبريل إلى النبي وعنده خديجة فقال: «إن الله يقرئ خديجة السلام» فقالت: إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

255 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا المعتمر عن إسماعيل ابن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفى قال: بشر رسول الله خديجة ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب.

256 - أخبرنا سليمان بن سلم قال أنا النضر قال أنا هشام قال أخبرني أبي عن عائشة أنها قالت: ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت لخديجة لكثرة ذكر رسول الله إياها وثنائه عليها، وقد أوحي إلى رسول الله أن يبشرها ببيت في الجنة.

257 - أخبرنا الحسين بن حريث قال أنا الفضل بن موسى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ما حسدت امرأة ما حسدت خديجة ولا تزوجني إلا بعد ما ماتت، وذلك أن رسول الله بشرها ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب.

258 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا حميد وهو ابن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول الله لها، قالت: وتزوجني بعدها بثلاث سنين.

259 - أخبرنا عمرو بن منصور قال أنا الحجاج بن المنهال قال ثنا داوود بن أبي الفرات عن علباء عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله في الأرض خطوطا، قال: «أتدرون ما هذا» قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله : «أفضل النساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون».

مناقب فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها

260 - أخبرنا القاسم بن زكرياء بن دينار قال حدثني زيد بن حباب قال حدثني إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عن ميسرة ابن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو الأسدي عن زر بن حبيش عن حذيفة هو ابن اليمان أن أمه قالت له: متى عهدك برسول الله ؟ فقال: ما لي به عهد منذ كذا، فهمت أن تنال مني فقلت: دعيني فإني أذهب فلا أدعه حتى يستغفر لي ويستغفر لك، وصليت معه المغرب ثم قام يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فخرجت معه فإذا عارض قد عرض له ثم ذهب فرآني فقال: «حذيفة» فقلت: لبيك يا رسول الله، «هل رأيت العارض الذي عرض لي» قلت: نعم، قال: «فإنه ملك من الملائكة استأذن ربه ليسلم علي وليبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب الجنة وأن فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة».

261 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا عبد الوهاب قال أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت: مرض رسول الله فجاءت فاطمة فأكبت على رسول الله فسارها فبكت ثم أكبت عليه فسارها فضحكت فلما توفي النبي سألتها فقالت: لما أكبيت عليه أخبرني أنه ميت من وجعه ذلك، فبكيت ثم أكبيت عليه فأخبرني أني أسرع أهله به لحوقا وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فرفعت رأسي فضحكت.

262 - أخبرني محمد بن رافع قال أنا سليمان بن داوود قال أنا إبراهيم عن أبيه عن عروة عن عائشة أن رسول الله دعا فاطمة ابنته في وجعه الذي توفي فيه فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها فضحكت قالت: فسألتها عن ذلك فقالت: أخبرني رسول الله أنه يقبض في وجعه هذا فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحاقا به فضحكت.

263 - أخبرنا علي بن حجر قال أنا سعدان بن يحيى عن زكريا عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: اجتمع نساء النبي فلم تغادر منهن امرأة، قالت فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله فقال رسول الله: «مرحبا بابنتي» ثم أجلسها فأسر إليها حديثا فبكت، فقلت حين بكت: خصك رسول الله بحديثه دوننا ثم تبكين، ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا قط أقرب من حزن، فسألتها عما قال لها فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله ، حتى إذا قبض سألتها فقالت: إنه كان حدثني قال: «كان جبريل يعارضني كل عام مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراني إلا وقد حضر أجلي وإنك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك» فبكيت ثم إنه سارني: «ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو نساء هذه الأمة» قالت فضحكت لذلك.

264 - أخبرنا محمد بن بشار قال أنا عثمان بن عمر قال أنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة أن عائشة أم المؤمنين قالت: ما رأيت أحدا أشبه سمتا وهديا ودلا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله قالت: وكانت إذا دخلت على النبي قام إليها وقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها، فلما مرض النبي دخلت فاطمة فأكبت عليه وقبلته ثم رفعت رأسها فبكت ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت فقلت: إن كنت لأظن أن هذه من أعقل النساء فإذا هي من النساء، فلما توفي النبي قلت: أرأيت حين أكبيت على النبي فرفعت رأسك فبكيت ثم أكبيت عليه فرفعت فضحكت ما حملك على ذلك؟ قالت: أخبرني تعني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، ثم أخبرني أني أسرع أهل بيتي لحوقا به فذلك حين ضحكت.

265 - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله يقول: «إنما فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما أذاها».

266 - الحارث بن مسكين قراءة عليه عن سفيان عن عمرو ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أن النبي قال: «إن فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني».

267 - أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال أنا عمي قال أنا أبي عن الوليد بن كثير عن محمد بن عمرو بن حلحلة أنه حدثه أن ابن شهاب حدثه أن علي بن حسين حدثه أن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله يخطب وأنا يومئذ محتلم: «إن فاطمة مني».

سارة رضي الله عنها

268 - أخبرنا عمران بن بكار قال ثنا علي بن عياش قال ثنا شعيب قال حدثني أبو الزناد مما حدثه عبد الرحمن الأعرج مما ذكر أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله قال: «هاجر إبراهيم بسارة فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل دخل إبراهيم الليلة بامرأة هي أحسن النساء فأرسل إليه أن يا إبراهيم من هذه التي معك قال أختي ثم رجع إليها فقال لا تكذبيني قد أخبرتهم أنك أختي فوالله إن على الأرض مؤمن غيري وغيرك فأرسل إليه أن أرسل بها فأرسل بها إليه فقام إليها فقامت توضأ وتصلي فقالت اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر فغط حتى ركض برجله». قال عبد الرحمن قال أبو سلمة إن أبا هريرة قال: «قالت اللهم إنه إن يمت يقل هي قتلته فأرسل ثم قام إليها فقامت توضأ وتصلي وتقول اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر فغط حتى ركض برجله» قال عبد الرحمن قال أبو سلمة إن أبا هريرة قال: «قالت اللهم إن يمت يقال هي قتلته فأرسل في الثانية وفي الثالثة فقال والله ما أرسلتم إلي إلا شيطانا ارجعوا إلى إبراهيم وأعطوها آجر فرجع إلى إبراهيم فقالت أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة».

269 - أخبرنا واصل بن عبد الأعلى قال أنا أبو أسامة عن هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «إن إبراهيم لم يكذب إلا في ثلاث ثنتين في ذات الله، قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا» قال: «وبينما هو يسير في أرض جبار من الجبابرة إذ نزل منزلا فأتى الجبار رجل فقال إنه قد نزل ها هنا في أرضك رجل معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فقال ما هذه المرأة منك قال هي أختي قال اذهب فأرسل لها قال فانطلق إلى سارة فقال لها إن هذا الجبار سألني عنك فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني عنده فإنك أختي في كتاب الله عز وجل وإنه ليس في الأرض مسلم غيري وغيرك فانطلق بها وقام إبراهيم يصلي فلما دخلت عليه فرآها أهوى إليها فتناولها فأخذ أخذا شديدا فقال ادع الله لي ولا أضرك فدعت له فأرسل فأهوى إليها فتناولها فأخذ بمثلها أو أشد منها ثم فعل ذلك الثالثة فأخذ فذكر مثل المرتين الأوليين وكف فقال ادع الله لي ولا أضرك فدعت له فأرسل ثم دعى أدنى حجابه فقال إنك لم تأتني بإنسان ولكنك أتيتني بشيطان أخرجها وأعط هاجر قال فخرجت وأعطيت هاجر فأقبلت فلما أحس إبراهيم بمجيئها انفتل من صلاته فقال: مهيم فقالت: قد كفى الله كيد الكافر وأخدمني هاجر».

وقفه عبد الله بن عون:

270 - أخبرنا سليمان بن سلم قال أنا النضر قال أنا ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: لم يكذب إبراهيم عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات ثنتان في ذات الله: {فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم} وقوله في سورة الأنبياء: {بل فعله كبيرهم هذا} قال: وأتى علي ملك من بعض ملك الملوك ومعه امرأة فسأله عنها فأخبره أنها أخته قال قل لها تأتيني أو مرها أن تأتيني فأتاها فقال لها إن هذا قد سألني عنك وإني أخبرته أنك أختي وإنك أختي في كتاب الله عز وجل وإنه ليس على الأرض مؤمن ولا مؤمنة غيري وغيرك وإنه قد أمرك أن تأتيه قال فأتت فنظر إليها فضغط فقال ادع لي ولك أن لا أعود قال فخلي عنه فعاد قال فضغط مثلها أو أشد قال ادع لي ولك ألا أعود قال فخلي عنه فأمر لها بطعام وأخدمها جارية يقال لها هاجر فلما أتت إبراهيم قال: مهيم فقالت: كفى الله كيد الكافر الفاجر وأخدم جارية. قال أبو هريرة: تلك أمكم يا بني ماء السماء. ومد بها ابن عون صوته.

هاجر رضي الله عنها

271 - أخبرنا أحمد بن سعيد قال أنا وهب بن جرير قال أنا أبي عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي : «أن جبريل حين ركض زمزم بعقبه فنبع الماء فجعلت هاجر تجمع البطحاء حول الماء لئلا يتفرق» فقال رسول الله : «رحم الله هاجر لو تركتها لكانت عينا معينا».

272 - أخبرنا أبو داوود قال أنا علي بن المديني قال أنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت أيوب يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي قال: «نزل جبريل إلى هاجر وإسماعيل فركض عليه موضع زمزم بعقبه فنبع الماء قال فجعلت هاجر تجمع البطحاء حوله لا يتفرق الماء» فقال رسول الله : «رحم الله هاجر لو تركتها كان عينا معينا». قال: فقلت لأبي حماد: لا يذكر أبي بن كعب ولا يرفعه؟ قال: أنا أحفظ لذا، هكذا حدثني به أيوب. قال وهب: وحدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس نحوه، ولم يذكر أبيا ولا النبي قال وهب: فأتيت سلام بن أبي مطيع فحدثني هذا الحديث فروى له عن حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير فرد ذلك ردا شديدا ثم قال لي: فأبوك ما يقول قلت أبي يقول أيوب عن سعيد بن جبير، قال: العجب والله ما يزال الرجل من أصحابنا الحافظ قد غلط إنما هو أيوب عن عكرمة بن خالد.

هاجر رضي الله عنها

273 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال أنا محمد بن ثور عن معمر عن أيوب وكثير بن كثير بن عبد المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير قال ابن عباس: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وابنها إسماعيل وهي ترضع حتى وضعها عند البيت وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعها هنالك ووضع عندها جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم فاتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنيس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت له آلله أمرك بهذا قال نعم قالت إذا لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال: { إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم} إلى {لعلهم يشكرون} فجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب ذلك الماء حتى إذا نفد ما في ذلك السقاء عطشت وعطش ابنها وجاع وانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل يليها فقامت عليه واستقبلت الوادي هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي المجهد ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا فعلت ذلك سبع مرات، قال ابن عباس قال النبي : «فلذلك سعى الناس بينهما» فلما نزلت عن المروة سمعت صوتا فقالت: صه، تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضا قالت: قد أسمعت إن كان عندك غوث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم يبحث بعقبه أو بجناحه حتى ظهر الماء فجاءت تحوضه هكذا وتقول بيدها وجعلت يعني تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بقدر ما تغرف. قال ابن عباس: قال النبي : يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغترف من الماء لكانت عينا معينا. فشربت وأرضعت ولدها فقال الملك: لا تخافي الضيعة فإن هاهنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول عن يمينه وشماله فكانوا كذلك حتى مرت رفقة أو قال بيت من جرهم مقبلين فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عارضا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء ولعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء وأم إسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك قالت نعم ولا حق لكم في الماء. قال ابن عباس قال النبي : فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الإنس. فنزلوا وأرسلوا إلى أهاليهم فنزلوا معهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل.

274 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال أنا أبو عامر وعثمان بن عمر عن إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج هو وإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة يعني فيها ماء فجعلت تشرب الماء ويدر لبنها على صبيها حتى إذا دخلوا مكة وضعها تحت دوحة ثم تولى راجعا وتتبعُ أم إسماعيل أثره حتى إذا بلغت كدا نادته: يا إبراهيم إلى من تتركنا؟ قال أبو عامر: إلى من تكلنا؟ قال: إلى الله عز وجل، قالت: رضيت بالله، ثم رجعت فجعلت تشرب منها ويدر لبنها على صبيها فلما فني بلغ من الصبي العطش قال: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا فقامت على الصفا فإذا هي لا تحس أحدا فنزلت فلما حاذت بالوادي رفعت إزارها ثم سعت حتى تأتي المروة فنظرت فلم تحس أحدا ففعلت ذلك أشواطا ثم قالت لو اطلعت حتى أنظر ما فعل فإذا هو على حاله فأبت نفسها حتى رجعت لعلها تحس أحدا فصنعت ذلك حتى أتمت سبعا ثم قالت: لو اطلعت حتى أنظر ما فعل فإذا هو على حاله وإذا هي تسمع صوتا فقالت قد سمعت فقل تجب أو يأتي منك خير قال أبو عامر قد سمعت فأغث فإذا هو جبريل فركض بقدميه فنبع فذهبت أم إسماعيل تحفر. قال أبو القاسم : لو تركت أم إسماعيل الماء كان ظاهرا، فمر ناس من جرهم فإذا هم بالطير فقالوا ما يكون هذا الطير إلا على ماء فأرسلوا رسولهم وكريهم فجاءوا إليها فقالوا ألا نكون معك قالت بلى فسكنوا معها وتزوج إسماعيل امرأة منهم، ثم إن إبراهيم بدا له قال إني مطلع تركتي فجاء فسأل عن إسماعيل أين هو فقالوا يصيد ولم يعرضوا عليه شيئا قال إذا جاء فقولوا له يغير عتبة بيته فجاء فأخبرته فقال: أنت ذلك فانطلقي إلى أهلك، ثم إن إبراهيم بدا له فقال: إني مطلع تركتي فجاء أهل إسماعيل فقال: أين هو قالوا ذهب يصيد وقالوا له: انزل فاطعم واشرب، قال: وما طعامكم وشرابكم؟ قالوا: طعامنا اللحم وشرابنا الماء، قال: اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم، قال أبو القاسم : فلا تزال فيه بركة بدعوة إبراهيم ، ثم إن إبراهيم بدا له فقال إني مطلع تركتي فجاء فإذا إسماعيل وراء زمزم يصلح نبلا له فقال يا إسماعيل إن ربك عز وجل قد أمرني أن أبني له بيتا قال: أطع ربك قال: وقد أمرني أن تعينني عليه قال: فجعل إسماعيل يناول إبراهيم الحجارة ويقولان: { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} فلما أن رفع البنيان وضعف الشيخ عن رفع الحجارة فقام على المقام وجعل إسماعيل يناوله الحجارة ويقولان: { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم}.

فضل عائشة بنت أبي بكر الصديق حبيبة حبيب الله وحبيبة رسول الله ورضي الله عنها وعن أبيها عبد الله بن عثمان أبي بكر الصديق رحمة الله عليها

275 - أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال ثنا بشر وهو ابن المفضل قال أنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي موسى عن النبي قال: «فضل عائشة عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».

276 - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق ثنا شاذان قال ثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله : «يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما أتاني الوحي في لحاف امرأة منكن إلا هي».

277 - أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان عن عبدة عن هشام عن صالح بن ربيعة بن هدير عن عائشة قالت: أوحي إلى النبي وأنا معه فقمت فأجفت الباب فلما رفه عنه قال: «يا عائشة إن جبريل يقرئك السلام» .

الغميصاء بنت ملحان أم سليم ومن قال الرميصاء رضي الله عنها

278 - أخبرنا علي بن الحسين ومحمد بن المثنى قالا أنا خالد قال أنا حميد قال أنس قال النبي : «أدخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فإذا أنا بالغميصاء ابنة ملحان» قال حميد: هي أم سليم.

279 - أخبرنا نصير بن الفرج قال أنا شعيب بن حرب عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة قال أنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «أريت أني أدخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة أم سليم».

280 - أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال حدثني أبي عن إبراهيم بن طهمان عن أبي عثمان عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله إذا مر بجنبات أم سليم دخل عليها فسلم عليها.

أم الفضل رضي الله عنها

281 - أخبرنا عمرو بن منصور قال أنا عبد الله بن عبد الوهاب قال أنا عبد العزيز بن محمد قال أخبرني إبراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «الأخوات مؤمنات ميمونة زوج النبي -- وأم الفضل بنت الحارث وسلمى امرأة حمزة وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن».

أم عبد

282 - أخبرنا عبدة بن عبد الله قال أنا يحيى هو ابن آدم قال أنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن أبي موسى قال: قدمت أنا وأخي من اليمن على رسول الله فمكثنا حينا وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من بيت النبي من كثرة دخولهم ولزومهم له.

أسماء بنت عميس رضي الله عنها

283 - أخبرنا موسى بن عبد الرحمن قال أنا أبو أسامة قال حدثني بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال دخلت أسماء بنت عميس على حفصة زوج النبي زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: آلحبشية هذه آلبحرية؟ فقالت أسماء: نعم، فقال عمر: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم، فغضبت وقالت: كلا والله كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أو في أرض العدى البغضاء في الحبشة وذلك في كتاب الله وفي رسوله ، وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله ، ونحن كنا نؤذى ونخاف فسأذكر ذلك لرسول الله والله لا أكذب ولا أزيد على ذلك، فلما جاء النبي قالت: يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا فقال رسول الله : «ما قلت؟» قالت: قلت كذا وكذا، فقال رسول الله : «ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أهل السفينة هجرتان». قالت: فلقد رأيت أبا موسى رضي الله عنه وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا يسألون عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله . قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد مني هذا الحديث.

284 - أخبرنا الربيع بن سليمان قال سمعت شعيب بن الليث عن أبيه عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه تزوج أسماء بنت عميس بعد جعفر بن أبي طالب فأقبل داخلا على أسماء فإذا نفر جلوس في بيته فوجد في نفسه فرجع إلى نبي الله فأخبره فقال أبو بكر: ما ذاك أن رأيت بأسا، فقال النبي فقال: «برأها الله عز وجل من ذلك»، فقال النبي فقال: «لا يدخلن رجل على مغيبة إلا وغيره معه».