فهب والدها في الحال محتدما
فهبّ والدها في الحال محتدماً
فهبّ والدها في الحال محتدماً
غيظاً وأسرع لا يلوي على شان
والملك أصبح كالمأخوذ مضطرباً
ممّا رأى سابحاً في بحرِ بحران
وما مضت لحظة إلا وقد سقطت
على الثّرى تتلوّى مثل ثعبان
وخيّمت رهبة الموت المخيف على
من كان في القصر من غيدٍ وغلمان
وأقبل الوزراء الصّيد والحكماء
الخالدون بآداب وعرفان
وراح يرثي سليمان عقيلته
بمدمعٍ كغزير الغيث هتّان
يا خير سيدةٍ في الناس كان لها
في الصدر أعظم تقدير وتحنان
يا خير مالكة في الأرض قد
بذلت ما ليس يبذل إنسان لإنسان
أقسمت بعدك لا خمراً أذوق
ولا تميل منّي إلى حسناء عينان
إن كان أهلي وأوطاني أقدّ
سهم فأنت أقدس من أهلي وأوطاني
أو كان للمرء إيمان يدين به
فأنت أفضل من ديني وإيماني
إلى الضريح بأثواب مزركشة
وما على الجسم من درٍ ومرجان
يزين رأسك تاج الملك إنك يا
ممفيس أثمن من ملكي وتيجاني
يضمّ جسمك لحدٌ ملء بردته
طيب وأخشابه من أرز لبنان