في البرايا وخلقهم أطوارا
في البرايا وخلقهم أطواراً
في البرايا وخلقهم أطواراً
حكمة تترك العقول حيارى
فحليماً منهم ترى وسفيهاً
وجباناً وباسلاً مغوارا
ومصيباً ومخطئاً وقوياً
وضعيفاً ومستجيراً وجارا
ودعاهم ليعبدوه فما زالوا
منيباً وفاجراً كفّارا
سنة الله في العباد اختلاف
بينهم يملأ الصدور نفارا
ولهذا تحزبوا وادعا العاقل
والأحمق الصواب ومارى
ومن المضحك الغريب اقتحام البغل
بين الفوارس المضمارا
قال لي بعض مدعي العلم ممن
أضرم الحمق بين جنبيه نارا
هل ترفضت قلت لم أدر ما الرفض
لديكم حقيقة واعتبارا
فرفيع مقام قومي وسام
أن يجاروا السفيه والمهذارا
فاستمع ما أقوله ثم قل ما
شئت بعد اعتذاراً أو إنكارا
إن لي من تمسّكي بكتاب الله
ما أتّقي به الأخطارا
ولما صاح من حديث أبي القاسم
انقاد راضياً مختارا
لا أعاني التأويل فيها اتباعاً
للهوى أو تعصّباً أو ضرارا
مذهبي مذهب الوصي أبي
السبطين فالحق دائر حيث دارا
أعلم الصحب للمدينة باب
كم به الله أرغم الكفارا
وتمسكت بالشهيدين إني
سائر في عقيدتي حيث سارا
أشرف العالمين أما وجدا
أطيب الناس عنصراً ونجارا
والمثنى وابن الحسين علي
من به كل مقتد لن يضارا
وعلى الباقر اعتمادي وزيد في
سبيلي فلست أخشى العثارا
حصنوا العلم إذ بنو عبد شمس
خبط عشواء يخبطون سكارى
غيروا بدّلوا طغوا وتعامى
حاملوا العلم خيفة واضطرارا
ألف شهر تمتّعوا ثم حقت
نقمة الله فاستحقوا الدمارا
وبأقوال جعفر حيث صحّت
عنه نقضي ونتبع الآثارا
ولموسى ابن جعفر والعريضي
ومن خلَّفا نرى الخلف عارا
كابن عيسى المهاجر الملتقي
عن أبيه العلوم والأسرارا
وبنيه الأئمة العلويين
الأولى حولوا العتيم نهارا
سالكي المنهج الذي لم تجد فيه
انعطافاً ولست تلقى اوزارا
كالفقيه المقدم ابن علي
سابق القوم خيله لا تجارى
واتخذنا السقاف كوكب مسرانا
وحبل اعتصامنا المحضارا
والذي أسكرته راح التجلّي
وابنه العيدروس غوث الأسارى
وبشيخ الحقيقة ابن أبي بكر
عليّ نأتَم فيما أشارا
هؤلاء الأعلام أشرف بيت
في الورى بيتهم وأعلا منارا
أيها الغمر هل سؤالك إياي
لجهل أم خفّه واغترارا
إننا أيها المغفل نقفو
هؤلاء الأئمة الأطهارا
ولنا الشافعي خير إمام
إن وجدنا في النقل عنهم غبارا
إن يطوفوا نطف ونستلم
الركن ونرمي كما رموها الجمارا
أعلم الناس بالكتاب وبالسنة
حيث الهدى هناك استنارا
بالذي صح عنهم الأخذ أحرى
فاقرأ الكتب وافحص الأخبارا
عن تقل ما به يدينون رفض
فهو ديني عقيدة وائتمارا
أو تقل أخطؤا المحجّة فاذهب
خاسئاً لا تعد إلا حمارا
أعلى الحق تجتري أم عليهم
كيف تسري سرى النسور الحبارى
عن أبيهم أتى الهدى ثم عنهم
يتلقى ويودع الأسفارا
فهو في دورهم وفيهم عريق
ولدى غيرهم يرى مستعارا
ما من الشام جاء أو أرض طوس
أو سمرقند أو أتى من بخارى
ديننا حب أهل بيت رسول الله
حبّاً يكفر الأوزارا
وكذا حب صاحبيه الضجيعين
العليين عنده مقدارا
بهما رب فتنة أخمد الله
أزاغت لهولها الأبصارا
ولعثمان نعرف الفضل لما
جاد بالفضل حين نال اليسارا
والأولى بشروا بأن لهم في
جنة الخلد مستقراً ودارا
ونحب المهاجرين وأَصحاب
النبي الخيار والأنصارا
ضاعف الله أجرهم وعليهم
صيب العفو والرضا مدرارا
وأحل الجميع في جنة الخلد وأجرى
من تحتها الأنهارا
هذه السنة التي أمر الله
بها الناس صبية وكبارا
ونهاهم عن التولي لمن نافق
أو جدّ في الفساد وجارا
ما تريدون بعد أنّا شرحنا
ما الصدور انطوت عليه مرارا
هل تسوموننا انتقاص علي
فنغيظ المهيمن القهارا
أو على ابنيه نجتري وسخيف
من يعيب الشموس والأقمارا
أم تريدون أن نحب ابن هند
وعن النص مثلكم نتوارى
لم تجد مؤمناً كما أخبر الله
محّباً من حارب الجبّارا
وحديث النبي أقوى عرى الإيمان
في الله بغضنا الأشرارا
فهو باغ ولا كرامة للباغي
ومن النار الشرار استطارا
حارب المرتضى وسمّم سبط
المصطفى بئس ما ارتضاه قرارا
يقتل الصالحين صبراً كحجر
يأكل الفيء يلعن الكرّارا
وتمادى يعيث فيهم فساداً
وعلوّاً في الأرض واستكبارا
خاض لج الضلال عشرين عاماً
ثم ولّى يزيده الخمارا
وتقولون باجتهاد مثاب
يا لهذا معرة وشنارا
لو يكون الذي زعمتم صواباً
لا رعوى بعد قتله عمارا
هل ترى عالم الخفيات يرضى
ما صنعتم ويقبل الأعذارا
ومن المخجل احتجاج أناس
بأحاديث تشبه الأسمارا
ساقهم نصبهم إليها افتراها
ورواها من يعبد الدينارا
ولهم كم مقلّد رام ربحاً
لم يزده التقليد إلا خسارا
أين ربح الذي يرى القار مسكاً
يقتنى أو يرى النحاس نضارا
ربّنا افتح بين الجميع بحق
وارفع الخلف بيننا والشجارا
واهدنا أقوم السبيل ولا تحمل
علينا إصراً ولا إصرارا
وارفع الضنك عن عبادك والبأساء
وأرحم وأرخص الأسعارا
وصلاة على نبيّك طه
أعظم الرسل رتبه وفخارا
وعلى العترة الكرام أمان
الأرض من أن تميد أو تنهارا
وعلى الصحب من لنصر رسول الله
ساموا النفيس والأعمارا
وعلى التابعين ما غرد القمري
أو ناوح الحمام الهزارا