في ذمة الله الغفور

في ذمّةِ اللهِ الغَفُورِ

​في ذمّةِ اللهِ الغَفُورِ​ المؤلف رشيد أيوب


في ذمّةِ اللهِ الغَفُورِ
زَمَنُ الصّبابَة والسّرُورِ
الله يا قَلَمي وَكَم
حَدّثتَني عند الغَديرِ
وَالمَاءُ يُسرِعُ في التدفّ
قِ بينَ هاتيكَ الصّخورِ
في الرّوضَةِ الغَنّاء حَي
ثُ تضُوعُ انفاس الزّهورِ
وَالشمس تنظُرُ من خِلا
لِ غصُونها نظرَ الغَيورِ
للهِ هَاتِيكَ الغُصُو
نُ يهُزّها نَغَمُ الخريرِ
أيّامَ كانت مُشرِقَا
تِ الوَجهِ حاليَةَ النحورِ
تلكَ الليالي المُسبِلا
ت ستورَها مثل الشعورِ
نرعى بها زُهرَ النجو
مِ السابحاتِ مدى الدهورِ
مُنَصّتَينِ لرَنّةَِ ال
افلاك في أوجِ الأثيرِ
كم جدتُ في نظم القري
ضِ وأنتَ تسبحُ في البحورِ
تُصغي الطيورُ لما نقُو
لُ كأنّه لغَةُ الطيورِ
حتى إذا شطّ المَزَا
رُ بهذه الدنيا الغَرُورِ
دارت عليّ صُروفها
فرَأيتُ مُنقَلَبَ الأمورِ
وصَبرتُ حتى قِيلَ لي
للهِ دَرُّكَ من صَبورش
لو تحمل الأيّامُ مَا
حُمّلتُ نادَت بالثّبُورِ
إنّ الزّمانَ إِذا سطَا
يسطو على حُرِّ الضّميرِ
خُلُقُ الزّمانِ عداوَة ال
أحرَارِ من بدءِ العُصُورِ
هل آن بعث للوَرَى
أم قد دنا وقتُ النشورِ
ما بال هذي الأرض وَا
عَجَبي تميدُ لدى المَسيرِ
تَهتَزّ من هول الحرُو
بِ ومن موَاصَلة الشرُورِ
فَتَحجّبَت فيها الهِدا
يةُ والضّلالةُ في ظهورِ
سِيّان كلّ مُتَوَّجٍ
فيها وصُعلوكٍ حَقيرِ
جَيشٌ قديرٌ قَطّعَ ال
أوصَالَ من جيشٍ قديرِ
يتَهافتُونَ على المَنَأ
يا كالفَراشةِ فوقَ نورِ
ضَاقَت بهم تلك البِطّا
حُ فحلقوا مثل النّسُورِ
بَينَا جَهَنّم في البحو
رِ إذا جَهَنّم في الثغورِ
نُح يا يَرَاعي كيفَ شئ
تَ فقَد نشَأتَ على الصريرِ
وابكِ الذين تركتَهم
يتَقَلّبون على سَعيرِ
من كلّ مرضِعَةٍ تصُ
بّ دموعها فوق السريرِ
لم يُبقِ فيها الحزنُ من
رَمَقٍ سوَى الرّمق الأخيرِ
ومُطَأطِئينَ رُؤوسَهُم
خمص البطونِ بلا نصيرِ
عافوا الحياة وأصبَحوا
حسّادَ سكّان القُبورِ
مِحَنٌ تَشُقّ من الجُسو
مِ قلوبَهُم قبل الصّدورِ
يَتَوَقّعُونَ مصِيرَهُم
الله أعلَمُ بِالمَصِيرِ
يا أيّها القَوم المُها
جر والبلاد على شَفيرِ
الظافرُون على الزّما
نِ الراتعون على الحريرِ
الشاربون كؤوسهم
في ظلِّ عيشهِمِ النضيرِ
لبُّوا نداءَ من استعا
ن بكم على الأمرِ العسيرِ
تلكَ البلاد وَليتَ شع
ري كم بها من مستَجيرِ
يبغي بها الأترَاكُ ويحَ ال
ظالمينَ ذوي الفُجُورِ
يا أيها العرب الكرا
مُ وكلّ ذي قلب كبيرِ
لقد استجارُوا ما لهم
غير المهاجرِ من مجيرِ
أنا إن عجزتُ عن الإغا
ثة ما عجزتُ عن الشعورِ
لَبّيتُهُم لكنّ مِن
عينيّ بِالدّمعِ الغَزيرِ