في قلبك الله
في قلبك الله
مرّت ليال و قلبي حائر قلق
كالفلك في النهر هاج النوء مجراه
أو كالمسافر في قفر على ظمإ
أضنى المسير مطاياه و أضناه
لاأدرك الأمر أهواه و أطلبه،
و أبلغ الأمر نفسي ليس تهواه
عجبت من قائل إنّي نسيتكم
من كان في القلب كيف القلب ينساه؟
إن كنت بالأمس لم أهبط مربعكم
فالطير يقعد موثوقا جناحاه
فلا يقرّبه شوق إلى نهر
و ليس تنقله في الرّوض عيناه
و ليس يشكو و لا يبكي مخافة أن
تؤذي مسامع من يهوى شكاواه
إنّي لأعجب منّا كيف تخدعنا
عن الحقائق أمثال و أشباه
إذا بنى رجل قصرا وزخرفه
سقنا إليه التهاني و امتدحناه
و ما بنى قصره إلاّ ليحجب عن
أبصارنا في زواياه خطاياه
و نمدح المرء من خزّ ملابسه
و ذلك الخزّ لم تنسجه كفّاه
و إن أتانا أخو مال يكاثرنا
بالتّبر تيها رجوناه و خفناه
و قد يكون نضار في خزائنه
دما سفكناه أو جهدا بذلناه
لا تحسب المجد ما عيناك أبصرتا
أو ما ملكت هو السلطان و الجاه
ألمال مولاك ما أمسكته طمعا
فانفقه في الخير تصبح أنت مولاه
ما دام قلبك فيه رحمة لأخ
عان، فأنت امرؤ في قلبك الله