قبحا لهذا الزمان ما أربه

قبحاً لهذا الزمان ما أربُه

​قبحاً لهذا الزمان ما أربُه​ المؤلف بديع الزمان الهمذاني


قبحاً لهذا الزمان ما أربُه
في عمل لا يلوح لي سببه
ماذا عليهِ من الكرامِ فما
تظهر إلاَّ عليهمُ نوبه
ألم يجد في سواكم سعة
ممن يسوى برأسهذ نبه
لا يعرف الضيف أين منزله
ولا يرى المجد أين منقلبه
ما لي أرى الحر ذاهباًد مه
ولا أرى النذل ذاهباً ذهبه
أفلح من لؤمه وسيلته
وليس ينجو من جُرمه حسبه
من شاء أن لا يناله زمن
فليكن العرض جل ما يهبه
أراحنا اللَّه منك يا زمنا
أرْعَن يصطاد صقره حَزبهُ
يا ساغباً جائع الجوارح لا
يسكن إلا بفاضلِ سغبه
يا ضرماً في الأنامِ متقداً
والجود والمجد والندى حطبه
يا صائداً والعلى فريستُه
وناهباً والجمال مُنْتَهَبه
يا ساد تي لا تكن عظامكم
لعضة الدهر إن يهج كلبه
فالدهر لونان لا يدوم على
حال سريع با الناس مضطربة
أتى بخير لم تر تقبه كذا
أتى بشر وليس تحتسبه
رعاكم اللَّه وهو حسبُكُم
من زمنٍ لم يِغبّنا عَجَبه
ما أقرب النصر من رجائكم
إن يشأ اللَّه ترتفع حُجُبه