قدوم ولكن لا أقول سعيد
قدومٌ ولكن لا أقولُ سعيدُ
قدومٌ ولكن لا أقولُ سعيدُ
وملكٌ وإن طالَ المدى سيبيدُ
بعدتَ وثغر الناس بالبشرِ باسِمٌ
وعدتَ وحُزنٌ في الفُؤادِ شديدُ
تمر بنا لا طرفَ نحوكَ ناظرٌ
ولا قلبَ من تلك القلوبِ ودُودُ
علام التهاني هل هناك مآثِرٌ
فنفرحَ أو سعىٌ لديكَ حميدُ
إذا لم يكن امر ففيمَ مواكبٌ
وإن لم يكن نهى ففيمَ جُنودُ
تذكرنا روياكَ أيامَ أُنزِلَت
علينا خطوبٌ من جُدودِكَ سُودُ
رَمتنا بكم مقدونيا فأصابنا
مصوبُ سهمٍ بالبلاءِ سديدُ
فلما توليتم طغيتم وهكذا
إذا أصبح التركي وهو عميدُ
فكم سُفِكت منا دماءٌ بريئةٌ
وكم ضمنت تلك الدماءَ لحودُ
وكم ضمّ بطنُ البحر أشلاءَ جمةً
تمزِّقُ أحشاءً لها وكُبُودُ
وكم صارَ شملٌ للبلادِ مشتتا
وخربَ قصرٌ في البلادِ مشيدُ
وسيقَ عظيمُ القومِ مِنَّا مكبلاً
له تحتَ أثقالِ القُيودِ وئيدُ
فما قام منكم بالعدالةِ طارفٌ
ولا سار منكم بالسدادِ تليدُ
كأني بقصرِ الملكِ أصبحَ بائداً
من الظلمِ والظلمُ المبينُ مُبيدُ
ويندبُ في أطلاله البومُ ناعباً
له عندَ ترديدِ الرثاءِ نشيدُ
أعباس ترجو أن تكونَ خليفةً
كما ودَّ آباءٌ ورامَ جُدودُ
فيا ليتَ دنيانا تزولُ وليتنا
نكون ببطنِ الأرض حين تسودُ
أعباسُ لا تحزن على الملك إنه
تقضى فهذا الحزن ليس يفيدُ
أعباسُ صار الملكُ في يد عادلٍ
يذبُّ الردى عن حوضهِ ويذودُ
وقد كان جفنُ الدهر وسنانَ هاجداً
وها هو هب اليومَ منه هجود
بريطانيا لا زالَ أمركِ نافذاً
وظلكِ في أرجاءِ مصرَ مديدُ
ليصبح شملُ الأمرِ وهو منظمٌ
ويصبحَ عنه الظلمُ وهو طريدُ
أيجرؤُ ذِئبٌ أن يدوس برجلِهِ
عريناً وفي ذاكَ العرينِ أسودُ
فأنتِ احتللتِ القُطرَ والقُطرُ دارِسٌ
فأضحى بفضلِ العدلِ وهوَ جديدُ
متى ما أرى الأعلامَ يخفق ظلُّها
على أرضِ مصرٍ إنني لسعيدُ