قد خفت أن لا أراكم آخر الأبد

قد خِفتُ أن لا أراكم آخرَ الأبدِ

​قد خِفتُ أن لا أراكم آخرَ الأبدِ​ المؤلف أبو الفضل بن الأحنف


قد خِفتُ أن لا أراكم آخرَ الأبدِ
وأن أموتَ بهذا الشّوقِ والكَمَدِ
الموتُ يا فوْزُ خيرٌ لي وأروحُ لي
من أنْ أعيشَ حليفَ الهمّ والسّهدِ
لمّا أتاني كِتابٌ مِنكِ يا سَكَني
جعلتهُ شَبَهَ التّعويذِ في عضدُدي
يا فوزُ يا زهرة الدّنيا وزينتها
أنْضَجتِ قلبي وألبَستِ الهوى كَبِدي
ما ضرّ قوماً وطِئتِ اليومَ أرضَهُمْ
أن لا يروا ضوءَ شَمْسٍ أخِرَ الأبدِ
من جَاورَتْهُ جرَى بالسّعدِ طَالِعُه
ومَن رآها فلَن يَخشَى من الرَّمَدِ
آمسَتُ بيثربَ لا يأتي لها خبرٌ
ولا إذا حجّ بعضُ الناس من بلدي
إني أُعيذُكُمُ أن تَطْلُبُوا بدمي
يا أهلَ يثربَ أهلَ النّسكِ والرّشَدِ
تَتَبّعَ الحبُّ روحي في مَسالِكِهِ
حتى جرَى الحبُّ مجرَى الرّوحِ في الجسدِ