قد ركبنا بمركب الدخان
قَد رَكبنا بمركبِ الدّخّان
قَد رَكبنا بمركبِ الدّخّان
وبَلَغْنا به أقاصي الأماني
حينَ دارت أفلاكه وکستدارت
فهي مثلُ الأفلاك في الدوران
ثم سِرنا والطير يحسُدنا بالأمس
بالأمس لإسراعنا على الطيران
يخفقُ البحر رهبةً حين يجري
والذي فيه كائنٌ في أمان
كلّما أبعدَ البخار بمسراه
قرَّب السيرُ بعد كل مكان
أتقنتْ صنعه فطانةُ قوم
وصفوهم بدقّة الأذهان
ما أراها بالفكر إلاّ أناساً
بقيتْ من بقيّةِ اليونان
أبرزوا بالعقول كلَّ عجيب
ما وَجدناه في قديم الزمان
وبَنَوا للعلى مباني عَلاءٍ
عاجزٍ عنه صاحب الإيوان
فهمُ في الزمان علمٌ وفخرٌ
ومقامٌ يعلو على كيوان