قد لاح ليا مني

قد لاَحَ لِيَّا مِنِّي

​قد لاَحَ لِيَّا مِنِّي​ المؤلف أبو الحسن الششتري


قد لاَحَ لِيَّا مِنِّي
سِر بَدَا عجِيب
حتَّى رأيْتُ أنِّي
عَن حضْرتي لا نَغيب
أنا ما زِلْتُ حاضِرْ
حاضِر في كلِّ حين
عيْني إليَّا ناظِر
ناظِر طُولَ السِّنين
والحق فِيَّا ظاهِرْ
ظاهر لِذِي يقين
من قالَ أنا وإنِّي
قد أوفي بالْمَغيب
إن قيلَ هذَا عَنِّي
قد أحْرَم النَّصيب
من هُ يا قَوم ولْدِي
ولْدِي يا قوْم آنا
أوَ تَدْروا مَن هُو جدَّي
جدَّي سَبقتوا أنا
أنا ما زِلْتُ وحْدِي
وحْدي ما زِلْتُ أنا
ومن حَكَمْ بعَيْني
أخْطا ولم يُصيبْ
قُلُّوا إليْكَ عَنِّي
ما أنْتَ لي نَسيبْ
يا من يرَانِي شفْعَا
الشَّفْعَ بيَ ظهرْ
رُدَّ الوُجُودْ جَمعا
فالْفَرْقُ في الصُّوَرْ
واحْكُم بهَذا قَطْعَا
أنا مالِي أخَرْ
مَلأتُ كلُّ أينِ
ولمْ نَزَلْ مُجيبْ
لكلِّ من هو مَدْني
من حضْرِتي قرِيبْ
إِن كُنت ممن تَحقَّقْ
فِي الْكَوْن قَوْلَ كُونْ
صِحْ في الوُجُود مُطْلق
خفى عَنِ الْعُيونْ
نُور الحقيقة يشرقْ
وسرَّها مصُونْ
لَمْ قطْ يسعْهَا أيْني
ولاَ لها مَغِيبْ
وقد وسِعْها كَوْنِي
وغَيْرِي قد حُجِيب
لاَ تحْسِبوني نَبْلاَ
أن نسْكُنُ القُبورْ
سِرَّ ما زَالَ يُجْلاَ
في بُسْتان الصُّدورْ
والحضْرة بيا أوْلَى
ما بَيْنَ بَنين وحورْ
وهذا هُ في ظَنِّي
وَقَصْدي لاَ يَخِيبْ
مَتَى تَرى يا عَيْنِي
مَنازِلَ الحبيبْ