قد مال كالغصن في روض الصبا الساقي

قَد مالَ كَالغُصنِ في رَوض الصِبا الساقي

​قَد مالَ كَالغُصنِ في رَوض الصِبا الساقي​ المؤلف عائشة التيمورية


قَد مالَ كَالغُصنِ في رَوض الصِبا الساقي
وَالناسُ لِلمَيلِ قَد قامَت عَلى ساق
دارَت سواقي عُيون الناظِرين لَهُ
كَما جَرى النَهرُ مِن جِفني وَآماقي
وَالنَرجِسُ الغض غض الطرف من خجل
وَمال ميلة ذي خوف وَاِشفاق
وَلاحَ في حالَةِ الشَجو البَنفسج اِذ
بَدا بِثَوبٍ مِنَ الاِحزانِ غساق
وَالزَنبق اِغتاظ من ضحك الوُرود وَقَد
شق الخُدود فَما يَلقى لَه واقى
وَأَغمَضَت باقة النسرين من أَسف
فَصار من رَوعِهِ يَشكى اِلى الباقي
وَالماءُ لِما رَأى حالَ الزُهورِ غَدا
يَجري بِقَلب عَظيم الشَوقِ خَفّاق
وَشَمأل الرَوضِ جول الغُصن دار وَقَد
تَلا عَلَيهِ لِخَوف رقية الراقي
اِن كانَ ذلِكَ حال الزَهر من عَجَب
فَكَيفَ حال أَخي وَجد وَأَشواق
أَفديهِ لِما صَحا مِن سكرِه سِحرا
وَلَلطلى أَثر في خَدِّهِ باقي
وَقامَ يخطر وَالاِرداف تقعده
وَخَصرُه يَشتَكي سَقما لِمُشتاق
وَقالَ لي بِلِسان السكر خُذ بِيَدي
فَعذت مِن لَحظِهِ الماضي بِخَلاقي
وَقُمت بِالامر وَالاِلحاظ تُنشِدُني
لاقى عَظيم الجَوى من فِتنَتي لاقى
أَما رَأَيتَ غُصون الرَوض راقِصَة
وَأَنجُم الاِفق حيتنا بِاِشراف
وَقَد تُعانِق دوح السرو من طَرب
وَكادَ يَلتَف ذاكَ الساق بِالساق