قل لصديقي أبي علي

قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ

​قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ​ المؤلف سبط ابن التعاويذي


قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ
مَا هَكَذَا يَفْعَلُ کلصَّدِيقُ
أتَيتَ ما لم يكنْ بمِثلي
ولا بأمثالِكُمْ يَليقُ
نَقَضْتَ عَهْدِي وَكَانَ ظَنِّي
بِأَنَّهُ مُحْكَمٌ وَثِيقُ
وكنتَ تَنسى حقّي وكانتْ
مَرْعِيّةً عندَكَ الحُقوقُ
قد كنتَ أوعَدْتَني بوَعدٍ
أَنْتَ بِأَمْثَالِهِ خَلِيقُ
أَنَّكَ تَجْلُو هَمِّي بِيَوْمٍ
يجمعُ أطرافَهُ الفُسوقُ
يَبُلُّ فِيهِ غَلِيلَ صَدْرِي
شَرابُكَ المُسْكِرُ العتيقُ
أَخْلَفْتَنِي وَکنْفَرَدتَّ عَنِّي
أما استحى وجهُكَ الصَّفيقُ
وَقَدْ تَحَقَّقْتَ فِيَّ أَنِّي
صَبٌّ إلى شُربِها مَشُوقُ
وَأَنَّنِي فِي هَوَى کلْوُجُوهِ کلْـ
ـحِسَانِ مَا عِشْتُ مَا أُفِيقُ
أَضَاقَ عَنِّي لَكُمْ فِنَاءٌ
عَنِ کلاَّخِلاَّءِ لاَ يَضِيقُ
وهل علمتُمْ بأنَّ شُكري
عَبْدٌ لإحْسَانِكُمْ رَقِيقُ
أَما وَحَقِّ کلْمُدَامِ صِرْفاً
يخجلُ من لونِها الشَّقيقُ
وَكُلِّ هَيْفَاءَ ذَاتِ دَلٍّ
يَقْتُلُنِي قَدُّهَا کلرَّشِيقُ
يَشْكُو إلى رِدْفِهَا کلْمُعَبَّا
من جَورِهِ خَصرُها الدقيقُ
لِلصَّبِّ مِنْ وَرْدِ وَجْنَتَيْهَا
وِردٌ ومن ثَغرِها رَحيقُ
إنّ‍كَ إنْ لم تُصْخِ لعَتْبي
جاءَكَ منّي ما لا تُطيقُ
وإنّنا الدهرَ لا التَقَيْنا
إلاَّ وَقَدْ ضَمَّنَا کلطَّرِيقُ