قواعد الإعراب/الباب الرابع - في الاشارة الى عبارات محررة مستوفاة موجزة


الباب
﴿ في الاشارة الى عبارات محررة مستوفاة موجزة ﴾

ينبغي ان تقول في نحو ضرب من ضرب زيد أنه فعل ماض لم يسم فاعله ولا نقل مبنى لما لم يسم فاعله لما فيه من التطويل والخفاء وان تقول في نحو زيد نائب عن الفاعل ولا تقل مفعول ما لم يسم فاعله لحفائه وطوله وصدقه على نحو درهما من اعطى زید درها وان تقول في قد حرف لتقريب الزمان الماضي وتقليل حدث المضارع ولتحقيق حدثيهما وفي لن حرف نصب ونفي الاستقبال وفي لم حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضيا و في اما المفتوحة المشددة حرف شرط و تفصيل وتوكيد وفي آن حرف مصدری ينصب المضارع وفي القاء التي بعد الشرط رابطة لجواب الشرط ولا تقل جواب الشرط كما يقولون لان الجواب الجملة بأسرها لا القاء وحدها وفي نحو زيد من جلست امام زید مخفوض بالاضافة او بالمضاف ولا تقول مخفوض بالظرف لان المقتضى للخفض هو الاضافة او المضاف من حيث هو مضاف لا المضاف من حيث هو ظرف بدليل غلام زيد واکرام زید وفي الفاء من نحو فصل لربك وانحر فاء السبية ولا تقل فاء العطف لانه لا يجوز ولا يحسن عطف الطلب على الخبر ولا العكس وان تقول في الواو العاطفة حرف عطف لمجرد الجميع وفي حتى حرف عطف للجمع والغاية وفي ثم حرف عطف الترتيب والمهلة وفي الفاء حرف عطف للترتيب والتعقيب واذا اختصرت فيهن فقل عاطف ومعطوف كما تقول جار ومجرور وكذلك اذا اختصرت في نحو لن نبرح وان تشعل فقل ناصب ومنصوب وان تقول في ان المكسورة حرف تاکید نصب الاسم ويرفع الخبر وتزيد في ان المفتوحة فتقول حرف تأكيد مصدری نصب الاسم ويرفع الخبره واعلم انه يعاب على المعرب في صناعة الاعراب ان يذكر فعلا ولا يبحث عن فاعله او مبتدأ ولا يتفحص عن خبره او ظرفا او مجرورا ولا ينبه على متعلقه او جملة ولا يذكر لها محلا من الاعراب ام لا او موصولا ولا يبين صلته وعائده وان يقتصر في إعراب الاسم من نحو قام ذا أو قام الذي على أن يقول اسم اشارة او اسم موصول فان ذلك لا يقتضى اعرابا والصواب ان يقال فاعل وهو اسم اشارة او اسم موصول فان قلت لا فائدة في قوله في ذا أنه اسم اشارة بخلاف قوله في الذي انه اسم موصول فان فيه تنبيها على ما يفتقر اليه من الصلة والعائد ليطلبهما المعرب وليعلم أن جملة الصلة لا محل لها قلت بلى فيه فائدة وهي التنبيه إلى أن ما يلحقه من الكاف حرف خطاب لا اسم مضاف اليه والى ان الاسم الذي بعده في نحو قولك جاءتي هذا الرجل نعت او عطف بيان على الخلاف في المعرف بال الواقع بعد اسم الإشارة و بعد ايها في نحو يا ايها الرجل ومما لاينبني عليه اعراب ان تقول مضاف فان المضاف ليس له اعراب مستقركما للفاعل ونحوه وانما اعرابه بحسب مايدخل عليه فالصواب أن يقال فاعل او مفعول او نحو ذلك بخلاف المضاف اليه فان له اعرابا مستقرا وهو الحرفاذا قيل مضاف اليه علم أنه مجرور . وينبغي أن يجتنب المعرب أن يقول في حرف من كتاب الله انه زائد لانه يسبق إلى الأذهان أن الزائد هو الذي لا معنى له وكلام الله سبحانه منزه عن ذلك وقد وقع هذا الوهم للامام فخر الدين فقال المحققون على ان المهمل لايقع في كلام الله سبحانه فاما ما في قوله تعالى فيما رحمة من

الله فيمكن ان تكون استفهامية للتحج والتقدير قای رحمة والزائد عند النحويين
معناه الذي لم يؤت به الا لمجرد التقوية والتوكيد لا المهمل والتوجيه المذكور

في الآية باطل لامرين احدها ان ما الاستفهامية اذا خفضت وجب

حذف الفها نحوعم يتساءلون والثاني أن خفض رحمة حينئذ

يشكل لانه لا يكون بالاضافة اذ ليس في اسماء الاستفهام

ما يضاف الالي عند الجمع وكم عند الزجاج ولا بالابدال من

ما لان المبدل من اسم الاستفهام لابد ان يقترن بهمزة

الاستفهام نحوكيف انت أصيح ام سقيم ولاصفة

لان مالا توصف اذا كانت شرطية واستفهامية

ولا بيانا لان مالا يوصف ولا يعطف عليه

عطف البيان كالمضمرات وكثير من

المتقدمين يسمون الزائد صلة

وبعضهم بیمه مؤكدا وفي

هذ القدر كفاية

لمن تأمله

الحمدلله قد تم طبع هذه المجموعة الفائقة المشتملة على نزهة الطرف

والانموذج وقواعد الاعراب بهذه الحروف البديعة التي بلغت

الغاية في الاتقان * فحققت قول الغزالي ليس في الامكان

ابدع مما كان * مبذولا في تصميمها الجهد حتی * عريت

عن الخلل والنقد * بمعرفة الفقير يوسف النبهاني

في مطبعة الجوائب البهية في القسطنطينية

المحمية * في منتصف شهر صفر الخير من

شهور سنة ۱۲۹۹ هجریه * على

صاحبها افضل الصلاة

وأكمل التحيه *


معارف نظارت جلیله سنك رخصتیله طبع قلنمشذر