قد فنيت في هواكم عددي

قَدْ فَنِيَتْ فِي هَوَاكُمُ عُدَدِي

​قَدْ فَنِيَتْ فِي هَوَاكُمُ عُدَدِي​ المؤلف سبط ابن التعاويذي


قَدْ فَنِيَتْ فِي هَوَاكُمُ عُدَدِي
عنِ اصْطِباري وخانَني جلَدي
وأنكرَتْ عينيَ الرُّقادَ فما
تَعْرِفُ غَيْرَ کلدُّمُوعِ وَکلسَّهَدِ
يا جامعَ الهَجرِ والفِراقِ معاً
عَلَى مُحِبٍّ بِکلشَّوْقِ مُنْفَرِدِ
لا تلْقَ بعدي على جَفائكَ ما
لَقِيتُهُ مِنْ ضَنىً وَمِنْ كَمَدِ
أغْراكَ بالفتكِ أنَّ من شرَعَ الغرامَ لم يقْضِ فيهِ بالقَوَدِ
أَنَّ مَنْ شَرَعَ کلْـ
وَأَنَّنِي فِي هَوَاكَ مُعْتَرِفٌ
بأَنَّ عَيْنِي الَّتي جَنَتْ وَيَدِي
أقامَ لي خدُّكَ الدليلَ بما
ضَرَّمَهُ مِنْ جَوىً عَلَى كَبِدِي
إنَّ مرايا الإحراقِ تُحرقُ ما
قابلَهُ نورُها من البُعُدِ
أَمَا وَطَرْفٍ يُصْمَى کلْخَلِيُّ بِهِ
سِهَامُهُ لِلْقُلُوبِ بِکلرَّصَدِ
وعارِضٍ مُذْ علقْتُهُ عرَضاً
عرضْتُ قلبي للهمِّ والكمَدِ
لَوْ لَمْ يَكُنْ مُؤذِناً بِحَرْبِي مَا
قَابَلَنِي وَهْوَ لاَبِسُ کلزَّرَدِ
والثغرِ كاللؤلؤِ النَّظيمِ وإنْ
غادرَ دمعي كاللؤلؤِ البَدَدِ
رَشَفْتُ مِنْهُ فَأَيُّ حَرِّ جَوًى
أعقَبَني رشفُ ذلكَ البرَدِ
إنّكَ مع قوّةٍ عُرفْتَ بها
أَكْثَرُ ثَبْتاً مِنِّي عَلَى جَسَدِي