قم هاتها حمراء قبل المزاج

قُم هاتِها حَمراءَ قبلَ المزاجْ

​قُم هاتِها حَمراءَ قبلَ المزاجْ​ المؤلف ابن معصوم المدني


قُم هاتِها حَمراءَ قبلَ المزاجْ
تَسطعُ نوراً في كؤوس الزُّجاجْ
كأنَّها في كأسها لمحةٌ
من بارقٍ أو لَمعةٌ من سِراجْ
عذراءُ قد ألبَسها ـ إذ بدتْ ـ
حبابها الدُّريُّ عقداً وتاجْ
يُديرها أغيدُ ساجي الرَّنا
أحوى رشيقُ القدِّ حلوُ المزاجْ
يهتزُّ كالغصن إذا ما مشى
وردفه من مشيه في ارتجاجْ
إذا رآه عاذلي مسفراً
لجلج في القول وكفَّ اللجاجْ
بادر إلى اللَّذَّات في وقتها
وافتح لداعي الأنس عنها رتاجْ
واصْطَبح الراحَ فقد أشرَقَتْ
والصبح إشراقه في انبلاجْ
أما ترى يا صاح زهر الرُّبى
ماجت به الريح سحيراً فماجْ
والجوُّ قد أرَّجَ أرجاءَه
والروض من قطر النَّدى في ابتهاجْ
والريحُ هبَّت مَوْهِناً نشرُها
يَملأ بالطِّيب الرُّبى والفِجاجْ
إنِّي امرؤٌ ليس لدائي سوى
هذي التي أنعَتُها من عِلاج
فاشرح بها لا روَّعتك النَّوى
صدراً لهمِّ البَيْنِ فيها اعْتِلاجْ
للَّه طيفٌ من حبيبٍ نأى
سرى يخوض الليل والليل داجْ
مرَّ بنا لكنَّه لم يَعُجْ
ما ضرَّه إذ مرَّ لو كان عاجْ
آهٍ لعصرٍ نلتُ فيه المُنى
بحاجةٍ قضَّيتها بعد حاجْ
يا ليتَهُ لو عادَ يوماً فقد
عادَ فُراتُ الماءِ عندي أجاجْ
والله ما هيج ذكر الحمى
وَجْدي بذاكَ الحيِّ إلاَّ وَهاجْ